ما هو “لقب العائلة” في الأسماء اليابانية؟ نُقدم لكم تاريخ ألقاب العائلة المشهورة في اليابان!

2

في اليابان تختلف طرق تركيب الاسم الكامل للشخص عن الطريقة التي يستعملها العالم العربي. وربما قد لاحظ كثير منكم أن هناك أسماء عائلة يابانية تتكرر أو لها نمط متشابه في نهايتها، ولاسيما أنه يتم استعمال اسم العائلة في مناداة الشخص بدلاً من الاسم الأول.

 

وهنا نجد الكثير من التساؤلات عن معنى اسم العائلة وأصله وثقافة استعماله وكيف تم تحديده. فقد نجد معلومات وفيرة إذا كان الاسم يعود لعائلة معروفة وقديمة لها تاريخ طويل، وربما تكون المعلومات صعبة التعقب حيث تكون مرتبطة بتقاليد العائلة القديمة وما شابه. وفي هذه المقالة سنتعرف على معنى اللقب وأصله وتاريخه وثقافة استعماله في اليابان. لنبدأ جولتنا في الثقافة اليابانية!

ما هو اللقب “اسم العائلة” الياباني؟

اللقب أو اسم العائلة أو كما يُقال في اللغة اليابانية “مييوجي” هو اسم يصاحب الاسم الشخصي يخص العائلة التي ينحدر منها الشخص. وفي العصر الحديث في اليابان يتم استعمال كل من “اسم الشخص” و “لقب العائلة” كاسم كامل. ولكن في الفترات القديمة “قبل فترة هييآن” كان يتم اعتماد نظام اللقب وكان هناك تمييز بين لقب “أوجي” و “كاباني”.

 

ما هو لقب “أوجي”: هو لقب كان يُطلق على العشائر المرتبطة بالدم. في ذلك الوقت كانت كل عشيرة تُكلف بواجب تحت السلطة الملكية. على سبيل المثال، كانت كل من عشيرة “ناكاتومي” وعشيرة “فوجيوارا” من فئة “الأوجي”.

 

اللقب الآخر وهو “سي” أو “كاباني”: وهو لقب وراثي الأبوة “من سلالات الأبوية” يشير إلى العلاقة والمكانة مع السلطة الحاكمة. وقد كانت معظم العشائر النبيلة في العصور الوسطى تستعمل هذا اللقب في نسبهم سواء بشكل مباشر أو للخدم.

 

وهو أيضاً اللقب الذي أعطته العائلة المالكة القديمة للعشائر في الأصل، ويتضمن ذلك التابعين، وعشائر “تومونو مياتسوكو”، وعشائر “كوني نو مياتسوكو”، وموراجي “لقب يشير للرتبة والمكانة القوية”.

 

تاريخ وأصل الألقاب اليابانية

في فترة “أسوكا”، أثناء التجديد بهدف الإصلاح إلى نظام مركزي، قام الإمبراطور بإعطاء ألقاب من ثمانية ألوان “ياكوسا نو كاباني” من أجل تطبيق نظام تحديد الهوية. وهذه الألقاب هي “ماهيتو”، و”أسون”، و”سوكوني”، و”إيميكي”، و”ميتشينوشي”، و”أومي”، و”موراجي”، و”إيناغي”.

 

وفي ذلك الوقت بدأ نظام تسجيل الأسرة بسبب الاحتياجات الإدارية، فتم إعطاء عامة الناس ألقاباً. وبهذه الطريقة كان “أوجي” لقب للعشائر من أقارب الدم، وكان “كاباني” هو اللقب الذي أطلقه الإمبراطور. وفي نفس الفترة اندمج لقب “أوجي” مع لقب العائلة وهو لقب كان للعائلة الحرية في اختياره، على عكس لقب “كاباني”.

 

وفي النصف الأخير من فترة “نارا”، بدأت الألقاب المندرجة تحت نظام الألقاب ذات الثمانية ألوان بالاختفاء. حيث أصبح “أسون” لقب لمعظم العشائر ذات النفوذ. وذلك لأن الإمبراطور أعطى لقب “أسون” للعديد من العشائر التي حققت إنجازاً عظيماً. كما كان لقب “أسون” أعلى مرتبة بين التابعين غير الملكيين، لذلك كانت العشائر تلجأ للقب “أسون”.

 

أما في فترة “هييآن”، كانت العشائر التي تشغل مناصب مهمة تحتلها أربعة عشائر وهي عشيرة “ميناموتو”، و “تايرا”، و “فوجيوارا”، و “تاتشيبانا” وكانت جميعها مُلقبة بـ “أسون”، فكان من الصعب تمييزهم بلقب واحد. ومن بين هذه العشائر كانت عشيرة فوجيوارا لها سلطة عالية. ولكن مع زيادة عدد “عشيرة فوجيوارا”، أصبح من الصعب التمييز بين بعضهم البعض.

 

بداية لقب العائلات الرسمية “النبيلة”

أصبحت عشيرة فوجيوارا التي ازدادت وتمددت كثيراً، مميزة بألقاب (كوجو، كونوي، تاكاتسوكاسا، نيجو، إيتشيجو، إلخ). وفي يوم من الأيام أصبحت تطلق على نفسها بالعائلة النبيلة. وانتشرت بعدها العائلات النبيلة مثل ميناموتو، وتايرا، وتاتشيبانا، فأصبح يتم استعمال “لقب العائلة” كطريقة مناداة شائعة.

 

بداية استعمال ألقاب الساموراي

في نهاية فترة هييآن، ولد الساموراي الذين ترجع أصولهم إلى عشيرة فوجيوارا، وميناموتو، وتايرا وغيرهم ممن طوروا وحرسوا المناطق الزراعية التابعة للنبلاء. وفي هذا الوقت تقريباً اشتهرت عائلة “موساشي شيتشيتو”، وكان لدى العديد من الساموراي نفس لقب العائلة. فأصبح من الصعب التمييز بينهم. ولهذا السبب ومن أجل حماية وتمييز أراضيهم، أطلق الساموراي على أنفسهم اسم مكان الأراضي التي يسيطرون عليها.

 

لقب العائلة في فترة كاماكورا، وموروماتشي

في فترة “كاماكورا” بدأ الإعتراف بألقاب العائلة على أنها امتياز للناس ولعائلات الساموراي، في حين اتبعت الشوغون سياسة حظر ألقاب المزارعين. ومع ذلك في فترة “موروماتشي”، ضعفت قوة الشوغون وأصبح المزارعون أكثر نفوذاً على الساموراي، حيث بدأ الأشخاص من ذوي المرتبة الدنيا بما فيهم الفلاحين بالتمرد واحد تلو الآخر.

 

وفي تلك الفترة سعى الساموراي أيضاً إلى إقامة علاقات مع المزارعين، فأعطوا ألقابهم للمزارعين. وبهذه الطريقة انتهت سياسة الشوغون لحظر ألقاب المزارعين بالفشل.

 

وهكذا نجد أن استعمال اللقب لأول مرة تم من قبل المنازل العامة والساموراي، ولكن في فترة موروماتشي أصبح لقب العائلة ينتشر بسرعة بين طبقة المزارعين. وحتى في يومنا هذا كثيراً ما يقول اليابانيون مثلاً سأذهب إلى “العمة في يوكوهاما” أو إلى بيت “الجد في كانازاوا” للتمييز بين الأقارب. وهذا هو نفس النمط في الماضي في استعمال اسم الأرض والمكان كلقب عائلة.

 

فترة أزوتشي موموياما

من فترة “المقاطعات المتحاربة” إلى فترة “أزوتشي موموياما” نفّذ الأمير المحارب “تويوتومي هيديوشي” سياسة الفصل بين هويات الساموراي والمزارعين “فصل الجنود عن المزارعين” من خلال سياسة “التفتيش” و”صيد السيف” وهي طريقة يقوم بها الحاكم الجديد من أجل ضمان موقفه من خلال مصادرة السيف.

 

فكانت الجيوش تجوب في كل مكان لتصادر أسلحة أعداء نظام الحاكم الجديد. وبهذه الطريقة يضمن الحاكم الجديد عدم تمكن أي شخص من الاستيلاء على البلاد بالقوة كما فعل هو. وفي ذلك الوقت، أصبح تأثير الشوغون أقوى، وأصبح “إعطاء اللقب” امتيازاً للطبقة الحاكمة وبدأ عامة الناس بالامتناع عن استعماله تدريجياً.

 

ألقاب فترة إيدو

في فترة “إيدو” في عهد “توكوغاوا شوغونية”، تم استعمال اللقب لتحديد الهوية، وصدر الحظر على استعمال “ميوجيتايتو” في عام 1801م. وهو لقب تم ربطه بالسيف، حيث أصبح اللقب والسيف امتيازاً للساموراي ليمثل سلالته وليدل على أنه يضع سيف على خصره.

 

وبما أن اللقب أصبح رمزاً مميزاً للهوية، لم يعد من الممكن إعطائه للناس العامة باستثناء الفئات المميزة مثل الساموراي وأشخاص آخرين مثل “شويا/ نانوشي”. ويُقال أنه كان هناك حوالي 10.000 لقب مميز في ذلك الوقت في فترة إيدو.

 

وفي حالة عودة الساموراي إلى مزارعهم كان هناك لقب لهم، وكان للمزارعين من المستوى الأعلى أيضاً لقب. وأضاف التجار “يا” في نهاية لقبهم ليدل على أنهم تجار. ويبدو أنه مُنع اعطاء اللقب علناً إلا أن هذا لا يعني أنه لم يسمح بالحصول على لقب عائلة.

 

ولهذا السبب لم تُكتب ألقاب العائلات العامة في كتب “شومون نينبيتسو أراتاميتشو” الرسمية، إلا أن ألقابهم كانت تُكتب أحياناً في بعض الكتب السابقة في المعابد وعلى شواهد القبور. وهذا يعني أن عامة الناس في فترة إيدو كانت ألقاب عائلاتهم غير رسمية وكانوا يطلقون على أنفسهم باستعمال اسم خاص بهم.

 

لنأخذ مثال توضيحي واقعي عن استعمال ألقاب العائلة “أوجي، كاباني، مييوجي” في اسم أمير الحرب “أودا نوبوناغا” فقد كان اسمه الرسمي هو “تايرا نو أسون أودا سابورو نوبوناغا”، حيث أصبحت ألقاب العائلات العامة والساموراي في تلك الفترة أطول مع تقدمهم.

 

ولكن قد يقول البعض “لما لا نستعمل اسم الشخص لمناداته بدلاً من ألقاب العائلة؟” في الواقع يُعتبر مناداة الشخص ذو الرتبة العالية باسمه مباشرةً في حياته هو تصرف غير مهذب في تلك الفترة، باستثناء الأصدقاء المقربين والأقارب مثل الوالدين. ولذلك لا يجب قول “نوبوناغا ساما” في وقت حياته بل يجب استعمال اسم المستعار له أو لقبه، مثلاً كان لدى أودا نوبوناغا ألقاب تميزه مثل “أوفو ساما” لأنه كان الوزير المناسب في سنواته الأخيرة.

 

كما أن في عصرنا الحالي، يُعتبر مناداة الشخص باسمه مباشرةً في اليابان أمر غير مهذب للغاية، بل يجب وضع لقب مكانته أو وظيفته مع لقب العائلة عند مناداته، ولا يتبع هذه الطريقة الأصدقاء المقربين والعائلة. يبدو أن أخلاق احترام استعمال الأسماء والألقاب في اليابان استمر منذ القدم حتى يومنا هذا.

 

العديد من الألقاب في اليابان

في فترة مييجي بعد عهد توكوغاوا شوغونية، كان هناك نقاش حول الألقاب “المميزة” في سياسة التحديث التي روجت لها الحكومة الجديدة في فترة مييجي. وفي النهاية حصل جميع الناس بما فيهم العامة على لقب عام بسبب الحاجة إلى تنظيم سجل العائلات. وهذا يعني منذ تلك الفترة سيُسمح للأشخاص العاديين باستعمال ألقابهم علناً.

 

كيفية إضافة لقب

وفقاً لمرسوم “داجو كان” الذي صدر في تلك الفترة، تقرر أن “لقب العائلة” سيكون عبارة عن “أوجي وكاباني”. حيث تم الإقرار باستعمال اسمين فقط كاسم كامل وهو اسم الشخص الحقيقي ولقب العائلة. ونتيجة لذلك تم إلغاء لقب “أوجي” و”كاباني” اللذين كانا موجودين منذ العصور القديمة وتم دمجهما في لقب العائلة “مييوجي”. وتم حظر تغيير لقب العائلة “مييوجي” المسجل، نظراً لأنه كان لقب لتحديد الهوية الشخصية، فمُنع من تغييره بسهولة.

 

وفي عام 1875م أعادت حكومة مييجي الجديدة إصدار مرسوم “داجو كان” الذي يفرض استعمال لقب العائلة بشكل إلزامي. أي أنه من الآن وصاعداً يجب استعمال لقب العائلة “مييوجي”. فتم تشجيع تسجيل لقب العائلة رسمياً، وكان على أولئك الذين لا يعرفون لقب العائلة الخاص بهم إضافة لقب عائلة جديد.

 

في ذلك الوقت زاد عدد الألقاب اليابانية بشكل متفجر. يُقال أن عدد الألقاب المعروفة في فترة إيدو كان حوالي 10.000، فأصبحوا أكثر من 100.000 لقب من أحفاد الأرستقراطيين والنبلاء، وأحفاد عائلات الساموراي، ومن الأماكن التي عاشت فيها الأسلاف والمهن التي قامت بها.

 

كما أن هناك طرق أخرى عديدة في تغير اللقب غير التي ذكرتها سابقاً، حيث يوجد ألقاب بمفردات مميزة. فنظراً لأن الألقاب اليابانية تمثل “المنزل” فإذا أصبحت العائلة فرعية فسيتم تغيير رمز “الكانجي” أو طريقة القراءة من لقب العائلة الرئيسية. وهذا عمل على ازدياد الألقاب بشكل كبير. وهكذا نجد أن طريقة تكوين ألقاب العائلات في اليابان وتاريخ تتبعها عميق للغاية.

 

 

ألقاب عائلة مشهورة في اليابان

في عصرنا الحالي يبلغ عدد الألقاب اليابانية 300.000 لقب متنوع، وهذا يُعتبر أمر مذهل لوجود مثل هذا العدد الهائل في أرخبيل اليابان الذي يبلغ عدد سكانها أكثر من 120 مليون. ومن بين هذه الألقاب يوجد ألقاب عائلة مشهورة للغاية لدرجة أن بعض القارئين سيتعرفون على بعضها، وهي كالتالي بالترتيب:

 

المركز الأول: لقب “ساتو” حوالي 1.862.000 شخص

المركز الثاني: لقب “سوزوكي” حوالي 1.791.000 شخص

المركز الثالث: لقب “تاكاهاشي” حوالي 1.405.000 شخص

المركز الرابع: لقب “تاناكا” حوالي 1.330.000 شخص

المركز الخامس: لقب “إيتو” حوالي 1.069.000 شخص

 

يليهم لقب عائلة “واتانابي” و”ياماموتو” و”ناكامورا” و”كوباياشي” “وكاتو”. وتحظى هذه الألقاب بشهرة كبيرة نتيجة الاستقرار في هذه العائلات والذي ساهم في تمددهم. كما أن هذه الألقاب تمثل 10% من سكان اليابان، لذا سيكون من الجيد معرفتهم.

 

 

الصورة توضح الختم الياباني “هانكو” الذي يجب أن يمتلكه كل شخص في اليابان، يستعمله اليابانيون في جميع أنواع المعاملات الرسمية والعقود.

 

الملخص

وهكذا اتضحت صورة ألقاب العائلة اليابانية، قد يكون من الصعب في البداية فهم طريقة تركيب اليابانيين واستعمالهم للألقاب وكيف كانت تتغير لتتناسب مع المكان الذي ينتمي له الشخص أو حسب المرتبة. ومع ذلك أعتقد أن قراءة هذه المعلومات قد ساعدتكم في فهم الألقاب اليابانية وتاريخها.

 

إذا كنتم مهتمين بالتعرف أكثر على استعمال الألقاب اليابانية، فإن تعلم اللغة اليابانية المرحلة الأولى ستفيدكم حتى في فهم مقاطع الألقاب ومعناها وعلى ماذا تدل، وهذا من شأنه أن يزيد من تعمقكم في فهم الأسماء اليابانية أيضاً.

 

ومن الطرق السهلة والمتاحة للجميع هي مشاهدة الأنمي والدراما خاصةً التاريخية. جميعهم سيفيدونكم بالتأكيد، فالألقاب هي نفسها ومشابهة كثيراً للتي تُستعمل في العالم المعاصر. ولكن الدراما التاريخية ستوضح لكم لقب الساموراي والمزارعين والطبقة الارستقراطية بصورة أوضح من خلال سماع فرق الاسم في مناداة السيد والساموراي وشخص عادي. وأشكركم على القراءة.

2 تعليقات
  1. 武江森内 يقول

    ああ、これは私には役に立ちません。私は竹森という別の家族の出身です。それについての情報が欲しいです。あなたは私の言葉を翻訳しているようです。これは重要であり、ありがとうございます。

    1. فاطمة يقول

      コメントありがとうございます。この記事では、特定の名字に関する情報は提供していません。申し訳ありませんが、私が知ってる情報を教えますね。
      (竹森) 名字の由来解説
      ①現兵庫県南西部である播磨が起源(ルーツ)である。
      ②黒田家に仕える臣下となる。
      ③現愛媛県である伊予の有名氏族は景行帝子孫。
      ④ほか現青森県の西半部である津軽。
      などにみられる。

      「森」は森の意味や、神社森に関連して守るという意味。「竹」は植物の竹を表す。
      少しでもお役に立てば幸いです😊

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط