تجربة مغربي في اليابان

0

الدخول إلى عالم آخر بمعايير مخالفة و قوانين مغايرة  لعالمك الذي تطبّع فيه دماغك و تلوّنت فيه بشرتك، هو بمثابة تحدي و اختبار لقوة شخصيتك ، وعاداتك ، وتقاليدك و ديانتك . ولكي تعيش أو بالأحرى التعايش مع هذه القوانين سيشكّل بداخلك عوالم شديدة  مختلفة بشقيها الإيجابي والسلبي. كمسلم عربي مغربي بدأت العيش في اليابان في السنوات الأخيرة لازم أن أترك تجاربي كيف دخلتُ هذا العالم؟ ما الصعوبات التي تركت خدوش داخلية؟ و كيف أرى هذه التجربة؟

 

قراءة الهواء

ليس أنا الوحيد من هاجر من بلده إلى اليابان و بدأ الإستقرار فيه. بعد الحرب العالمية الثانية بدأ العديد من الشعوب بالهجرة إلى اليابان طلبا للعلم،بحثا عن العمل، لتحسين وضعية العيش إلى غيرها من الأهداف الشخصية . و هدفي كان هو حب المعرفة ، الضياع في عالم التشويق و التساؤلات ة متطلعا إلى الإجابة عن التساؤلات بطريقتي الخاصة.

 

كي أوضح بطاقتي التعريفية سأعرف عن نفسي، أنا حمزة أبا رضا مغربي مقيم في محافظة أوكيناوا اليابانية.  منذ طفولتي كبرت و كبر معي شغف السفر، الترحال، المغامرة و المشي الطويل في الطبيعة رجوعا للمكان الذي ولدت فيه الغني بالطبيعة و أيضا بصمة الأسرة التي كبرت في أحضانها. أتذكر قبل دخولي إلى المدرسة كنت أمارس الكاراتيه مع إخوتي و والدي والقيام بالعديد من الأشياء في طفولتي كالمشي، الصيد، السفر كان له أثر على قراراتي الحالية .

 

دخول عالم اليابان

أثناء ممارستي للكاراتيه ، كنا نردد عبارات غريبة بالنسبة لي، ليست عربية ولا لاتينية كانت تأخذ تفكيري. صاحبتني العبارات حتى في ممارسة الأيكيدو. حينها كنت في السنة الأولى من المرحلة الثانوية و هنا بَدَأَتْ أفكاري في التحكم بمشاعري لجعلي أبحث في الأنترنت عن معاني الكاراتيه و الأيكيدو و تاريخ اليابان بشكل يومي مكثف و مدقق.

 

لأجد العديد من المؤشرات حولي تأخذني في نفس الإتجاه. من معدّات إلكترونية منزلية ذو صنع ياباني، إلى الأنمي الذي كان مكان راحتي بعد العودة من المدرسة، لكن الأمر لم يكن كافي، اللغة كانت هي الحل الوحيد للتعمق في المسألة.

 

السنة الأخيرة من الثانوية هي أول بدايتي في دخول عالم اليابان من بابه، تعلم اللغة اليابانية اللغة اليابانية هي أسهل ممر بالنسبة لي للدخول إلى عالم اليابان مؤمنا من الكثير من المعيقات، التي واجهتها في البحث عن التاريخ الياباني، نقص في المعلومات و بعد الأخطاء الفهمية.  أثناء تعلم حروف الهيراغانا و الكاتاكانا عبر الأنترنيت تعرفت على مجموعة من الشباب المهتمين باليابان من أنمي، روبوت، الشودو … و غيرها لكلٍ كان له هدفه .

 

يوم بعد يوم شهر بعد شهر عملتي اللغوية بدأت بالتجمع بدأت أكون صداقات عرب يدرسون اللغة اليابانية أو على الأقل يحبون الثقافة اليابانية إلى أن أجد نفسي في شركة سفرية مغربية يابانية .

 

ممكن أضع هذه المرحلة  بداية دخولي إلى اليابان فكريا و ثقافيا لأنني كنت تقربا كل يوم ألتقي زائرين يابانيين بل أنا كنت مساعد المرشد السياحي فهذا أعطاني فرصة أعرف مستواي اللغوي و الثقافي .

 

بعد سنوات من التفكير في الذهاب إلى اليابان ساحة، أصبحت حاليا مقيم في اليابان و هذا شيء جميل. فعلا التحول من مستوى إلى مستوى آخر في الحياة يتطلب تضحية و مجهوين قيمين .

 

التحديات المطلوبة

كمسلم لديه حدود دينية و أعراف مغربية، تطلّب مني العيش في اليابان أن أجعل شهامة ثقافتي و ملامحها تختفي من وقت لآخر كالأكل، والشرب، طريقة التعامل مع الناس، اللباس  إلخ .  هناك قولة أخذت بها كي أحاول التعايش و النقص من حدة الضغوط وهي “عندما تكون في روما ، إفعل كما يفعل الرومان” . يعني كي أساير المجرّة يجب أن أقوم كما يقوم به اليابانيون هنا . 

 

لن يكون أمر سهل أن تعيش شهر رمضان دون أكل محلي، دون أن تمضي وقت في المسجد، دون تجتمع مع الأهل في طاولة الفطور. ذكر الصيام .. المسجد .. و أكل الحلال ، مهمتي الأولى حاليا أن أحافظ على إسلامي لأنني إن فقدت  جزء من ديني سيعيش مشروعي التربوي خللا .. زوجتي مسلمة لكن لا تزال في البداية من اعتناقها لدين الإسلام فيجب أن أحرص على أدق الأشياء في طريقة العيش و التعامل. طفلي أيضا ازداد في اليابان و أحاول جاهدا أن يتطبع على الإسلام و يشعر به من حوله، في كل مناسبة دينية أحاول أن أرسم جوه المناسب تقريبا كما مررت به في المغرب. فالتحديات كثيرة و المتطلبات أيضا كثيرة. 

 

المسجد، أهم شيء لكن لا توجد مساجد في أوكيناوا، علما أن المسجد هو ملتقى المسلمين، و حتى المأكولات في أوكيناوا أساسها لحم الخنزير فقد أصنف أوكيناوا المكان الصعب للعيش فيه كمسلم. فأيضا الأكل و التعبد عاملا أثرا في جانبي الروحي. أي شخص يفكر في العيش هنا ، أنصحه أن يقوم ببحث شامل ليس حول العمل أو الراتب بل حتى العيش .

 

و الضغط الكبير الذي واجهته في البداية و حاليا أنا أعيش بعد اللحظات السيئة هو انتقالي من مستوى معيشي منخفض إلى حياة سريعة و مستوى معيش أصعب . قد تكون هذا الفقرة سلبية نوعا ما لكن أخشى أن أتلون في كتابتي و أكون غير صادق مع كل قارئ للمقالة. اليابان سيف ذو حدين سلبي و إيجابي.

 

 

كيف أرى هذه التجربة

بالنسبة لي تجربة اليابان كانت في أراضي مختلفة ، عشت اليابان في الأنترنيت و في اليابان حقيقي، قد تكون الصور تعيق الحقيقة، لكن على كل حال التجربة جد مهمة، لم أتحدث عن التفاصيل ، و سأحاول من حين لآخر أن أترك ما يستحق قراءته عن التجارب في اليابان كما هي من الواقع إلى القلم. فكل شخص أنصحه أن يمر بتجربة اليابان لأنها علمتني أن الثقافة قيّمة و الشعور بها يكون متأخرا حتى نبتعد عنها، وأيضا غيرت مفاهيم بداخلي. 

 

خلاصة :

السفر من بلد لآخر أو تغيير بيئة كبرت فيها إلى بيئة جديدة سيكون وراء هذا الحدث تحديات في مجالات متعددة، دون نكران ما قد تعيشه من صعوبات و لكن الإيجابيات و الأشياء تعرفت عليها في اليابان ستقوم بالنحت على تجاربك و تجعل مجال تفكيرك أوسع.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط