نقدم لكم ثلاثة مواقع تاريخية ثقافية قديمة ومشهورة في اليابان! لنفهم حياة اليابانيين في العصور القديمة!

0

هذه المرة سنرجع بتاريخ اليابان إلى ما قبل الميلاد حيث فترة جومون ويايوي، لنتعرف معاً على شكل القرى في تلك العصور القديمة، ولنتعمق في نمط وأسلوب حياة سكان هذه القرى. حيث قامت اليابان بإعادة ترميم هذه القرى بدقة وحافظت على آثارها في المتاحف لتنقل للأجيال القادمة تاريخ اليابان وحضارتها في الماضي بطريقة ممتعة وشيقة.

 

إذا كنتم من محبي التاريخ والآثار فهذه المقالة مناسبة لكم، لنبدأ جولتنا السياحية في آثار اليابان!

 

آثار ساناي ماروياما (محافظة آوموري)

موقع أثري يقع شمال غرب مدينة آوموري، ويُعد أكبر وأهم وأفضل موقع أثري بقي حتى الآن منذ فترة “جومون” التي مضى عليها حوالي 5900 إلى 4200 سنة.

 

وقد تم اكتشاف قرية ساناي ماروياما عن طريق الصدفة أثناء القيام بعمليات مسح الأرض لبناء ملعب بيسبول مجتمعي فوقها، ومنذ فترة اكتشاف تلك القرية المدفونة تحت الأرض بدأت عمليات البحث والتنقيب لدراسة تاريخ وماهية تلك القرية عام 1992.

 

حيث أظهرت عمليات التنقيب آثار حفر كبيرة ومقابر أطفال وفتحات تخزين ومكبات للنفايات. كما تم العثور على آثار بناء أعمدة حفر صغيرة وكبيرة وثقوب التخزين وحفر التعدين الطينية هذا إلى جانب القطع الأثرية الفخارية والحجرية التي اكتشفتها الحفريات، خاصةً تلك المصنوعة بمهارة عالية من اليشم والورنيش. جميع هذه النتائج لها أهمية كبيرة حيث ساهمت في تقديم صورة واضحة وملموسة لثقافة الناس في فترة جومون.

 

 

كما تم اكتشاف كميات كبيرة من المجوهرات الحجرية والأدوات المصنوعة من الخشب والخزف والكثير من الأشكال الطينية مثل: قضبان الحفر والمجاديف والأقمشة المنسوجة وأدوات الطلاء. وأيضاً أدوات العظام مثل الإبر التي كانت تُستعمل للحياكة.

 

وعن طريق التنقيب بتحليل الحمض النووي تم اكتشاف نباتات كانت تُزرع بشكل أساسي في فترة جومون مثل القرع والفاصوليا والكستناء، أيضاً هذا إلى جانب اكتشاف عظام حيوانات من الثدييات كان يتغذى عليها أهل جومون. وبشكل عام بلغت مساحة الأنقاض 350.000 متر مربع. وبسبب هذه المعلومات والآثار المهمة تم تعيين حوالي 240.000 متر مربع كموقع تاريخي وطني في عام 1997.

 

 

وبعد الانتهاء من عمليات التنقيب الكبيرة ودراسة أحجام المنازل والمباني وكيفية بنائها في ذلك الوقت، تم إعادة ترميم المباني في هذه القرية بدقة والتي تتميز بشكلها الفريد حيث تعتمد على وجود أعمدة يتم غرسها في حُفر بالأرض من أجل دعم سقف البناء. وبعض هذه المنازل تكون مبنية مباشرةً على الأرض والبعض الآخر يكون مرتفع معتمد على الأعمدة كقاعدة أساسية تحمل وزن وأرضية المنزل.

 

وهناك أحجام متنوعة للمنازل تتراوح من صغيرة إلى كبيرة حيث يبلغ طول أكبر منزل في القرية حوالي 32 متراً وعرضه 10 أمتار، وتقول النظريات أنه ربما كان مكان مهم لاجتماع أفراد القرية أو ربما كان ورشة عمل.

 

وبجوار موقع القرية والحفريات يوجد متحف يُدعى “جومون جيوكان” الذي يعرض آثار وأغراض تم اكتشافها في عمليات التنقيب في القرية ويوفر المتحف شرح ومعلومات مهمة توضح كيف كانت حياة الناس خلال فترة جومون. ولاسيما أن المتحف يُقدم تجربة ارتداء ملابس فترة جومون، وأيضاً تجربة استعمال أدوات قديمة وصنع الحرف اليدوية والألعاب التقليدية لتلك الفترة. 

 

حتى أنه يمكن تجربة الطعام النموذجي الذي كان يأكله سكان قرية ساناي ماروياما. ولذلك هذا المكان يعد مناسب لمحبي الأماكن التاريخية والأثرية التي توفر فرص اكتشاف وتجربة الثقافة والحضارة القديمة لشعب جومون.

 

 

آثار يوشينو غاري (محافظة ساغا)

تقع آثار يوشينو غاري في الجزء الجنوبي من تلال يوشينو غاري الواقعة في الجزء الأوسط من محافظة ساغا الحالية. ويعود تاريخ آثار قرية يوشينو غاري إلى فترة يايوي التي استمرت من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي.

 

وقد تم التنقيب عن القرية عام 1989 وكان الناس متحمسين لمعرفة ما إذا كان هذا هو الاكتشاف الذي طال انتظاره لـ “ياماتايكوكو”، وهي أمة قديمة غامضة من المفترض أن تكون موجودة في القرن الثاني الميلادي تقريباً تحكمها الملكة الأسطورية هيميكو.

 

 ومع ذلك لم يتم العثور على آثار تعود لتلك الأمة الغامضة، ولكن تم العثور على أنقاض تعود لفترة ياوي بالفعل إلا أن آثار القرية الغامضة تجذب السياح والباحثين على مدار العام للاكتشاف والدراسة. 

 

 

ومن أهم الملامح الرئيسية في قرية يوشينو غاري هو الخندق الخارجي الذي يحيط بالقرية وتبلغ مساحته 400000 متر مربع (478360 ياردة مربعة) وداخل هذا الخندق يوجد خندقان داخليان يحيطان بمجموعتين من المساكن والمخازن والأبراج وغيرها من الهياكل. وبهذا تعد قرية يوشينو غاري أكبر قرية تاريخية محاطة بخندق مائي في اليابان.

 

كما تم اكتشاف ملابس وزخارف جميلة من تحت كومة دفن تعود تاريخها إلى 2000 عام في أقصى الطرف الشمالي من القرية، في ما يُعتقد أن تلك الكومة عبارة عن مقبرة لأحد الحكام في ذلك الوقت. ومن حجم موقع القرية وتخطيطها وأنواع القطع الأثرية التي تم العثور عليها هناك يبدو أن يوشينو غاري كانت أكثر من مجرد قرية قديمة بسيطة. ويقول البعض أن أدلة الرفات تثبت أن المجتمع في ذلك الوقت قد حقق بالفعل هيكل الدولة.

 

 

ومن أجل الحفاظ على استمرار بقاء صورة القرية الواقعية حتى يومنا هذا، تم ترميم 98 مبنى بناءً على الحفريات التي تم اكتشافها. وتم إعادة إنتاج أمثلة من الحياة اليومية وظروف الناس في ذلك الوقت بشكل ملموس على أرض الواقع.

 

حيث تنتشر مشاهد عديدة من فترة ياوي في جميع أنحاء القرية، بما في ذلك برج مراقبة يبلغ ارتفاعه 12 متراً يمكن صعوده وإلقاء نظرة على القرية بأكملها. وهناك مبنى كبير يُقال إنه كان يتم فيه إقامة الطقوس، ويوجد مستودع تم إنشاؤه بشكل واقعي مرتفع على أعمدة.

 

 

يتم عرض المواد الثمينة التي تم استخراجها من الأنقاض في القرية، كما يتم توفر برامج بالطرق التقليدية مثل صنع الفلوت الترابي وصنع القلادات الحجرية وغيرها من الأنشطة التي من خلالها يمكن تجربة ثقافة وحياة الناس في فترة يايوي.

 

 

آثار تورو (محافظة شيزوكا)

وهي أنقاض قرية تعود إلى فترة يايوي في حوالي القرن الأول. وهذه القرية هي الأولى تم فحصها بدقة والتأكد من تاريخها بدقة. وقد كانت فترة يايوي تشتهر بأنها أول عصر للثقافة الزراعية القائمة على زراعة الأرز، ولذلك تُعد أثار تورو من أهم المواقع التي تشرح الثقافة الزراعية في هذه الفترة بالذات.

 

 وقد كانت قرية تورو واسعة النطاق تتكون من مناطق سكنية وحقول أرز وغابات ويُعتقد أنها دُفنت بسبب فيضان نهر تسبب فيه إعصار قوي. وقد تم اكتشاف الموقع أثناء إنشاء مصنع ذخائر في عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية. بدأ إجراء التنقيب والبحث الدقيق عن القرية عام 1947 والذي استمر لمدة أربع سنوات.

 

 

كانت أعمال التنقيب في قرية تورو واسعة النطاق ومنهجية بشكل استثنائي مع الأخذ في الاعتبار أن العمل كان يجري أثناء إعادة بناء اليابان المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية. حيث كان البحث ذا أهمية أكاديمية لدرجة أنه أدى إلى إنشاء جمعية الآثار اليابانية.

 

واكتشفت أعمال التنقيب أن قرية تورو كانت عبارة عن منطقة سكنية ومنطقة لحقول الأرز بشكل خاص. وقد تم العثور على بقايا غابات الأرز اليابانية المجاورة للقرية، و 12 منزلاً، ومخزنين بأرضيات مرتفعة. وأدوات زراعية مثل المعاول الخشبية، ومواد البناء وآلات النسيج، والآلات الموسيقية، وأدوات مثل الأواني الفخارية والملاعق والسكاكين الحجرية تم العثور عليها سليمة تقريباً في عمليات التنقيب.

 

وقد تم إعادة إنشاء بعض المساكن وحقول الأرز حتى تتعرف الأجيال التالية على أسلوب ونمط حياة فترة يايوي بشكل ملموس وواقعي.

 

 

ومازال هناك الكثير من الآثار والأشياء المكتشفة التي تدل على ثقافة يايوي، مثل معدات الصيد والحلي ومجموعات متنوعة من بذور الحبوب والفاكهة وعظام الطيور. ويبدو أن الأرز الأحمر المعروف باسم “ماي” كان يُزرع في قرية تورو بالذات، وهو نوع قديم من الأرز كان يتم زرعه في فترة يايوي. 

 

وبمجرد حصاد ذلك الأرز يتم الاحتفاظ به في المستودعات ذات الأرضية المرتفعة والتي يمكن رؤيتها في القرية. يمكن للزوار خلال العطلات تجربة هذا الأرز الأحمر المطبوخ في أطباق مصنوعة على نمط الأطباق الفخارية لفترة يايوي. ولاسيما أنه يمكن دخول هذه المنازل القديمة لتجربة كيف كانت حياة الناس في تلك الفترة.

 

تم تصنيف أثار تورو كموقع تاريخي خاص وطني في عام 1953. والموقع مفتوح للجمهور كمتنزه تاريخي. 

 

 

الخلاصة:

في هذه المقالة تعرفنا على ثلاثة مواقع أثرية تاريخية مشهورة في اليابان تعود إلى فترة جومون ويايوي. إذا كنتم من محبي الآثار والتاريخ فإن هذه المواقع مناسبة لكم للاستكشاف ولتجربة نمط الحياة القديمة التي تعود إلى ما قبل التاريخ. كما تعد هذه المواقع مناسبة للدراسة عن تاريخ اليابان العريق وثقافة الحضارات التي عاشت فيها. أتمنى أن هذه المقالة كانت ممتعة وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط