ماذا يعني مصطلح إيموتو؟ نُقدم لكم شرح عن إيموتو وتاريخه!

0

إيموتو هو مصطلح عميق يشير إلى مدير مدرسة لفن ياباني تقليدي معين. ويقصد بالفنون هي الفنون اليابانية التقليدية المتوارثة عبر الأجيال عن طريق المتدربين والمعلمين، فهذه الفنون ليس لها قيمة تاريخية فحسب، بل إنها تحظى بإعجاب واحترام كبير.

 

وفي هذه المقالة سنتعرف معاً على مصطلح إيموتو بشكل مفصل أكثر وسنتعمق في دوره وتاريخه. لنبدأ جولتنا في الثقافة اليابانية!

 

ماذا يعني إيموتو

إيموتو وهو مصطلح ياباني ترجمته الحرفية “أصل المنزل” ولكن معنى المصطلح بشكل عام “مؤسس” أو “سيد كبير” لمدرسة معينة للفن الياباني التقليدي. وهذا المصطلح يمكن أن يشير إلى الشخص الذي أسس المدرسة أو الشخص الذي يُعتبر رئيس المدرسة وحقق الإتقان المثالي في الفن.

 

وكما يمكن أن تُستعمل كلمة إيموتو لوصف نظام الأجيال العائلية في الفنون اليابانية التقليدية. ومن أشهر هذه الفنون حفل الشاي، “إيكيبانا” ترتيب وتنسيق الأزهار، مسرح نوه، فن الخط، الرقص الياباني التقليدي، الموسيقى اليابانية التقليدية، وفنون الدفاع عن النفس اليابانية والخ.

 

معنى مصطلح إيموتو واسع إلى حد ما وهناك معاني أخرى له غير التي قدمتها، ولكن لنكتفي في هذه المقالة بمعرفة أن في مصطلح إيموتو يوجد نظام هيكل هرمي والسلطة العليا للشخص المدعو “إيموتو” الذي ورث التقاليد السرية وحيل الإتقان للفن التقليدي في المدرسة أو المنزل.

 

 

العالم الصارم لفنون نظام مدرسة إيموتو

داخل المدرسة نفسها يوجد أكثر من معلم، ولكن هناك دائماً معلم ومدير واحد يملك لقب إيموتو وهو رئيس خط الدم العائلي للسادة الكبار. وبغض النظر عن الأساتذة الآخرين داخل مدرسة إيموتو للفنون، فإن إيموتو هو أكبر ممثل ومعلم في المدرسة.

 

وتتمثل الأدوار الرئيسية لإيموتو في قيادة المدرسة وحماية تقاليدها، ليشمل دوره أيضاً السلطة النهائية في الأمور المتعلقة بالمدرسة كإصدار التراخيص والشهادات والموافقة عليها، وفي بعض الحالات توجيه الممارسين الأكثر تقدماً.

 

ويمكن مناداة إيموتو الكبير بقول “أوو سينسي” ويعني “المعلم العظيم”، أو “سوشو” ويعني “المعلم أو ماستر”، أو حتى يمكن قول “أوو إيموتو” أو “إيموتو”.

 

 

  • يتميز نظام إيموتو بوجود تسلسل هرمي صارم داخل العائلة

 

في الأسر التي تعيش بأسلوب إيموتو تتم تربية الأطفال منذ صغرهم على ممارسة فن تقليدي معين، ومن المتوقع أن يصبحوا خلفاء لمدرسة الفنون عندما يصبحون بالغين. وقد يتولى مدير المدرسة أيضاً المتدربين الذين يرغبون في التدريب على هذا الشكل الفني أيضاً، حيث يتم تعليمهم المهارات اللازمة وإرشادهم من قبل المعلمين الأكثر تقدماً في المدرسة حتى يصلوا درجة الإتقان.

 

كما أن الإدارة التي يقوم بها مدير المدرسة ذات قيمة ويُنظر إليها على أنها مهمة للغاية للحفاظ على التقليد على قيد الحياة. ويحصل الطلبة على تراخيص أو شهادات في مراحل مختلفة من دراستهم اعتماداً على المدرسة، حيث تمنحهم هذه الشهادات إذناً بدراسة مستوى معين وتؤكد على أن الطالب قد حقق مستوى معيناً من الإتقان.

 

 

  • لقب إيموتو

 

لقب إيموتو في معظم الحالات وراثي وينتقل عادة عن طريق الخط المباشر، أو عن طريق التبني. ولا يمكن أن يكون هناك سوى إيموتو واحد في كل مرة مما يؤدي أحياناً إلى ظهور “منازل” أو “خطوط” جديدة. فقاعدة عدم تواجد إيموتو اثنان في مكان واحد يؤدي بهم إلى الانقسام في منازل مختلفة وهي ظاهرة شائعة عندما يولد أكثر من ابن واحد للإيموتو. فحسب التقاليد يتم تمرير لقب إيموتو مع الاسم الوراثي.

 

 

تاريخ إيموتو

تم إضفاء الطابع الرسمي على نظام إيموتو في فترة إيدو (1603 – 1868)، ولكن كان هناك نظام شامل وواسع بهذا التقليد في اليابان منذ حوالي 1000 عام أو أكثر.

 

وفقاً للاعتقاد الشائع، بدأ تقسيم الأدوار عندما يتعلق الأمر بالقصيدة أو العروض الموسيقية بالتدريج بناءً على تراث الفرد، على الأقل عند الحديث عن أفراد رفيعي المستوى.

 

في النهاية بدأت العروض التي تم تقديمها أمام الإمبراطور أو الشوغون أو الدايميو “حاكم إقطاعي” أو غيرهم من أعضاء الطبقة الاجتماعية الأعلى، مقتصرة على فناني الأداء من مستوى معين، وثم بدأ هؤلاء المؤدون يتمتعون باحترام وتقدير مميز على قداسة مواهبهم المتقنة.

 

ونتيجة لذلك لم يُسمح لأي حرفيين آخرين بأداء هذه الفنون وأصبح من الضروري للوالدين المالكين للموهبة المتقنة تعليم أطفالهم الفنون منذ الصغر، وذلك من أجل نقل التقنيات والمهارات بشكل صحيح إلى الأجيال القادمة. ويُعتقد أنه من نظام الوراثة هذا ظهر نظام إيموتو.

 

 

أين يمكن الاستمتاع بالعروض الفنية لإيموتو؟

في الواقع إن نظام إيموتو شديد بعض الشيء ولا يُسمح للناس العامة بمشاهدة عروض إيموتو إلا في حالات خاصة، مثل رأس السنة الجديدة. ولذلك يبدو أنه من المهم البحث عن معلومات جديدة قبل الذهاب.

 

وعلى الرغم من أنه قد يكون من المستحيل إلقاء نظرة مباشرة على أداء إيموتو، إلا أنه من الممكن لزوار اليابان أن يروا بحرية الفنون التقليدية التي قام نظام إيموتو بحمايتها وتعزيزها على مر السنين. على سبيل المثال إذا توجهتم إلى سينداجايا في طوكيو، يمكنكم زيارة مسرح نوه الوطني حيث يمكنكم مشاهدة المسرح الذي يتم فيه أداء نوه و كيوجين وحتى العروض الفعلية. أو حتى في أماكن الفعاليات في بعض المتاجر الكبرى تُقام أحياناً عروض إيكيبانا “تنسيق وترتيب الأزهار” التي يصنعها أساتذة وطلاب مدرسة معينة.

 

وبالنسبة للمهتمين بحفل الشاي فإن كيوتو هي مكان مناسب. حيث يوجد داخل كيوتو مؤسسات كبيرة وصغيرة حيث يمكنكم الاستمتاع بحفل شاي تقليدي، حتى أنه يمكنكم تعلم كيفية صنع الشاي في مراسم الشاي التقليدية، بالإضافة إلى أساسيات آداب شرب الشاي.

 

أما إذا كنتم مهتمين بالعروض التي تؤديها الغيشا، فقد تجدوها في كيوتو أو في كانازاوا. حيث يمكنكم مشاهدة عروض الرقص من قبل الغيشا أو المشاركة في حفل عشاء حيث يتم تقديم عروض ترفيهية من قبل الغيشا ومايكو.

 

هناك أيضاً متاجر وخدمات متوفرة في مناطق مشاهدة المعالم التاريخية الرئيسية حيث يمكنكم ارتداء الكيمونو أثناء المشي والتقاط الصور التذكارية، لذا يرجى البحث والتخطيط لهذه الإجراء مسبقاً لترتيب الرحلة قبل السفر.

 

 

الخلاصة:

 في هذه المقالة تعرفنا على ثقافة مميزة في اليابان استمرت منذ القدم حتى يومنا هذا وعليها اقبال من قبل المهتمين بالفن التقليدي، فالإيموتو أشبه بمرحلة يكون فيها الشخص قد وصل لأعلى مستويات الإتقان في ممارسة الفن، ولهذا لا بد من التدرب والعمل بجهد للوصول إلى هذا المستوى في أحد المدارس المتخصصة بالإيموتو.

 

ومع ذلك هناك انتقادات لنظام الإيموتو باعتباره نظام صارم ومكلف وغير ديمقراطي، حيث رفضه فنانين مشهورين مثل عازف الشيماسين الشهير هيرواكي كيكوكا الذي أنشأ نظاماً رئاسياً لمجموعته، وعازف الكوتو ميتشيو ياغي الذي رفض نظام إيموتو التقليدي لآلته واختار عزف الأوتار وغيرهم العديد. 

 

ومع ذلك يبقى هذا النظام له مكانته الخاصة ومستمر في مدارس يابانية للفنون التقليدية مثل مدارس الشاي، والرقص الياباني، وتنسيق الأزهار وغيرهم. أتمنى أن المقالة كانت مفيدة وممتعة، وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط