نُقدم لكم مناسبات تتعلق بتقدير والاعتزاز بأفراد العائلة في اليابان

0

من الجميل جداً وجود مناسبات نُظهر فيها اعتزازنا وحبنا للعائلة، وهذا لا يعني أن الحب والاعتزاز والتقدير لا يتم إلا في مناسبات معينة، بل هو في كل يوم. ولكن هذه المناسبات هي مثل يوم مميز وكأنها عيد ميلاد نقوم فيه بشيء غير روتيني مثل شراء حلوى أو طعام مميز وأنشطة غير روتينية وما إلى ذلك.

 

ومن أشهر هذه المناسبات التي نحتفل فيها سنوياً هي “يوم الأم، يوم الأب ويوم الطفل”، هذه المناسبات الثلاثة مشهورة في اليابان ويحتفل بها الكثير من اليابانيين، ولكن كيف تكون أجواء هذه الاحتفالات؟ وما هي مظاهرها ؟ في هذه المقالة سنتعرف عليهم جيداً

 

يوم الأم

على الصعيد العالمي يُنظر دائماً إلى يوم الأم على أنه يوم مليء بالحب والعناية تجاه الأمهات في حياتنا، وفي اليابان هو نفس الفكر والشعور.

 

يُطلق على يوم الأم في اللغة اليابانية “هاها نو هي” وفيه يحتفل الناس للتعبير عن الامتنان لجهد الأم في رعاية الأسرة والعمل، ولتقديرها وإسعادها بشيء مختلف عن العادة. ودائماً يكون موعد يوم الأم في اليابان يوم الأحد الثاني من شهر مايو.

 

 

ومن الهدايا الشائعة في يوم الأم هي الأزهار حيث أصبحت الأزهار والقرنفل هدايا رمزية ليوم الأم في اليابان، حيث تختار الشركات والمتاجر الكبرى الشهيرة تزيين واجهات العرض الخاصة بهم بمجموعات من هذه الأزهار الجميلة. وعلى الرغم من أن يوم الأم لم ينشأ في الأصل في اليابان، فقد تم تغيير بعض عاداته ليناسب الثقافة والمجتمع الياباني. 

 

ففي هذا اليوم يرغب الكثير في إظهار مشاعر الحب والتقدير والإيمان والجمال من خلال الأزهار، ولذلك غالباً ما يتم تقديم القرنفل باللون الأحمر أو الوردي لأنها ترمز إلى النقاء والحلاوة والقدرة على التحمل.

 

 

وفي كثير من الأحيان يقوم الأبناء في اليابان بصنع طعام لأمهاتهم. ومن أشهر هذه الأطباق البسيطة واللذيذة هي (السوشي، والميسو، وتاماغوياكي “بيض مقلي ملفوف في عدة طبقات” وغيرهم من أطباق، إلى جانب الحلوى).

 

وكثير من الأبناء يقومون بصنع وشراء رسائل وملصقات بتصاميم وأشكال لطيفة للتعبير عن حبهم للأم، وقد يشترون لها قطعة لباس جميلة أو أداة مطبخ مميزة، فالخيارات متعددة. وبالتأكيد مساعدة الأم في الأعمال المنزلية سيكون تصرف جميل في يوم الأم يتّبعه الكثير من الأبناء.

 

وفي رياض الأطفال والمدرسة يقوم الأطفال بأنشطة رسم وكتابة رسائل لأمهاتهم، فيتم عرضها في المتاجر والمحلات، حيث يذهب العديد من الأمهات والعائلات لمشاهدة رسومات أطفالهم المعروضة والتقاط الصور لها.

 

 

يوم الأب

يوم الأب ويُطلق عليه في اللغة اليابانية “تشيتشي نو هي” وفي هذا اليوم يحتفل الأبناء والعائلة بالأب تقديراً على جهده وعمله، وذلك من خلال تقديم شيء له مختلف عن العادة. وموعد يوم الأب في اليابان هو الأحد الثالث من شهر يونيو، وبهذا يختلف تاريخ يوم الأب والأم في اليابان من عام لآخر طالما أنهما مرتبطين بترتيب اليوم في الشهر وليس التاريخ. 

 

فمثلاً في هذا اليوم المميز يقوم الأطفال والأبناء بإظهار امتنانهم لآبائهم من خلال تقديم الهدايا. ولكن هل يوجد هدايا شعبية ليوم الأب في اليابان؟

 

في الواقع نعم هناك هدايا شعبية يزداد الطلب عليها في يوم الأب في اليابان، وهي بشكل عام (الكحول، والطعام، وعناصر الموضة، والسلع الرياضية، والحلويات). أما بالنسبة للكحول، فإن مشروب الساكي المحلي وشوشو (مشروب كحولي محلي يحتوي عادة على 25% كحول) يحظى بشعبية خاصة.

 

 

ومن أشهر الأطعمة المفضلة كهدية، اللحم البقري الياباني ذو الجودة العالية، والذي يُعرف باسم “واغيو”. وتعتبر لحوم ماتسوزاكا ولحم كوبي ولحم البقر يونيزاوا من أفضل العلامات التجارية للحم واغيو في اليابان. قد تكون باهظة الثمن، ولكن ما يميز لحم واغيو عن غيره هو لونه وقوامه الذي يذوب في الفم وطعمه الغني، وبه نمط جميل من الدهون المميزة. ولذلك فهو فعلاً يستحق الشراء للأعزاء.

 

وهناك طعام آخر شائع يُقدم كهدية وهو ثعبان البحر “أوناغي” الشهي، وهو مرتفع الثمن قليلاً وطعمه وقوامه ناعم ولذيذ، وعادةً يتم تتبيل أوناغي بصلصة الصويا الحلوة ثم يشوى مباشرةً ويُقدم فوق طبق من الأرز الأبيض.

 

كما يحب الأبناء شراء أو صنع ملصقات أو غلاف مميز مخصص للهدايا أو للرسالة، وفي كثير من الأحيان يقوم الأطفال بصنع الهدايا بأنفسهم من خلال رسم رسالة شكر ملونة، وأوريغامي حيث يصنعون أشكال جميلة ولطيفة. كما تتعاون الأسرة في صنع وجبة عائلية لذيذة يحبها الأب، أو الخروج معه إلى المطعم لتناول الطعام.

 

 

يوم الطفل

وهو عطلة وطنية يابانية تقام سنوياً في اليوم الخامس من الشهر الخامس (مايو) وهو الاحتفال الأخير في الأسبوع الذهبي في اليابان. وفي هذا اليوم يتم احترام شخصيات الأطفال وتقديرهم وإسعادهم، وفي الأصل كانت هذه العطلة يُحتفل بها كمناسبة لنمو الأولاد بها منذ العصور القديمة وكان اسمها مهرجان “تانغو نو سيكو”.

 

ففي فترة نارا (710 -794) وصلت إلى اليابان عادة صينية في طرد الأرواح الشريرة، وذلك عن طريق تعليق نباتات طبية تُدعى “القصب العطري” و”الشيح الياباني” على أبواب المنزل، وأيضاً يتم غمرها في حوض الاستحمام في شهر مايو. ولكن لماذا شهر مايو؟

 

 

 في الواقع يُعتبر شهر مايو في اليابان شهر يجلب الحظ السيء وغير محبب، وهذا يرجع إلى أن موسم الأمطار “تسويو” حيث الأعاصير والأمطار الغزيرة والجو الحار والرطب، فكان هذا كله يجلب الأمراض والكوارث للحقول والمنازل. ولا ننسى أن زراعة الأرز كانت تبدأ بشهر مايو، فكان اليابانيون في مهرجان “تانغو” يتمنون محصولاً وفيراً دون فساده من الأمطار.

 

 أما كيف ارتبط المهرجان بالأولاد فالقصة ترجع إلى نبتة “قصب السكر” والتي تعني في اللغة اليابانية “شوبو” ولفظها هو نفس لفظ كلمة “تنافس” ونفس لفظ كلمة “احترام روح البوشيدو” في اللغة اليابانية، ولكن مقاطع الكانجي مختلفة. وبهذا أصبح اليابانيون يتمنون في هذا اليوم نمو الأولاد بسلام.

 

ولكن في عام 1948 تم تغيير يوم عطلة “يوم الأولاد” لتصبح “يوم الطفل” وهكذا أصبح يتم الاحتفال بنمو الأطفال جميعاً.

 

ومن أشهر فعاليات هذا اليوم، هو تزيين المنازل بزينة تقليدية مثل أدوات الساموراي كالدروع والخوذ والسيوف، ودمى الساموراي، ويُطلق على هذه الدمى اسم “دمى شهر مايو”، وهذه العادة ترجع إلى الرغبة في حماية الأطفال من كل شر لينمو بسلام كالساموراي.

 

 

كما يتم استعمال رايات على شكل سمك الشبوط تُدعى “كوينوبوري”، في الحدائق والمتنزهات وحول الطرقات وفوق الأنهار والخ. حيث يمثل سمك الشبوط الرغبة في تقدم الأطفال في العمل والدراسة، وذلك وفقاً إلى روايات متوارثة عن الصين تحكي أن سمك الشبوط يمكنه صعود الشلال الشديد، فيمر من أبواب النجاح، ليصعد إلى السماء ليصبح تنين.

 

 

وهناك حلويات مشهورة يتم تناولها في يوم الطفل تُدعى “تشيماكي”، وهي عبارة عن كعك الأرز الدبق ملفوفة بورق الخيزران ومثبتة بالخيط. وتُعبر هذه الحلوى عن الرغبة في طرد الأمور السيئة عن الأطفال.

 

 كما يوجد حلوى “كاشيوا موتشي” وهي عبارة عن كعك الأرز محشوة بعجينة “أنكو” هريس الفاصوليا الحمراء الحلوة، ومغلفة بورق سنديان الأخضر “لا يؤكل”، وهو يعبر عن الرغبة في ازدهار الأحفاد.

 

 

وهناك عادة تقليدية مازال اليابانيين محافظين عليها، وهي الاستحمام في حوض مياه ساخن مع نبتة “القصب العطري” بداخله، ويمكن أن يستحم فيه الأهل أيضاً، وهذه العادة تعبر عن رغبة اليابانيين في قضاء الصيف الحار والرطب بصحة جيدة، ولاسيما أن لهذه النبتة تأثير مهدئ ويعزز الدورة الدموية، وتعمل على منع تصلب الكتفين وآلام الظهر.

 

 

الخلاصة:

في هذه المقالة تعرفنا على ثلاثة مناسبات يتم فيها تقدير وإسعاد أفراد الأسرة بهدايا وأفعال جميلة ومفرحة. لقد لاحظنا أن يوم الأم ويوم الأب في اليابان تاريخهم مختلف عن باقي دول العالم، ورأينا أن هناك أنواع من الهدايا تحظى بشعبية في اليابان لهذه المناسبات. 

أتمنى أن المقالة كانت ممتعة وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط