ثلاثة أشياء وجدتها صعبة في الحياة اليابانية

0

مما لاشك فيه أن اليابان بلد في غاية الجمال من حيث الطبيعة الساحرة، كذلك التطور التكنولوجي الهائل، ونشاط وحسن خلق أهلها. لكن لا يوجد مكان في العالم مكتمل، فلأي مكان مزايا وعيوب، في هذا المقال سأتكلم عن ثلاثة أشياء وجدتها صعبة في حياتي في اليابان.

 

التواصل مع الآخرين

تختلف اليابان كثيرا عن الكثير من الدول الاخرى، حيث أن جميع سكانها من جنس أو عرق واحد. بمعنى أن الثقافة واللغة لدى الجميع واحدة، حيث الجميع يستخدم اللغة اليابانية في كل التعاملات سواء كانت رسمية أو غيرها. لذلك قد يكون حاجز اللغة عائقا كبيرا للأجانب سواء قدموا للسياحة، أو الدراسة أو العمل في اليابان.

 

 

يتم تعليم اللغة الانجليزية في المدارس اليابانية، ولكن للاسف لا يحظى هذا التعليم الكثير من الاهتمام من قبل وزارة التعليم. حيث تعتبر الانجليزية مجرد لغة مدرسية لا أكثرمن ذلك، ويسعى أكثر الطلاب قصارى جهودهم فقط لاجتياز الاختبارات بدل محاولة استخدامها على أرض الواقع.

 

في الحقيقة لا يسعني أن ألوم الطلاب وانما اعتبر الخطأ يبدأ من قبل وزارة التعليم، لانني أعتقد أن الأسلوب القديم في التعليم غير مجدي ويجب اتخاذ قرارات جديدة لتطويرالمنهج التعليمي للغة الانجليزية أو اللغات الاجنبية الاخرى بشكل يكون فعال ومسلي للطلاب.

 

اللغة الإنجليزية مما لاشك فيها انها هي لغة العالم والعلوم اليوم، فالجميع حول العالم يستخدمها للتواصل والتخاطب مع الأشخاص في الدول المجاورة. إضافة للاستخدام الشخصي، فعلى سبيل المثال، عندما أبحث عن معلومات على شبكة الانترنت، ففي الغالب سوف أبحث باللغة الانجليزية لأن المعلومات التي سوف أجدها ستكون أكثر بكثير مقارنة بأي لغة أخرى كالعربية أو اليابانية مثلا.

 

أكبر مشكلة أواجهها الى الان هو التخاطب مع الآخرين، حيث لا أستطيع تحدث اليابانية بطلاقة لانني مازالت أتعلمها. وفي نفس الوقت، أغلب اليابانيون لا يستطيعون تحدث الانجليزية. لكن بالرغم من ذلك يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة لكسر مثل هذه الحواجز عن طريق استخدام برامج الترجمة مثل مترجم قوقل، مترجم مايكروسوفت. حيث يساعد بشكل كبير في التخلص من مثل هذه العوائق.

 

أيضا لا أنكر طيبة اليابانين حيث أغلبهم سيحاول مساعدتك قدر المستطاع أن كان لديه الزمن الكافي، أقدر ذلك كثيرا من هذا الشعب الراقي.

 

إجراء المعاملات الرسمية

أتذكر أني في أول يوم قدمت فيه الى أستراليا قد استطعت من فتح حساب بنكي، وايداع بعض المال فيه من دون أدنى مشقة وبسرعة فائقة. كذلك استخدام التكنولوجيا (الخدمات الرقمية)، مريح لأبعد الحدود حيث يمكنك إتمام المعاملات الرسمية من هاتفك او من حاسبك الالي بكل سهولة ويسر.

 

 

لكن في اليابان، الوضع مختلف تماما، حيث من الصعب لك كأجنبي فتح حساب في البنك، حيث أغلب الموظفين لا يتحدثون اللغة الانجليزية. كذلك فورم التعبئة فقط مخصص لليابانين، لاتوجد نسخة انجليزية وقد يطلب منك ادخال اسمك بالكانجي، مما يتطلب منك طلب المساعدة. لا أخفي سرا أنني أحس بالضغط النفسي عندما احاول إتمام معاملة رسمية، وفي الغالب قد تنتهي بالفشل فقط لكونك أجنبي. لا أريد أن أقول بأنه توجد عنصرية، وانما النظام يحتاج لتطوير وترقية، حتى يتناسب مع الأجانب أيضا.

 

مثال آخر، في الغالب عندما كنت في استراليا لا أحمل شيء في جيبي سوى مفتاح المنزل وهاتفي، حيث لا احتاج لحمل محفظتي معي. يمكنني قضاء يومي كاملا باستخدام هاتفي بدون مشقة أو معاناة. حيث داخل الهاتف يوجد به كل ما احتاجه لقضاء يومي بسهولة ويسر. على سبيل المثال، يوجد تطبيق يسمح لي باستخدام الهاتف كبطاقة للمواصلات العامة، أيضا شحن البطاقة يتم داخل الهاتف بكل سهولة أيضا. أيضا يمكنني أستخدام الهاتف كبطاقة بنك في حالة أردت شراء أي شيء. في الحقيقة، أقضي شهور بدون الحاجة لحمل أي نقود معي فكل شيء يتم عن طريق الهاتف.

 

في اليابان، الوضع مختلف جدا، نعم بالرغم من أن اليابان بها التطور التكنولوجي الهائل مثل قطار الطلقة والكثير من الأشياء المذهلة، لكنها حقا متأخرة في المجال الرقمي. لقد صدمت حقا عند أول زيارة لي لليابان، حيث استخدام الكاش، أو النقود هو الاكثر تداولا. وغالبا ماتكون محفظتك ثقيلة مليئة بالنقود.

 

أتذكر في الكثير من المرات أنني أذهب لمطاعم وفجأة اتفاجئ أنهم لا يقبلون استخدام بطاقة البنك وانما النقود الورقية مما يقلل خياراتي، فإما أن أبحث عن أقرب بنك لصرف النقود أو البحث عن مطعم آخر.

 

لذلك في حين فكرت السفر الى اليابان فانني انصحك بتحويل العملة من بلادك أولا إلى الين الياباني. ثم القدوم الى اليابان. لأن المعاناة حقا حقيقية من ناحية استخدام النقود. أيضا تحويل العملة الاجنبية داخل اليابان ليس جيدا اطلاقا. لذلك خذ الأمر على محمل الجد قبل القدوم هنا.

 

المواصلات العامة

المواصلات العامة مهمة جدا، خاصة في المدن الكبيرة مثل طوكيو، في الحقيقة شبكة المواصلات العامة في المدن الكبيرة جيدة جدا بالرغم من ضخامتها وتعقيدها. على سبيل المثال محطة طوكيو كبيرة جدا، وبالنسبة لشخص سائح أو جديد في البلاد، فمن السهل جدا أي يضيع نظرا لتعقيد المحطة.

 

 

لكن المشكلة الكبرى ليست هنا، وإنما في المناطق الريفية أو المناطق الأبعد قليلا من طوكيو. حيث لا يمكنك الاعتماد على المواصلات العامة نظرا لعدم توفرها بسهولة. استخدام السيارة مهم جدا في المناطق الريفية في حين قررت العيش في وضع مريح.

 

لذلك لوقدمت الى الريف ستجد عند كل منزل سيارتين أو ربما أكثر، كذلك يستخدم الكثير من الطلاب الدراجات الهوائية في التنقل من المنزل الى المدرسة، أو الموظفين الى العمل.

 

أيضا في حالة قررت زيارة المناطق الريفية، فربما يكون من الأفضل لك تأجير سيارة للتنقل، أو التخطيط المبكر لمواعيد المواصلات العامة لتجنب المشاكل التي يمكن أن تحدث. كذلك نصيحة أخرى، تجنب استخدام التكاسي الى للضرورات القصوى لأن أسعارها نوعا ما باهظة.

 

الملخص

كما ذكرت في بداية المقال أن لكل بلد مساوئ ومزايا، في هذا المقال تحدثت عن ثلاثة صعوبات واجهتني في الحياة في اليابان. أعتقد أن هذه الصعوبات ستواجه الجميع في حين فكروا بالقدوم الى اليابان. لكن صدقني أن الأشياء الايجابية في اليابان تفوق بكثير السلبيات.

 

أتمنى أن تنتبه الحكومة اليابانية الى هذه الصعوبات، والقيام بالدورالفعال في تسهيلها للأجانب، لأن العالم قد تغير كثيرا وأصبح قرية مصغرة،  والتواصل بين اليابان ودول العالم الاخرى مهم جدا لخلق فرص جديدة تعود بالنفع على الجميع.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط