أطعمة يابانية يتم تناولها في فصل الخريف لدى اليابانيين

0

تناولنا في احدى المقالات السابقة عن الاطعمة الصيفية المحببة لدى اليابانيين و بما نحن الآن في فصل الخريف سنتعرف في هذه المقالة عن الاطعمة المرغوب تناولها لدى اليابانيين في هذا الفصل، ففي كل بلدان العالم توجد اطعمة يتم تناولها في فترة أو موسم أو مناسبة معينة و لا يمكن تناولها على مدار العام و ذلك نتيجة الطقس أو الموسم الذي تنضج به بعض الفواكه و الخضروات، لذلك دعونا نتعرف على بعض الأطعمة اليابانية التي يتم تناولها في فصل الخريف.

 

سانما

من ضمن الأطباق الموسمية التي ترمز الى فصل الخريف في اليابان هو طبق السانما، و هو سمك الصوري الذي يعتبر من ضمن الأسماك البحرية والذي يعيش في المحيط الهادي وبحر اليابان و بِحار أخرى.

 

يسمى هذا السمك باللغة اليابانية بـ “sanma” و الذي يعني حرفياً ” سيف سمك الخريف” و ذلك نتيجة الى شكل السمكة، حيث تكون طويلة نوعاً ما و لونها فضي مما يجعلها تشبه السيف، و ايضاً بسبب كثرة اصطيادها في فصل الخريف تقريباً من أواخر شهر أغسطس و حتى شهر نوفمبر. يمتاز هذا السمك بفائدتهِ الغذائية و مذاقه المميز خاصةً عندما تكون السمكة  غنية بالدهون التي تجعل مذاق السمكة الذ.

 

 

توجد عدة طرق لِتحضير هذه السمكة اللذيذة، لكن تعتبر طريقة تمليح و شوي السمكة خاصةً على الفحم وتقديمها مع فجل الدايكون و صوص الصويا من الطرق الشائعة و المحبب استخدامها لدى اليابانيين، تسمى هذه الطريقة بـ”شيو ياكي”.

 

اضافةً إلى وجود طرق أخرى مثل “سانما كاباياكي” و سانما سوشي” و أيضاً ” سانما تَريياكي دونبوري” و غيرها من الطرق اللذيذة والمتنوعة. عند زيارتكم الى اليابان أرجوا الاستماع بتناول هذه السمكة اللذيذة.

 

 

إيتشو

من المعروف أن لكل فاكهة في العالم لها موسم معين تنضج و تأكل فيه، كذلك الأمر ينطبق على ثمار شجرة “Ichō” التي هي شجرة جنكو بيلوبا حيث تمتاز هذه الشجرة بطول عمرها الذي يصل الى أكثر من 2000 سنة، و جمال أوراقها الخضراء التي تتحول إلى اللون الأصفر يشبه الذهب في فصل الخريف إضافة الى شكل أوراقها التي تشبه قدم الأوز، و ايضاً لِنضوج ثمارها في نفس الفصل.

 

 

تسمى ثمرة هذه الشجرة بـ “غين نان” والتي تكون ذات رائحة قوية، توجد في داخل هذه الفاكهة مكسرات تنضج بين شهر أكتوبر و شهر نوفمبر، حيث يتم تناول هذه المكسرات كوجبات خفيفة. يمكن شراء مكسرات هذه الشجرة من الأسواق جاهزة، أو يمكن التقاطها بعد سقوطها من الشجرة و تنظيفها و غسلها جيداً، ثم تحميصها في مقلاة مع وضع القليل من الزيت، و بعد أن تحمر قليلاً يوضع القليل من الملح، و بعدها يتم كسر قشرتها بالمطرقة و تناول بَذرَتِها التي تكون خضراء اللون.

 

 

توجد هذه الشجرة بالقرب من المعابد الشنتو اليابانية حيث تعتبر هذه الشجرة من ضمن الأشجار المقدسة التي تسكن فيها الأرواح، كما تعتبر هذه الشجرة رمزاً لمدينة طوكيو.

 

كاكي

“كاكي” و هي شجرة أو فاكهة البرسيمون ذات اللون البرتقالي والتي تنتشر في بلدان شرق آسيا التي من ضمنها اليابان، حيث تم تقديم هذه الشجرة إلى أوروبا وأمريكا في القرن التاسع عشر، و كذلك في يومنا هذا تزرع هذه الفاكهة في بلدان أخرى. تحتوي هذه الفاكهة على فيتامينات مُفيدة جداً لِجسم الأنسان، من ضمنها فيتامين A و C.

 

 

تُعتبر فاكهة الكاكي من ضمن الفواكه التي تنضج و تُأكل في فصل الخريف، وهي ايضاً من الضمن الفواكه المرغوب تناولها لدى اليابانيين نظراً لمذاقها الرائع و المنعش وايضاً لِفائدتها الغذائية. توجد أنواع كثيرة لهذه الفاكهة، من ضمنها “فويو غاكي” و التي تكون حلوة المذاق وشكلها يشبه الطماطم حيث يتم تناول هذا النوع مباشرةً بعد قطفه من الشجرة، أما النوع الثاني فَيسمى “هاتشيا غاكي” الذي شكله يشبه البلوط و ذو مذاق لاذع، بالنسبة للنوع الآخر “هوشي غاكي”، الذي هو عبارة عن “هاتشيا غاكي” يتم تقشيره و تعليقه ثم تجفيفه بواسطة أشعة الشمس حيث يستخدم هذا النوع في صناعة الحلويات اليابانية التقليدية، عند زيارتك الى الريف الياباني ستجد بالتأكيد الكثير من ” هاتشيا” المعلقة.

 

 

تستخدم فاكهة كاكي في صناعة عصير الكاكي المخمر الذي يسمى ” كاكي شيبو” ، كما تستخدم أوراق هذه الفاكهة في لف نوع معين من السوشي “أوشي زوشي ” ، كذلك يتم استخدام القشور المجففة في صناعة النوكازوكه الذي يعتبر نوع من أنواع المخللات اليابانية، حيث تساعد هذه القشور على زيادة حلاوة و نكهة هذا المخلل.

 

من المدن التي تشتهر بإنتاج فاكهة كاكي، هي مدينة غوجو-شي الواقعة في محافظة نارا، كما يوجد متحف في نفس المدينة يسمى “هاكو بوتسو كان” الذي يقدم حوالي 158 نوع من فاكهة الكاكي، كما يعتبر هذا المتحف مركزاً بحثياً للكاكي يقوم بدراسة و زراعة أصناف كثيرة من هذه الفاكهة، كما يقوم بمعالجتها و تجهيزها للأكل.

 

كوري

الكستناء اليابانية التي يطلق عليها باللغة اليابانية بـ”كوري /kuri”. تزرع الكستناء في الكثير من بلدان العالم و لكل واحدة منها  لها طعم و شكل تختلف فيه عن الآخرى. تكون أشجار الكستناء اليابانية صغيرة الحجم و تتميز بِثمار كبيرة الحجم و ذات طعم لذيذ و طيب جداً. تعتبر الكستناء اليابانية من بين المكسرات المفضل تناولها في فصل الخريف لدى اليابانيين و من بين الأطعمة الغير متوفرة على مدار العام.

 

 

تم زرع الكستناء اليابانية منذ عصور ما قبل التاريخ في فترة جومون حيث تم العثور على أدلة في موقع ” ساناي-ماروياما” الذي يبلغ عمره حوالي  5500 عام في محافظة أموري، تشير الى زراعة شجرة الكستناء منذ القدم، اضافة إلى العثور على شجرة كستناء ضخمة يعتقد أنها كانت تستخدم لأغراض الدينية، و لا زالت تستخدم الكستناء كطبق طعام في الديانة الشنتوية خاصة في رأس السنة الجديدة في معظم أنحاء البلاد، كما كان يستخدم خشب أشجارها في بناء المنازل اليابانية، وايضاً دائماً ما يتم ذكر الكستناء في الأساطير و الفلكلور الياباني.

 

في الوقت الحاضر لا تعتبر الكستناء عنصراً أساسياً في نظام الغذاء الياباني لكنه مازال محتفظاً بشعبيته بين اليابانيين، فهو يدخل في تحضير أطباق الطعام الياباني و في صنع الحلويات، خاصةً الحلويات الغربية فتصنع الكستناء المالحة و الحلوة منها. أن الطريقة السهلة و الصحية المستخدمة في اليابان في تناول الكستناء هي طهيها مع قشورها، حيث يتم تنقيعها طوال الليل ثم غليها بالماء و الملح.

 

 

في اليابان يتم تحضير الكثير من الأطباق اللذيذة بواسطة الكستناء من ضمنها، “كوري غوهان” الذي يتكون من الرز المطهي مع الكستناء، و ” كوري كنتون، و كوري آن” و هي حلوة يابانية تقليدية حيث يتم تناول “كوري كنتون” في واجبات رأس السنة اليابانية التقليدية للإشارة الى الثروة والازدهار للعام المقبل. وايضاً تصنع من الكستناء حلوة تسمى “مون بوران” المستوحى من حلوة الكستناء الفرنسية التقليدية، إضافة الى وجود أطعمة كثيرة تحتوي على الكستناء اليابانية مثل “كوري دانغو” و “كوري موشي يوكان” و “كوري مانجو”، و غيرها من أطعمة الكستناء اللذيذة.

 

ماتسو تاكه

يوجد في اليابان العديد من أنواع الفطر الصالحة للأكل، لكن من ضمن هذه الأنواع يوجد فطر جداً محبب لدى اليابانيين، هو فطر الصنوبر الذي يطلق عليه باللغة اليابانية بـ “ماتسو تاكه/matsutake”. ينمو هذا الفطر تحت الأشجار وخاصة أشجار الصنوبر الحمراء حيث يرتبط بها بعلاقة حيوية هامة جداً، و يكون من الصعوبة إيجادَه حيث يكون مخفياً تحت أوراق الأشجار المتساقطة.

 

 

يتم اقتطاف فطر الصنوبر بين شهر سبتمبر و شهر أكتوبر حيث يتم حصاده قبل أن تتفتح قبعته بالكامل، لأن رائحته سوف تتلاشى و تختفي اذا تفتحت قبعته بالكامل. لقد تم تناول فطر الصنوبر منذ القدم في اليابان آبان فترة جومون، لذا إلى الآن لازال يستخدم في تحضير الكثير من الأطباق اليابانية التقليدية حيث يتميز برائحته التي تشبه البهارات و التي تشبه مزيجاً من القرفة و الصنوبر.

 

الأطباق اللذيذة التي يتم تحضيرها مع فطر الصنوبر هي ” ماتسو تاكه غوهان” الذي هو عبارة عن فطر الصنوبر والأرز مع إضافة مواد أخرى، و الطبق الأخر هو “ماتسو تاكه دوبين موشي” الذي هو عبارة عن حساء يتم وضعه في أبريق شاي كبير و طهيه بواسطة البخار.

 

 

في  الآونة الأخيرة أصبح سعر فطر الصنوبر مرتفعاً جداً، و ذلك بسبب صعوبة حصاده و كثرة نوعية من الديدان التي تهدد حياة أشجار الصنوبر مما يشكل خطراً على حياة فطر الصنوبر، كما يعتمد سعر هذا الفطر على جودته و كمية إنتاجه.

 

الخلاصة

يوجد في اليابان الكثير من الأطعمة الموسمية، كما هي موجودة في بلداننا العربية ففي العراق يتم تناول الكثير من الأطعمة الموسمية اللذيذة، لذا اتمنى للجميع أن تسنح لهم الفرصة لِزيارة اليابان في فصل الخريف و تجربة هذه الأطعمة اللذيذة و الغنية بالفائدة الغذائية.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط