كيف تبدو الحياة المدرسية في اليابان؟ نُقدم لكم الأحداث المهمة والأساسية في الحياة المدرسية!

0

في كل بلد نظام معين في التدريس وفي سير الحياة المدرسية، وهناك أنشطة أو أحداث في الحياة المدرسية قد تتشابه وتختلف من بلد لآخر في نوعها ومدى أهميتها والالتزام بها. وجميعنا نعلم كم هي مميزة الحياة المدرسية في اليابان بما في ذلك نظامها التعليمي وأنشطتها. 

 

وهذه المرة سأقدم لكم من أهم وأشهر الأحداث المهمة التي يمر بها الطلاب اليابانيين في الحياة المدرسية، لنبدأ جولتنا في الحياة المدرسية اليابانية!

 

مراسم دخول المدرسة

تبدأ مراسم دخول المدرسة في اليابان في شهر أبريل، أي في فصل الربيع والذي يُعد بداية السنة الدراسية الجديدة. وفي تلك الفترة تمتلئ الطرق بالطلاب وعلى وجههم الابتسامة المشرقة، مرتدين ملابسهم الجديدة والمتألقة، متحمسين لبداية سنة دراسية جديدة.

 

وعادةً تميل مراسم الدخول إلى أن تكون موحدة إلى حد ما من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية. فعادةً يجتمع الطلاب في قاعة الاستقبال التي تكون ممتلئة بالمقاعد المصطفة في طوابير، ليجلسوا عليها في حين يلقي المدير والمعلمين كلمتهم الترحيبية بالطلاب الجدد، ثم يبدأ الطلاب الأكبر بالترحيب وتوجيه الطلبة الجدد والأصغر سناً.

 

 

وبعد الانتهاء من الترحيب يذهب الطلبة إلى الفصول ليقابلوا مدرسيهم ليتعرفوا عليهم. وهنا حسب المرحلة الدراسية والمدرسة يتم التقاط الصور التذكارية للطلاب معاً ومع المعلمين قبل الذهاب للفصل. وبعد الانتهاء من التعرف يذهب الطلبة خاصةً في المدارس الابتدائية للاحتفال وتناول الطعام كأسرة كبيرة وواحدة.

 

 

وفي كثير من المدارس يرافق الأهل أبناءهم ليشاركوهم الفرحة في مراسم الدخول، وعادةً يُخصص لهم مقاعد خلف الطلبة أو في قاعة أخرى مخصصة للأهل. وعادةً يتم التقاط صور تذكارية للوالدين مع الأبناء مع خلفية أزهار الساكورا لبداية مشرقة.

 

 

الغداء المدرسي

الحرص على تناول الغداء في المدرسة هو أمر مهم في اليابان، ودائماً هناك اهتمام كبير في آداب الطعام ونوعية الطعام الصحي والمناسب للطلبة حسب المرحلة المدرسية. فمثلاً في المدارس الابتدائية العامة يتم تقديم الغداء في غرفة الدراسة “الصف”، حيث يأكل الأطفال والمعلم المسؤول الغداء معاً. إذ تسمح المدارس الابتدائية في اليابان بتناول الطعام والشراب في غرفة الدراسة فقط خلال وقت الغداء.

 

وبالنسبة للتكاليف، عادةً يتحمل والدي الطفل جزءاً من تكلفة الغداء المدرسي. ويعتمد ذلك على المنطقة والمدرسة، ولكن متوسط التكاليف ​​يبلغ حوالي 4000 ين شهرياً. وقد بلغ معدل تطبيق الغداء المدرسي في عام 2018 في اليابان 99.1% للمدارس الابتدائية، و89.9% للمدارس الإعدادية، و68.0% للمدارس الثانوية الليلية.

 

 

وعادةً يتم طهي وجبات الغداء المدرسية بشكل أساسي في غرفة الغداء المخصصة في المدرسة. ولكن بالنسبة للمدارس الابتدائية والمتوسطة التي لا تحتوي على غرفة غداء مدرسية، يتم إعداد الغداء المدرسي في “مركز الغداء المدرسي المحلي” ليتم تسليمه إلى المدارس. وفي كلتا الحالتين، يحسب اختصاصي التغذية العناصر الغذائية والتكاليف اللازمة لنمو طلاب المدارس الابتدائية ليقرروا قوائم الغداء اليومية. 

 

 

في الواقع لقد بدأ نظام تقديم وجبات الغداء المدرسية في جميع مدارس اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن قبل الحرب كانت هناك بعض المدارس تقدم وجبات الغداء. وكان الاهتمام في تقديم الغداء هو الحرص على تغذية الأطفال جيداً حيث عانت اليابان من نقص الغذاء والمجاعة في العديد من المناطق.

واستمر نظام تقديم الغداء حتى يومنا هذا في المدارس الاعدادية والابتدائية بشكل أساسي كغرض تعليمي يسهم في تعليم وتطوير آداب وعادات تناول الطعام الصحيح وبطريقة صحيحة من خلال التعاون مع الزملاء والأصدقاء في الترتيب والتحضير وغسل الأطباق.

 

 

وفي الآونة الأخيرة أصبح نظام الغداء المدرسي أكثر مرونة، حيث أصبح العديد من الطلبة يحضرون “أوبينتو” أي صندوق الغداء اليومي الذي يتم إعداده في المنزل، وأيضاً أصبح هناك آلات بيع المشروبات الحديثة، وكافيتريا في المدرسة حيث يمكن للطلبة اختيار الوجبة أو المسليات والمشروبات التي يفضلونها.

 

أوبينتو “صندوق طعام” متوازن غذائياً

 

يوم الرياضة

في الربيع أو في الخريف من كل عام، تقوم المدارس الابتدائية اليابانية بتخصيص يوم يُطلق عليه “أوندوكاي” أي اليوم الرياضي، وفي هذا اليوم تقوم المدارس بتطبيق فعاليات وأنشطة رياضية يُشارك فيها جميع طلاب المدرسة. وهو يُعد حدثاً هاماً في اليابان خاصةً للأهل فهو يُعد فرصة لمشاهدة أولادهم يتنافسون في مختلف المسابقات الرياضية بتألق وحيوية.

 

وفي هذا اليوم ينقسم طلاب المدرسة إلى فريقين الأحمر والأبيض، وقد يكون هناك أكثر من فريقين أكثر. وعادةً يوجد لكل فريق يوجد فرق تشجيع من الطلاب، وتتمركز فرق التشجيع في منتصف ساحة المدرسة ويقرعون الطبول ليحمسوا اللاعبين ومن أجل زيادة الأجواء حماسة وحيوية. وأثناء المسابقات والأنشطة تقوم فرق التشجيع بالتهليل والصراخ بترديد عبارات تشجيعية بكل قوة مثل “اذهب أيها الفريق الأحمر، ابذل جهدك!” والخ.

 

 

والأنشطة والسباقات تكون متنوعة وعديدة من أشهرها، سباق الحواجز، ورمي كرات صغيرة في سلة مرتفعة مثبتة في المنتصف. ومعركة الخيول “يقوم الطلاب برفع قائدهم على كتفهم لحمايته وهناك قواعد للمعركة”.

 

 

ويوجد أنشطة الرقص ومنها رقص تقليدي، وأيضاً الجمباز وسباق التتابع “الركض” وغيرهم العديد. وهناك أيضاً مسابقات أخرى يشارك فيها الآباء والمدرسون. وإلى جانب هذه المسابقات التي يتم فيها الفوز أو الخسارة بالاعتماد على القدرة الرياضية، يتم دمج العديد من المسابقات الترفيهية والمسابقات الجماعية التي تعتمد على الحكمة والمهارات. 

 

 

والجميل أن الاهالي يحرصون على المجيء في اليوم الرياضي منذ الصباح الباكر لحجز مقعد يناسبهم، كما أنهم يجلبون معهم الكاميرات، والكراسي القابلة للطي، والغطاء الأرضي وعلب الطعام والخ. وبعد انتهاء المسابقات والأنشطة يذهب الطلبة لتناول الطعام مع أسرتهم. وهذه من اللحظات الممتعة والشيقة في المدرسة.

 

 

يوم المسرحيات والموسيقى

وهي أحداث ثقافية تُقام سنوياً في شهر نوفمبر في معظم المدارس من الحضانة حتى الجامعات حيث يعرض الطلاب إنجازاتهم الفنية. وهناك مدارس تقبل بمجيء أي شخص مهتم ويرغب في دخول المدرسة لمشاهدة كيف يبدو العمل المدرسي والأجواء الممتعة. وعادةً يأتي الأهل لمشاهدة آداء أبناءهم. 

 

وتعد هذه المهرجانات أو الأحداث الثقافية جزء من الأنشطة الخاصة ويتم تعريفها على أنها “أحداث تهدف إلى استعمال نتائج التعلم اليومي للطلاب لزيادة دوافعهم واكتشاف قدراتهم وإبداعاتهم. كما تهدف لتنمية قدرتهم على التعاون وتنمية وعيهم وقدراتهم الابداعية”

 

 

وعادةً تقوم المدارس بتحديد يوم معين في هذه الفترة، ليُقدم فيه الطلاب المسرحيات على المسرح أمام الجمهور المكون من طلاب ومعلمين وأهالي وغيرهم. وعادةً تُقام المسارح في صالة الألعاب الرياضية لاتساعها.

 

وبالنسبة للمسرحيات يقوم كل فصل بتقديم مسرحية خاصة بهم، وهي متعددة وتتناول مواضيع شيقة إما مشتقة من روايات عالمية أو يابانية أو قد تكون من تأليف الطلبة تحت إشراف الطالب “القائد” في المجموعة وأيضاً المعلم. ولا يقتصر العرض على المسرحيات فهناك عروض أخرى يتم تقديمها بناءً على إبداع الطلبة ومهاراتهم كالجمباز والألعاب البهلوانية والغناء. 

 

 

أما بالنسبة لعروض الموسيقى، فهي من العروض الجميلة التي تكشف عن مواهب الطلبة وقدراتهم في مجال الموسيقى خاصةً في عزف الآلات الموسيقية سواء أكانت عصرية أو تقليدية. ومن أشهر الآلات الموسيقية التقليدية في اليابان والتي يتم استعمالها في المدارس ايضاً هي “كوتو”، الطبلة اليابانية “ودايكو”، شاميسن، الناي الخ” وآلات حديثة مثل “بيانو، الكمان، الغيتار، الخ”.

 

حيث يتدرب الطلاب المعنيين لتحضير مقطوعة موسيقية مناسبة لعرضها أمام الجمهور، حتى أنهم يشاركون في مسابقات مع المدارس تصل للوطنية بعد اختيار أفضل الفرق الموسيقية. والجميل في العرض أن الطلاب قد يرتدون ملابس مناسبة لأجواء الموسيقى التي يعرضونها، فتصبح الأجواء وكأنكم في حفل موسيقي حقيقي يقدمه لكم أجيال المستقبل بمهاراتهم وعملهم الجاد.

 

 

كاكيزومي

“كاكيزومي” في اللغة اليابانية تعني الكتابة بالفرشاة لأول مرة بعد بدأ العام الجديد. وعادةً يتم إقامة هذا الحدث في الثاني من يناير. ولكن في حالة المدرسة يتم إقامته في منتصف شهر يناير تقريباً، أي بعد فترة وجيزة من انتهاء العطلة الشتوية وبدء الفصل الدراسي الثالث.

 

وعادةً ما يتم تعيين المهام لكل صف، على سبيل المثال كتابة “عام مشرق” أو “حلم العام” وغيرها من كلمات يابانية مناسبة للعام الجديد. حيث يستمتع الطلبة في كتابة رموز الكانجي في أفضل شكل للكلمة التي اختاروها، حيث يتم تقييم كتابتهم وتعيين فائزين في هذه المسابقة.

 

 

ولكن بالنسبة للأطفال من صف الأول والثاني فإنهم يكتبون الكلمة بقلم فلوماستر “قلم سميك” بدلاً من فرشاة، بينما طلاب الصف الثالث وما فوق يكتبون بالفرشاة التقليدية. ويتم مكافأة الأعمال الممتازة للأطفال بجوائز مثل الذهب والفضة، كما يتم عرض أعمالهم في المدرسة ليراها الجميع

 

 

الرحل المدرسية

ويُقصد بها الذهاب في رحلة إلى مكان بعيد. وهو حدث مدرسي يقام دائماً في رياض الأطفال ودور الحضانة والمدارس. ويتم ذكره بوضوح في سياق الدراسة كحدث مدرسي يجب تنفيذه كنشاط خارج المنهج. 

 

ويتم عقد هذه الرحل المدرسية لنشر المعرفة بين الطلاب ولتنمية وعيهم وسلوكهم الجماعي. كما تُسمى الجولات التي تهدف للدراسة والملاحظة في العلوم وأنشطة الاستكشاف خارج المدرسة بـ”الرحلات”. وعادةً تُقام الرحلات بشكل عام مرة سنوياً.

 

 

وقد تكون الرحلة المدرسية في النهار، وقد تكون ليلية أي مثل “التخييم” خارج المدرسة. وذلك يتم تحديده بناءً على موقع الأماكن التي سيتم زيارتها ونوع الأنشطة والفعاليات التي سيتعلمها ويقوم بها الطلاب. وفي حالة المدرسة الاعدادية والثانوية قد يشارك الطلاب أيضاً في تحديد المواقع التي يرغبون في زيارتها بموافقة المعلم.

 

وفي كثير من الرحل يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات ويُوزع عليهم جدول للأوقات والمهام التي يجب أن ينفذوها. على سبيل المثال يستكشف الطلاب مدينة كيوتو ومعالمها التاريخية في النهار، وفي الليل يتدربون ويخوضون تجربة “صنع الفخار”، أو “فن الطلاء الياباني” وغيرها. وفي كثير من الأحيان يتم تكليفهم مهمة الطبخ، أما التنظيف وغسل الأطباق فهو أمر أساسي.

 

 

وعادةً في المدارس الابتدائية يركز الطلاب على الالتزام بالخطط والجدول الزمني. إلا أن طلاب الإعدادية والثانوية ينقسمون مجموعات ويتناقشون في كيفية وضع وتنفيذ الخطط لتتبعها كل مجموعة بشكل مستقل وهذا له دور كبير في تعليمهم روح التعاون والاستقلالية.

 

 

العطلة الصيفية

في المدارس اليابانية يوجد ثلاث فصول دراسية تفصل بينها الإجازات. وفي معظم المدارس تُغطي العطلة الصيفية أربعين يوماً ابتداءً من آواخر الـ20 من يوليو حتى 31 أغسطس.

 

ويمكن تعريف العطلة الصيفية على أنها فترة يبتعد فيها الأطفال عن الحياة المدرسية لفترة طويلة. وهي أيضاً فرصة جيدة لتعميق الاتصال بالطبيعة وبالمجتمع، ولتنمية الإنسانية والوعي، ولاكتساب الخبرات التي يصعب الحصول عليها في الحياة المدرسية. 

 

 

ومن ناحية أخرى بسبب الشعور بالانفتاح والحرية لعدم وجود جدول دراسي، فقد تميل الحياة إلى أن تكون غير منتظمة وقد يحدث مشاكل تتعلق بالسلوك. ولذلك يتم تعليم الأطفال والطلاب في المدرسة في كيفية قضاء العطلة الصيفية بشكل مفيد وجيد. ومن أهم النقاط التي يتم التركيز عليها كالتالي:

 

  • الانتباه للصحة والسلامة، التقرب من الطبيعة، وجعل القلب والجسد ينبضان بالحياة.
  • اكتشاف ما يرغب به الطالب وممارسة ما يحب من هوايات.
  •  الاستعداد للعمل في المنزل والتعاون جيداً مع العائلة.
  •  المشاركة في المهرجانات والأحداث المحلية.
  • الدراسة المنزلية.
  • القراءة المستمرة، ومراجعة الدروس والنقاط التي يعاني الطالب من صعوبتها.

 

كما تُعد العطلة الصيفية وقت مناسب للاستمتاع بالكثير من المهرجانات اليابانية، ويفضل الكثير من الطلبة في الرجوع إلى الريف وزيارة منازل العائلة كالجد والجدة وقضاء الوقت في الطبيعة. وبالتأكيد لا ننسى الرحل السياحية والسباحة في الشاطئ وغيرها من أنشطة ممتعة.

 

 

حفل التخرج

تقيم الكثير من المدارس حفلات التخرج في شهر مارس في نهاية العام الدراسي. وعادةً تختلف طريقة ونظام الحفل من مدرسة إلى أخرى، ولكن بشكل عام يرحب المعلمون والمسؤولين وأولياء الأمور بالطلاب الخريجين. فيلقي المدير كلمته والمعلمون المسؤولين ويتم توزيع الشهادات وتكريم الخريجين. 

 

وعادةً يتم ارتداء الزي الرسمي في مراسم التخرج في العديد من المدارس باستثناء المدارس الابتدائية والجامعات، ولذلك هناك الكثير من الطالبات في المدارس الابتدائية وفي الجامعات ترتدي الزي الياباني التقليدي “هاكاما” في مراسم التخرج، أما الطلبة فإنهم يرتدون البدلة الرسمية. وتكون الأجواء منظمة ومفعمة بالحماسة حيث يقول الخريجين كلمتهم، وهناك أيضاً فقرات غناء وموسيقى وغيرها من فعاليات حسب المدرسة.

 

وبالتأكيد فقرة الصور مع المعلمين والزملاء والأهل هي فقرة مهمة، وغالباً ما تكون أزهار الساكورا غير مزهرة بعد، ولكن إن كان الطلاب محظوظين وأزهرت الساكورا مبكراً فإنهم يحرصون على التقاط الصور مع خلفية أشجار الساكورا التي تكون متفتحة في أجمل إطلالاتها.

 

 

الخلاصة:

في هذه المقالة تعرفنا على حياة الطلاب المدرسية في اليابان، كما نرى يتم الاهتمام بكل شيء له علاقة في تنمية الطلاب واكتشاف مواهبهم وقدراتهم. فالحياة المدرسية ليست فقط للدراسة بتلقين المعلومات، وإنما هي تشمل “الاكتشاف والتطبيق والبحث والترفيه، وأيضاً التعامل والأخلاق” وذلك من خلال القيام بأنشطة هادفة تجذب الطالب وتنمي قدراته العقلية والبدنية. 

 

أتمنى أنكم استمتعتم بقراءة المقالة، وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط