نُقدم لكم فواكه لذيذة ومشهورة في فصل الشتاء في اليابان!

0

كل فصل يتميز بفواكه لذيذة وحلوة تناسب أجوائه. ومن بين هذه الفصول هو فصل الشتاء، حيث يوجد العديد من الفواكه التي تكون ذات قيمة غذائية عالية، تساعد على تعزيز مناعة الجسم. ففصل الشتاء يتميز بجوه البارد فيسهل الإصابة بنزلة البرد وأعراض الزكام، ولذلك سيكون من الجيد تناول فواكه غنية بالفيتامينات مثل فيتامين سي، وجعل هذه العادة جزء من حياتنا، سواء بتناول الفواكه كما هي أو استعمالها داخل الوجبات والحلويات.

 

وهذه المرة سأقدم لكم الفواكهة المشهورة في اليابان في فصل الشتاء، والتي تحظى بشعبية ومحبة كبيرة. لنبدأ جولتنا في عالم الفواكه اليابانية.

 

الفراولة

عند التفكير في الفراولة فأول مايتبادر إلى الذهن فصل الربيع، ولكن في اليابان نجد أن الفروالة متاحة بألذ الأنواع حتى في شهر ديسمبر. حيث يتم تعديل البيئة الزراعية لتتناسب مع الجو المناسب لزراعة الفراولة من خلال تحسين عمليات التدفئة وإجراءاتها، مما يساعد على توافر الفراولة على مدار العام تقريباً.

 

حيث تُعد اليابان سابع أكبر منتج للفراولة في العالم منذ عام 2013 مع كل المخرجات المستهلكة محلياً تقريباً. أما الذي يجعل الفراولة اليابانية مثيرة للاهتمام هو توافر أنواع متعددة بنكهات ومميزات مثالية. فمن المناطق التي تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الفراولة في اليابان هي محافظة توتشيغي، والتي تشتهر بصنف فراولة “توتشي أوتومي”.

 

ويتميز هذا الصنف بحبات فراولة كبيرة ونسبة الحلاوة فيها أعلى من الأصناف الأخرى. كما أن اللون الأحمر القاتم لهذه الفراولة وقوامها الطري والحلو جعلها محبوبة وتحظى بطلب عالٍ، حيث يوجد 90% من صنف فراولة توتشيغي “توتشي أوتومي” والتي تقريباً تعني “سيدة توتشيغي” أو شيء من هذا المعنى.

 

في حين أن محافظة فوكوكا التي تحتل المرتبة الثانية في إنتاج الفراولة بعد توتشيغي، تشتهر بصنف فراولة “أماؤو”، والذي يتميز بحجم فراولة أكبر من الأنواع الأخرى ولها طعم حلو بعصارة لذيذة المذاق.

 

 

وعادةً يزيد الطلب على الفراولة بشكل كبير في شهر ديسمبر، وذلك بسبب أجواء كريسماس، حيث تتزين المتاجر ومحلات الحلوى والكعك وتصطف على رفوفها علب الفراولة بأنواعها المتعددة وبما فيها الأنواع الفاخرة. بينما تكثر قائمة الحلويات المميزة بالفراولة في المطاعم والمقاهي.

 

أما الحلوى التي تحظى بطلب هائل والتي تلعب دور في رفع الطلب على الفراولة هي كيكة كريسماس، حيث يوجد عادة في اليابان وهو تناول كيكة اسفنجية مزينة بالكريمة البيضاء وبقطع الفراولة الجميلة في عشية كريسماس.

 

كما أن الفراولة تتناسب مع ثقافة “الكاوايي” يعني اللطافة التي نراها في الأنمي والمانغا حيث يتم استعمالها كثيراً في عدة مواضيع، وهذا كله يجعلها محبوبة من جميع فئات المجتمع بشكل كبير في اليابان.

 

 

التفاح

يوجد في اليابان أصناف متنوعة من التفاح في السوق على مدار العام. ومع ذلك من شهر سبتمبر حتى يناير تمتلئ الأسواق بأنواع عديدة من التفاح الطازج من عدة مزارع.  حيث يوجد في اليابان بالتحديد 2,000 نوع من التفاح يتم زراعته في المناطق الباردة مثل محافظة آوموري، وناغانو، وياماغاتا.

 

وكما نرى إن محافظة آوموري تحتل المرتبة الأولى في إنتاج التفاح، حيث تشتهر بأكثر صنف مشهور من التفاح وهو “تفاح فوجي”. إذ إن نصف إنتاج اليابان من التفاح هو من شركة “تفاح فوجي” ذات الشهرة العالمية. ولذلك عند الحديث عن التفاح أول مايتبادر إلى الذهن هو محافظة آوموري.

 

ويتميز تفاح فوجي بتوازن مثالي بين النكهة الحلوة والحامضة، مع قوام مليء بالعصارة ولذيذ. ويمكنكم العثور على تفاح فوجي على مدار العام في اليابان، ولكن موسمه يمتد من نوفمبر حتى ديسمبر.

 

ويوجد مجموعة متنوعة من الأصناف المرتبطة بنوع تفاح فوجي. مثل نوع “أورين” و”جونا جولد” وغيرهم. وكما يوجد نوع آخر يُدعى “تسوغارو” الذي يتميز بعصارته اللذيذة والحلوة. وجميع أصناف التفاح يمتد موسمها حيث تكون طازجة من الخريف ومنهم في الشتاء، وأيضاً يمكن إيجادهم على مدار العام.

 

 

ومن أمتع الطرق لتناول التفاح هو تقطيعه إلى أمشاط كالعادة، ولكن إذا قطعتموه إلى شرائح رفيعة سيصبح مقرمش أكثر عند قضمه وستبرز نكهته. كما يمكن صنع فطيرة التفاح اللذيذة، أو وضع القرفة في التفاح وشويه في الفرن كطريقة سهلة. في الواقع إن تناول التفاح كحلوى دافئة في فصل الشتاء من أمتع اللحظات التي أحبها، ولاسيما عند التفنن بتقطيعه وجعله مشابه للأرنب وهي عادة مشهورة في اليابان، حيث تجذب الأطفال بشكل كبير.

 

 

البرتقال الياباني ماندرين “ميكان”

هذا الصنف من البرتقال الأكثر شيوعاً في اليابان من أنواع البرتقال الأخرى، والتي تعرف باسم”كان” و”إيكان”و “بونكان” الخ. إذ يتميز نوع ميكان بسهولة تقشيره ولا يحتوي على بذور، وطعمه حلو و مليء بالعصارة. كما أنها فاكهة مفيدة وصحية تحتوي على فيتامين سي الذي يعزز المناعة للوقاية من البرد.

 

ويبدو أن فاكهة البرتقال “ميكان” في البداية وصلت اليابان من الصين منذ حوالي 400 عام، ومن هناك انتقلت إلى الدول الخارحية وأصبحت معروفة باسم برتقال “الماندرين”. ويبلغ ارتفاع شجرة هذا النوع من البرتقال حوالي 2 متر، أي أنها ليست كبيرة جداً، وتنمو فيها الأوراق الخضراء على مدار السنة.

 

وتُعد اليابان منتج رئيسي لبرتقال ميكان، وهي من الفواكه اليابانية القليلة التي يتم تصديرها بكميات كبيرة للخارج. ومن أكبر منتجي الميكان في اليابان هي محافظاتي واكاياما وإيهيمي.

 

 

وفي فصل الشتاء تُعتبر الميكان فاكهة مثالية للجو البارد، حيث تنتشر في كل مكان ويرتفع الطلب عليها. حيث تُعد عادة تناول فاكهة ميكان على طاولة كوتاتسو الدافئة في فصل الشتاء عادة مشهورة، حيث تجتمع العائلة ويتبادلون الحديث أو يشاهدون التلفاز أثناء تناولها.

 

وكما تنتشر الحلويات التي تدخل فيها الميكان في كل مكان، خاصةً حلوى الدايفوكو التقليدية المصنوعة من هريس الأرز، حيث يوضع بداخلها قطعة ميكان مقشرة مرفوع منها اللب. وكما يتم تزيين الكيك بها وصنع المربى وحلويات الهلام “الجلي” وغيرها من أصناف وأنواع لاحصر لها في اليابان.

 

 

الكاكا

وهي فاكهة موطنها الأصلي اليابان وشرق آسيا، وكما أنها فاكهة ترمز لليابان ويبدو أنها انتقلت من اليابان إلى الدول الأجنبية الأخرى منذ القدم. وتنقسم فاكهة الكاكا إلى نوعان رئيسيان:  نوع “فويو غاكي” و”هاتشيا غاكي”.

 

نوع “فويو غاكي” شكله مستدير، ممتلئ وثابت، يشبه اليقطين الصغير أو الطماطم البرتقالية. وعادةً يتم تناول نوع فويو بعد قطفه مباشرةً، وذلك لطعمه الحلو واللذيذ، حيث يقدم كتحلية بتقشره بالسكين، ثم تقطيعه إلى شرائح مثل نظام تقطيع التفاح. وبسبب طراوة وحلاوة نوع فويو فإنه يدخل في العديد من الوصفات سواء في صنع حساء، أو كمكون لذيذ في سلطة أو يمكن استعماله في العديد من الحلوى.

 

أما نوع “هاتشيا غاكي” فهو يتميز بشكل ممدود قليلاً مشابه للبلوط. وطعمه لاذع على عكس نوع فويو غاكي، حيث يجب أن ينضج تمامًا حتى يصبح طري ومليء بالعصارة من الداخل، وهكذا يختفي الطعم اللاذع مع النضج. وبسبب قوام هذا النوع فإنه مناسب لصنع المربى. أو بإضافته للكيك والحلويات.

 

 

كما يوجد نوع يُدعى “هوشي غاكي” ويعني الكاكا المجففة. وفيه يتم استعمال صنف “هاتشيا غاكي”، حيث يتم العناية بالكاكا وتجفيفها بطرق مميزة. وذلك بتعليقها بالخيوط حول الجدران والنوافذ وعلى عمدان خاصة، وتترك لتُجف تحت أشعة الشمس. وبمجرد أن تتكون قشرة جديدة لها، تتم معالجة هذه الفاكهة بالتدليك الرقيق لمدة شهر على الأقل. وربما هذا أحد أسباب ارتفاع سعر هذا النوع من الفاكهة!

 

حيث تكون النتجية، فاكهة مجففة برتقالية مائلة للبني ناضجة وحلوة، بقوام لذيذ يحتاج القليل من المضغ أثناء تناولها. مع القليل من القرفة فتصبح أقرب لرائحة الأزهار الدافئ! مشهد الكاكا المجففة المعلقة وكأنها ستائر ستجدونه في الأرياف اليابانية، أوصي بزيارتها لتحظوا بتجربة جميلة.

 

 

يوزو

فاكهة “يوزو” وهي فاكهة يابانية من الحمضيات لها رائحة منعشة وجميلة تختلف عن الليمون والجريب فروت وغيرهم من الحمضيات. ويصل حجم يوزو لحجم كفة اليد أي حوالي 120-130 جرام، ولها قشرة سميكة متكتلة بعض الشيء. ويُعتقد أن فاكهة يوزو ذات السطح الصلب وبندوب قليلة أو بنقاط سوداء هي صفات تدل على جودة عالية من اليوزو.

 

وعادةً يستعمل اليابانيون فاكهة يوزو منذ العصور القديمة لتتبيل المأكولات المحلية. وعلى عكس فاكهة اليوسفي الذي يؤكل كما هو، يتم استعمال اليوزو في الغالب لإبراز نكهة ورائحة الطعام الياباني. فالرائحة المنعشة المميزة هي السمة الرئيسية لليوزو. وعلى الرغم من أن كلاً من العصير والقشرة مليئين بالرائحة المنعشة، إلا أن القشرة تحتوي على مستوى عالٍ من مكونات الرائحة ويمكن بشرها ورشها فوق الأسماك النيئة أو المشوية لتعزيز النكهة.

 

كما تدخل فاكهة يوزو في أطباق المخللات والشوربات في المطبخ الياباني، بينما استعمال هذه الفاكهة المنعشة في حلوى المثلجات تضيف نكهة منعشة تعطي شعوراً جميل.

 

 

ولا يتوقف سحر فاكهة اليوزو في الطعام فحسب، بل لها تأثير جيد في ترطيب وتدفئة الجسم البارد شتاءً، حيث تعمل على تجديد خلايا الجسم وانتعاشه. ولذلك كانت فاكهة يوزو تُوضع منذ القدم في أحواض الحمامات الساخنة خاصةً في يوم الإنقلاب الشتوي “عندما يكون مدة النهار الأقصر ومدة الليل الأطول خلال السنة”. وقد أدرك اليابانيون آثارها المفيدة للجسم. فظهرت المقولة الشائعة “إن الحصول على حمام يوزو في فصل الشتاء سيمنع البرد” ويعرف هذا الحمام باسم “يوزو- يو”  ويعني حمام اليوزو الساخن.

 

 

الخلاصة:

في الواقع إن للفواكه قيمة كبيرة عند اليابانيين. ففي الماضي كانت تُقدم للنبلاء والطبقة الحاكمة وتُعتبر طعام فاخر عالي الجودة وكأنها مجوهرات. وحتى الآن نجد أن اليابانيون يعاملون هذه الفواكه بحب ورعاية كبيرة في المزارع، لدرجة أن عندهم عادة تقديم الفواكه كهدية عند الزيارة، حيث تكون مغلفة ومرتبة وكأنها فعلاً مجوهرات. أعتقد أن اليابان تتشارك مع العرب في تقديم الفاكهة كهدية.

 

ولذلك حتى في فصل الشتاء، تُعد الفواكه التي ذكرتها محبوبة وتحظى بطلب كبير. ففي كثير من البيوت اليابانية ستجدون فاكهة الميكان على طاولة كوتاتسو الدافئة. ويُقال أن الكاكا اليابانية لها نكهة وقوام لامثيل له خارج اليابان. وخاصةً تلك الكاكا المجففة فقد جذبت الكثير من الأجانب بجمال منظرها أثناء التجفيف، فيستمتعون بتناولها طازجة من مكان إنتاجها المحلي.

في الواقع، إن لكل فاكهة مميزات وطرق استعمال كثيرة وصحية، ولذلك لنحرص على تناولها جيداً. وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط