أكبر ثلاث أحياء صينية في اليابان

0

ما يميز اليابان هو انفتاحها على الثقافات العالمية لتصبح قوة دافعة في بناء صورة البلاد واقتصاده خلال القرن 19 وتُفتح أبوابها للثقافة الصينية نظرًا لتعمق العلاقات اليابانية الصينية في المجالات الاقتصادية فظهرت ثلاث أحياء صينية كبرى في اليابان منها في منطقة “يوكوهاما”، “كوبي” و “ناغاساكي شينتشي” خاصة بعد أن فتحت اليابان موانئ دولية بها في السنوات الأخيرة من فترة “إيدو (1603-1868)”.

 

إن ما يميز الأحياء الصينية في اليابان بكونها من أكبر الأحياء في العالم وتضم أكبر جالية صينية خارج الصين، ظلّت متمسكةً بثقافتها وهويتها وعاداتها وتقاليدها وأعيادها ومهرجاناتها ومعابدها وحتى أطباقها الشعبية. تتكون الأحياء من عدة مطاعم صينية تختص بالمأكولات الصينية الشعبية إلى جانب المتاجر الصينية مثل تلك التي تبيع البضائع الصينية التقليدية وأدوات الطعام الصينية والحلوى الصينية والشاي الصيني وغيرها فخلقت عالماً صينياً عجيباً ومذهلاً في تلك الأحياء، وما زادا من شعبيتها تطورها وأصبحت كمناطق جذب سياحية. وفي هذا المقال سنأخذكم في جولة للتعرف على هذه الأحياء الصينية الثلاث.

 

الحي الصيني في مدينة يوكوهاما

يتميز الحي الصيني، الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن 19، ويعود إحداث هذا الحي عندما تم افتتاح ميناء في مدينة يوكوهاما وهو من أكبر الموانئ الذي دفع العديد من التجار والعمال الصينيين بالقدوم إلى اليابان وأقاموا في هذا الميناء حي يعرف “تشينا تاون”.

 

يعتبر هذا الحي من أكبر الأحياء الصينية في شرق أسيا بعدما توسع الحي وتضاعف عدد السكان قام الصينيون بتطويره محافظين على تقاليدهم وعاداتهم الصينية التقليدية بما فيها الهندسة المعمارية للمساكن وعادات الطبخ وتعليم اللغة الصينية لأطفالهم وتنتصب في مداخل الحي الصيني العديد من البوابات المزينة بأشكال التنين وزخارف خاصة على الأسقف والأعمدة يرجع عمرها لحوالي 150 عاماً وشهدت على مر السنوات تجديداً وصيانة، لكنها ظلت محافظة على طابعها الصيني المميز المشابه لما يوجد في المناطق الصينية التقليدية.

 

 

يتميز هذا الحي في اليابان ببناياته الخاصة باحتوائه على شوارع وأزقته الضيقة والمليئة على كلا الجانبين بالمحالات ويضم الحي المحلات التجارية التي تحتوي على الطعام لتتمكن من تذوق الأطباق الشهية من مختلف المأكولات الإقليمية الصينية والملابس والهدايا التذكارية وتصفح المتاجر والأكشاك التي تبيع مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية والحلي وغيرها من السلع. ودائماً ما تكون هذه المحلات مكتظة بالسياح والزوار الأجانب وأيضاً من اليابانيين سواء الذين يعيشون في المدينة أو خارجها.

 

 

يعتمد الصينيون في هذا الحي على طلاء معظم الدكاكين والمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم باللونين الأصفر والأحمر فتشعر للحظة أن الحي الصيني هو الصين الصغيرة في اليابان وهو المكان الروحي والاجتماعي الرئيسي للصينيين ويعد اليوم الحي الصيني من المعالم السياحية ليوكوهاما حيث يحرص السياح على زيارته واكتشاف طابعه الفريد ما يسهم في تعزيز الجاذبية السياحية لهذه المدينة الواقعة في جنوب غربي خليج طوكيو.

 

يُعتبر معبد “كانتاي-بيو”، الذي تم بناؤه في أول مرة في عام 1862م بعد ثلاث سنوات من فتح ميناء يوكوهاما أكثر مكان للاستقطاب السياح. هو مكرس إلى الجنرال الصيني ” كوان يو”. بعد وفاة القائد العسكري، بدأوا في التبجيل كإله الحرب. أصبح تجسيدًا للعدالة والشجاعة والولاء.

 

 

والواقع، أن هذا الحي أصبح أيضاً نقطة جذب للعديد من اليابانيين الذين لديهم رغبة في استكشاف ومعرفة نمط الحياة في الحي الصيني التقليدي خاصة عندما تستضيف المدينة معارضاً أو أحداثاً وطنية أو دولية، حيث يشهد حركة رواج كبيرة من قبل هؤلاء الضيوف.

 

الحي الصيني في مدينة كوبي

تقع مدينة كوبي غرب جزيرة هونشو في منطقة “كانساي” في اليابان، بين “خليج أوساكا” و “جبل روكو”، وتوصف بالمنطقة الحضرية، تشتهر المدينة بعددٍ من المعالم التاريخية والسياحية، حيث يوجد بها عدد من المعابد البوذيّة، إضافة إلى وجود أقدم مسجد في اليابان، كما يوجد بها عدد من الكنائس، والمتاحف الفنية، والمزارات الشتوية ويعد ميناء كوبي من أشهر المناطق السياحية فيها.

 

ويُعتبر ميناء كوبي من أحد أهم الموانئ اقتصادياً في اليابان الذي سمح للصينين بإنشاء حي صيني عام 1868م والذي تم تشيده من قبل بعض التجار الصينيين أثناء استقرارهم بالقرب من الميناء وهو من أهم وجهة رئيسية للمتساكنين الصينين في اليابان وما جعل هذا الحي مميز هو التمازج بين الثقافتين الصينية واليابانية.

 

أطلق على الحي الصيني في مدينة كوبي “نانكين ماتشي” وهو واحدة من أهم المناطق الرئيسية في الحي الصيني في اليابان ويُقام في هذا الحي العديد من الفعاليات الثقافية فيتردد عليه الكثير من السياح واليابانيين والصينين للحضور في هذه الفعاليات وتدب الحياة خلال احتفالات رأس السنة الصينية ومهرجان منتصف الخريف ومعرض المصابيح ومهرجان “كوريو-شونبو”.

 

 

عند زيارتك لمدينة كوبي لا تفوت فرصة استكشاف الحي الصيني والتمتع بمشاهدة معالمه الرائعة التي تحمل الثقافة الصينية. يضم الحي شارعاً رئيسياً واحداً، مع بوابات كبيرة في كل نهاية، بالإضافة إلى مربع به معبد صيني وسلاسل من الفوانيس الحمراء التقليدية ويمكن الاستمتاع بالتسوق به من خلال التجول وسط المدينة، ويمكن شراء التحف الصينية، والاستمتاع بتناول الطعام الصيني.

 

 

عند مرورك بهذا الحي ستلاحظ جمال التصميم الصيني الذي يسيطر على هذا الحي الألوان الخلابة التي تبعث الفرح في النفوس فهو من أجمل الأحياء في اليابان والطلاء باللون الأحمر الذي تشتهر به الثقافة الصينية كما يوجد به المتاجر والمحلات الخاصة بالهدايا التذكارية والمطاعم والمقاهي بالإضافة إلى الباندا الظريف المتربع على سطح ماكينات بيع المشروبات الغازية والذي يُعتبر من حيوانات الصين النادرة.

 

كما ستلاحظ الكثير من أصحاب المحلات يعرضون عليك الدخول إلى محلاتهم حيث يُعرض الكثير من الطعام الشعبي وشاي الفُقاعات غالباً ما يتكون من الشاي الأسود أو الشاي الصيني الأسود أو الحليب أو نكهات الفواكه، والمُحلّي، والملمس المطاطي.

 

 

الحي الصيني في مدينة ناغاساكي شينتشي

ساهمت الثقافة الصينية في إثراء مدينة ناغاساكي حيث أصبحت تُعرف مدينة ناغاساكي كواحدة من أفضل الأماكن في اليابان للاستمتاع بأطعمة الشوارع اللذيذة فيها خلال فترة إيدو، عندما كانت اليابان بأكملها معزولة عن بقية العالم، كانت ناغاساكي هي المدينة الوحيدة المسموح لها بالتجارة علناً مع الصين. على مر العصور، تطور الحي إلى مركز لمشاهدة معالم المدينة، يتجلى النفوذ الصيني القوي في مدينة ناغاساكي من خلال الحي الصيني “شينتشي تشاينا” والمعابد “الكونفوشيوسية” والمطاعم المحلية.

 

يشتهر حي “شينتشي تشاينا تاون” بكونه أقدم الأحياء الصينية في اليابان ويعود إلى فترة إيدو عندما استقر البحارة الصينيون لأول مرة في المنطقة. أنضم إليهم التجار الصينيون أيضاً، وأصبح هذا المكان معروفاً بالمكان المناسب للأغذية والمنتجات الصينية، ولا يزال موجوداً حتى يومنا هذا.

 

إذا كنت ترغب في رؤية جانب مختلف من المدينة فهذا الحي مكان رائع للزيارة فعند دخولك للحي الصيني سترى البوابات الحمراء الكبيرة التي يتميز بها هذا الحي والتي تم تشيدها على يد أفضل الحرفيين الصينين ويحيط البوابات الأربعة حراس من جهة الشرق تنينا باللون الأزرق ومن جهة الغرب نمر أبيض ومن الجنوب طائر الفيرميليون، ومن الشمال تجد سلحفاة سوداء. إضافة إلى الممرات الضيقة وتصاميم المعابد والمباني المصممة على الطراز الصيني.

 

 

لرؤية المزيد من روائع الحياة الصينية في المدينة، يُقام مهرجان “كونتشي” في أوائل فصل الخريف وكذلك يُقام مهرجان “فوانيس ناغاساكي” في أواخر فصل الشتاء وهي فعاليات يجب ألا تفوتها. تتضمن المهرجانات فعاليات مذهلة تشمل الزينة المضيئة ورقصات التنانين.

 

 

كما أن هناك العديد من الأطباق التي يشتهر بها الحي الصيني في ناغاساكي بتقديم أكلات يابانية كنودلز “التشانبون” و “الأودون بلمسات صينية” والعديد من الأطباق التي تستحق تجربتها. كتجربة حلوى يوري اللذيذة التي تشبه الخبز، ويتم لفها بشكلٍ مُلتوٍ جميل قبل خبزها.

 

 

الملخص

ويعكس وجود هذا العدد المهم من الصينيين في اليابان بتراثهم وأحيائهم التقليدية عمق التلاقح الثقافي وتجذر قيم التعايش بين حضارتين عريقتين في شرق آسيا فعند زيارتك لليابان لا تنسى زيارة هذه الأحياء الصينية ستكتشف مزيج بين ثقافتين اليابانية والصينية ففي اليابان توجد العديد من الأحياء الأخرى الصينية حيث يمكنك استكشافها والتعرف على معالمها وأكلاتها المتنوعة والمختلفة التي تجمع بين المطبخ الصيني والياباني فالكثير من السياح من مختلف أنحاء العالم يترددون على زيارة هذه الأحياء لتجربة الأكل والحلويات والشاي ومشاهدة تصاميم المباني أخذ صور تذكارية وللتمتع أكثر يمكنك حضور بعض الأنشطة والفعاليات التي تُقام في هذه الأحياء.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط