ما هو عالم عالم الأوتاكو الياباني!؟ تقديم حياة أوتاكو ممتعة في اليابان!

0

حققت أفلام “الانمي” و”المانجا” نجاحًا كبيرًا عبر الزمن باعتباره فن ياباني قديم كان في بداياته ينقل أحوال البلاد، تطور هذا الفن وأصبح يشمل جميع مناحي الحياة وباتت تحظى بأهمية كبرى داخل المجتمع الياباني فأصبحت تلتمس مواضيع متباينة كالخيال العلمي أو الرومنسية أو الإثارة وتلبي تلك المسلسلات أذواق جميع الأعمار. المانجا يتواجد فيها أشخاص تقوم بخلق أحداث لها هدف ومغزى تتميز بالرسم الكاريكاتوري وكونها بالأبيض والأسود والشخص الذي يرسم المانجا يسمى “مانجاكا”.

 

أما بالنسبة للأنمي، فهناك فرق أساسي وهو أن الأنمي فن متحرّك. وقد لاقت رواجًا وانتشارًا واسعًا في جميع أنحاء العالم وخاصة المجتمعات العربية ومن أشهر الأنمي المعروف مغامرات الفضاء “جريندايزر”، الكابتن ماجد، كونان، ون بيس، ناروتو، دراغون بول زد… لقد تميز الأنمي بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وقد زادت شعبيته حيث أن هناك مصطلح أيضًا اشتهر في الآونة الأخيرة، “أوتاكو” (مصطلح ياباني للأشخاص الذين لديهم اهتمامات مهووسة، عادةً ما يكون معجب بالأنمي والمانجا). وهو ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

 

 

مفهوم أوتاكو

الأوتاكو هو مصطلح باللغة اليابانية، ظهرت كلمة الأوتاكو سنة 1983م كمصدر فخر. وهي من أكثر الكلمات اليابانية المتداولة بين عشاق متابعي الأنمي والمانجا. وتطلق هذه الكلمة خاصةً على الأشخاص المدمنين أو المهووسين بهواية ما، وغالبا ما يكون الأنمي والمانجا وألعاب الفيديو.

 

 

كما نجد أن كلمة أوتاكو لا يقتصر وجودها فقط في اليابان وإنما هي منتشرة في العالم ففي اليابان تكون صفة أوتاكو شاملة وتصف أي شخص متعمق بشدة بهواية ما أو مجال ما سوى أوتاكو الرياضة، أوتاكو التسوق، أوتاكو الطعام، أوتاكو السفر… وفي الأغلب أوتاكو لمتابع المانجا والأنمي. على عكس الدول الأخرى تقتصر كلمة أوتاكو على متابعي الأنمي والمانجا أو ألعاب الفيديو أو الثقافة اليابانية بشكل عام.

 

 

معنى كلمة أوتاكو الحرفي يعني “المنزل”، ما يفسر تلقيب الشخص الذي يعشق ثقافة الأنمي بشكل مفرط ويبقى طوال اليوم يتابع حلقات الأنمي دون ملل سوى كان شابا، كهلا أو حتى شيخاً تجذبه الأنميات لما تحتويه من إثارة وتشويق.

 

تطلق صفة أوتاكو عادةً على الأشخاص الذين يشاهدون الأنمي بصفة أولى بحيث أصبحت شخصيات الأنمي التي يشاهدونها تأثر على شخصيتهم وتسيطر عليها فيصبح المشاهد يقلد معظم الوقت تلك الشخصيات في حديثها وصوتها وحركاتها وحتى في لباسها.

 

 

حياة أوتاكو

إن تطور صناعة الأنمي في اليابان وانتشاره جعل عالم الأنمي عالم شاسع ومهول لا تستطيع أن تصل إلى آخره، لكنه أيضًا عالم مليء بالأعاجيب والغوامض التي ستستمتع بشدة وأنت تسبر أغوارها مع الوقت خاصةً أنه يمتاز بالتنوع الشديد في الفئات العمرية والاهتمامات التصنيفية، خاصةً أن الانتاج الياباني للأنمي له نوع من الجاذبية وسحر خاص فالأداء الصوتي للشخصيات وطريقة انفعالاتها ودقة اختيار تلك الشخصيات ودقة اختار المواضيع التي تناقش قضايا المجتمع التي لها جزء كبير في التأثير على عقل المشاهد مما يجعلها أقرب للتصديق والتفاعل معها، كمُشاهد ستشعر أن بطلك حيْ مثلك يؤثر و يتأثر ما يزيد ارتباطك بالأنمي لذلك نجد نسبة كبيرة من الأشخاص يصبحون متعلقين أو مهووسين بتلك الشخصيات فأحيانًا يصبح الشخص معزول اجتماعيًا ملازم للبيت يشاهد باستمرار الأنيمي.

 

 

فتصبح تلك الشخصيات لها دور اللعب بعقل المشاهد فتصبح جزء لا يتجزأ من حياته فيصبح مرتبط روحيًا بتلك الشخصيات ومدمن عليها، فمعظم الأشخاص الذين يطلق عليهم “أوتاكو” تجد كامل غرفهم مليئة بمجلدات المانجا أو بملصقات الأنمي وتحتوي على مجسمات صغيرة لمختلف هذه الشخصيات ومؤخرًا تلك المجسمات أصبحت أقرب لأن تكون دقيقة وتحاكي البشر في الدقة، ولا يوجد أوتاكو إلّا وهو يملك شيء من هذه الأشياء. تصبح حياة أوتاكو متعلقة بالكامل بهذه الشخصيات فتجده يهتم بتفاصيلها وممكن أن يقوم بتقمص الشخصية فيتحدث مثلها وبنفس الحركات والكلمات وأكثرية أوتاكو يلبسون لباس مشابه لشخصية الأنمي.

 

والذي يطلق عليه “كوسبلاي” وهو زي معناه العام هو “لعب أدوار الشخصيات بلباس نفس أزيائها” ففي الاحتفالات والمهرجانات التي يُقيمها محبي العاب الفيديو والأنمي يرتدون ملابس الشخصيات المفضلة لهم ويتفننون في تفاصيلها إلى حد الاحتراف كوضع مساحيق التجميلية وارتداء شعر المستعار.

 

 

أوتاكو تجده ملمًا بهذا المجال له خبرة عميقة بمجال الأنمي فيعرف من هو مؤلف المانجا والمجلة الناشرة لها او القناة التي يعرض فيها الأنمي مؤدو الأصوات وشركة الانتاج والموسيقى التصويرية.

 

أوتاكو الشخص الذي يعشق الأنمي جدًا بل ويستطيع أن يقضي ساعات فوق ساعات وهو يُشاهد حلقات الأنمي أو يقرأ فصول المانجا دون كلل أو ملل ونادرًا ما يخرج إلى العالم الخارجي بسبب انشغاله الكبير.. فتجده يتابع الأنمي والمانجا بكثرة ويحاول الاطلاع على كل جديد، يقضي أوتاكو أوقاته كلها أمام الحاسوب لمشاهدة ألعاب الفيديو ويبحث عن أنواع جديدة منها ويزور المحلات المختصة ببيع وعرض ألعاب فيديو جديدة ويتابعون أحدث الأجهزة والبرمجيات والمواصفات بالتفصيل، كذلك يستمتعون بالنقاش عنها وقد ينفقون الكثير من الأموال في تكوين البرامج وفي أحوال أخرى هم يصبحون محترفين في مجال البرمجة أو تأمين الشبكات.

 

 

كما ستلاحظ عند زيارتك لليابان سيعترضونك في الشارع الكثير من أوتاكو يرتدون كوسبلاي بمختلف تصاميمه سوى شباب أو كهول، وهو في كثير من الأحيان يكون متعلق ذلك بالمناسبات التي يتقابلون بها كل فترة والأنشطة الخاصة بهم. قد ينفقون مبالغ ضخمة لشراء الأزياء وقد يكون أيضًا يصنعون تلك الأزياء بنفسهم (بالخياطة وغيره).

 

مدينة للأوتاكو: “أكيهابارا”

هي منطقة في مدينة طوكيو وتُعرف بمدينة “أكيهابارا” الكهربائية فمعظم المتعلقين ومحبي الأجهزة الإلكترونية وأحدث التقنيات أو أوتاكو من متابعي الأنمي والمانجا وعشاق ألعاب الفيديو فأن منطقة أكيهابارا هي أفضل مكان يمكن زيارته للتعرف على المنتجات الإلكترونية ومنتجات الأنمي والأوتاكو.

 

 

وفي هذه المنطقة تُعرف بأكبر متاجر في العالم يُسمى “مانداراكي” مختص ببيع مختلف الأنمي والمانجا والأقراص المدبلجة وأي شيء متعلق بالأنمي كالحقائب الأنمي والأقلام والتماثيل والدمى ويزورها العديد من اليابانيون والأجانب باعتباره أفضل مكان للتعرف عن ثقافة الأنمي.

 

يوجد بمنطقة أكيهابارا عدة مقاهي مثلاً مقهى يُعرف “بمقهى الخادمة” فيه موظفات يرتدين زي الكوسبلاي يقمن بتقديم الطلبات ويتحدثن مع الزوار بطريقة لتجعلهم يشعرون بالراحة وهذه المقاهي لها شعبية كبيرة بين الرجال والنساء.

 

 

وتعد منطقه أكيهابارا المكان المناسب والمفضل للأوتاكو فهي توفر لهم جميع متطلباتهم بالعثور على الأنميات والأفلام والمانجا بمختلف أنواعها كما توفر الكثير من ألعاب الفيديو المختصة بالأنمي.

 

الملخص

حققت الأنمي انتشارًا كبيرًا سوى داخل اليابان أو خارجها حيث أصبح العديد من المهتمين بهذا المجال يترددون على متابعته بكثرة حيث أصبح لها تأثير كبير في شخصية وحياة الأوتاكو فعند مشاهدته للأنمي وعندما تعجبه شخصية معينة من هذا الأنمي فيحاول تقليد هذه الشخصية في حركاتها وتصرفاتها لحد الادمان عليها لأنه يشعر أن هذه الشخصية تمثله أو تعبر عن حياته فبعض الأوتاكو تعتبر بالنسبة لهم هواية يحببن ممارستها والبعض الآخر يمرون بمرحلة العزلة وينفصل عن العالم وهذا يُعتبر الجانب السلبي للأوتاكو.

 

أما بالنسبة للأجانب المحبي الأنمي الياباني والمهتمين بالثقافة اليابانية فهذا سيقدم له ايجابيات كثيرة منها التعرف على كيفية عيش اليابانيين وتعلم بعض الكلمات من اللغة اليابانية من مشاهدة الأنمي فقط ويمكن أن يستفيد من الأنمي عندما يسافر لليابان فهناك سيعرف اسماء المدن المشهورة والطعام اللذيذ بسبب مشاهدة الأنمي فقط.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط