هل توجد أنواع مختلفة من السوشي الياباني؟ !! نقدم لكم خمسة أنواع من السوشي الياباني اللذيذ!

0

السوشي هو من أشهر الأطعمة اليابانية المشهورة باسمها في جميع أنحاء العالم، هذا إلى جانب المطاعم العديدة التي تقدمها في الكثير من دول العالم وذلك لأنه يحظى بشعبية وحب كبير من قبل الكثير من الناس على مر الزمن.

 

ولكن ما هو السوشي بالتحديد؟ إن السوشي عبارة عن أرز أبيض مخلل يوضع فوقه شريحة من المأكولات البحرية المتنوعة النيئة أو من السمك النيء، وفي كثير من الأحيان يتم لفه بورق الأعشاب البحرية “النوري” وعادةً يتم تقديمه مع الوسابي أو صلصة الصويا. هذا هو المفهوم الشائع والذي يعرفه الجميع.

 

ولكن للسوشي أنواع عديدة تختلف عن الصورة النمطية التي قد تأتي إلى ذهن بعضكم الآن، وجميعها مشهورة في اليابان ولها طعم لذيذ، سنتعرف على أشهرهم في هذه المقالة.

 

نيغري زوشي

وهو الطريقة التقليدية في تحضير وتقديم السوشي ويحظى بشعبية وشهرة كبيرة. ويتم تحضيره عن طريق استعمال كومة صغيرة من الأرز الأبيض المخلل ويتم ضغطه برفق ليُوضع فوقه شريحة سمك نيء أو نوع آخر من الكائنات البحرية مثل الروبيان، ولكن لا تدخل اللحوم أبداً فيه.

 

وكما يتم استعمال شرائح بيض مقلي أو بيض السمك وغيرهم، ويكون شكل نيغيري زوشي النهائي تقريباً مستطيل. بالمناسبة هناك أوقات يتم تحميص أو طهي الشريحة الموضوعة على الأرز مثل شريحة الأخطبوط.

 

 

يتم إعداد هذا الشكل الجميل باستعمال قبضة اليد والأصابع بطريقة احترافية فينتج سوشي متناسق الشكل. ويتم إعداده بحجم صغير يمكن تناوله في قضمة واحدة، ولكن قبل فترة تايشو كان حجم السوشي القياسي حوالي ضعفين إلى أربعة أضعاف الحجم الحالي. ومازال يباع هذا الحجم في متاجر معينة.

 

وغالباً يتم وضع لفافة أعشاب بحرية نوري رقيقة للزينة ولتثبيت نيغيري زوشي. ويقدم مع صوص الصويا والوسابي الحار. ويؤكل بعيدان الطعام أو باليد أيضاً. إن مذاق السوشي بشكل عام لذيذ جداً طري ونكهته متناغمة وهو صحي بالتأكيد.

 

 

ماكي زوشي

وهو نوع من السوشي يتم تحضيره بتغليف الأرز بالخل وجميع المكونات الأخرى معاً باستعمال الأعشاب البحرية “نوري”، هذا النوع مألوف للكثير من الناس إلى جانب نيغيري زوشي، حيث يقدم أحياناً مع السوشي فلا شك أن كثير من الناس تناولوه على أساس أنه السوشي التقليدي من غير إدراك. ومع ذلك ستلاحظون أنه يختلف بعض الشيء عنه.

 

عادةً يتم تحضير ماكي زوشي بشكل عام باستعمال لفافة الأعشاب البحرية المصنوعة من الخيزران، حيث يوضع فوقها قطعة أعشاب البحرية “النوري” ثم يتم تمديد الأرز بالخل على النوري ويمسح فوقه القليل من الوسابي، هذا لأن نكهته حادة جداً. ثم تُوضع فوقه المكونات من سمك نيء وخضراوات متعددة. وبعدها يتم لف اللفافة برفق مع الضغط عليها لينتج أسطوانة ماكي زوشي جميلة ومنتظمة. تشاهدون في الصورة التالية خطوة من خطوات إعداد ماكي زوشي باستعمال اللفافة.

 

لنتعرف الآن على بعض أنواع ماكي زوشي الشهيرة:

 

هوسوماكي:

هي الطريقة الأصلية في لف الأرز بالخل والمكونات التي تم استعمالها في فترة إيدو، عادةً تكون طريقة تحضيرها تماماً كما شرحتها قبل قليل، ولكن بعد لفه يتم قطع اللفافة إلى قطعتين متساويتين أو ثلاث قطع.

 

ويكون قطر القطعة حوالي 3 سم إذ يسهل تناولها في قضمة واحدة. وهذا النوع لا يوضع فيه عدة مكونات، وإنما مكون واحد مثل الخيارة فقط أو شريحة سمك نيء فقط والخ مع قليل من التوابل مثل الوسابي.

 

 

فتو ماكي “لفة سميكة”:

هذا النوع يزيد سُمكه عن النوع السابق، حيث يتم حشيه بمكونات كثيرة متنوعة حسب الرغبة مثل الخيار والبيض والتوفو والسمك النيء والفطر، ومكونات أخرى لزيادة الحدة مثل الوسابي.

 

ويتم لفه باستعمال لفافة الأعشاب البحرية برفق، ثم يُقطع إلى شرائح يبلغ سمكها 3 أو أكثر. هناك العديد من المكونات المتنوعة وطرق التقديم التي تتغير حسب المطعم والرغبة مثل استعمال السمسم والاخطبوط المطهو وبهارات متنوعة.

 

 

سوشي ملفوف بالأرز:

هذا النوع يتم إعداده على عكس ترتيب الطرق السابقة. أولاً تُوضع الأعشاب البحرية، ثم يتم تمديد الأرز فوقها وغالباً يتم وضع سمسم عليه أو مكونات أخرى مثل بيض السمك “كافيار” ذو الحجم الصغير. ثم يتم استعمال لفافة نايلون شفافة عليهم ويتم الضغط قليلاً حتى يلتصقوا ببعضهم البعض.

 

بعدها يتم قلبهم مع النايلون حتى يبقى الأرز متماسك جيداً، في هذه المرحلة يكون الأرز تحت والأعشاب البحرية في الأعلى. يتم وضع المكونات المرغوب بها مثل بيض مقلي وخيار وشرائح سمك نيء والخ فوق قطعة الأعشاب البحرية. ثم يتم لف المكونات معاً مع الضغط برفق وتزال قطعة النايلون. فينتج شكل جميل للغاية ولذيذ كما تشاهدون في الصورة التالية.

 

 

أوشي زوشي

هذا السوشي مميز من نوعه، إذ يتميز بشكله المستطيل المضغوط. حيث يُعرف أيضًا باسم السوشي المضغوط أو الصندوق، وذلك لأنه يتم تحضيره باستعمال “أوشيباكو” وهي طبقات خشبية طويلة مستطيلة الشكل أشبه بالصندوق تعمل كأداة ضغط للسوشي، والآن تتوافر بقطع بلاستيك أيضاً.

 

ويتم تحضير أوشي زوشي بشكل أساسي عن طريق وضع الأرز بالخل بداخل “أوشيباكو” وفوقه العديد من مكونات المأكولات البحرية والتوابل، ثم يتم ضغطهم برفق مما يؤدي إلى تكوين كتلة متماسكة من السوشي. يتم تقطيعه لاحقًا إلى قطع صغيرة الحجم وبأشكال متعددة حسب الرغبة ويُقدم مع صوص الصويا والوسابي.

 

أوشي زوشي  بثعبان البحر “أوناغي” المطهو

 

يرجع استعمال اسم “أوشي زوشي” إلى طريقة قديمة كانت تُستعمل كثيراً في الماضي. وهي طريقة لحفظ الأسماك كانت تُوضع في أوعية خشبية مماثلة إلى جانب الأرز المخمر.

 

وبمرور الوقت انتشر استعمال الأرز بالخل، وتم إتقان هذه الطريقة في أوساكا من أجل صنع أوشي زوشي المتطور الذي نعرفه اليوم. وتقليدياً تُستعمل مكونات المأكولات البحرية المتبلة أو المشوية وليست نيئة في هذا النوع من السوشي، مثل ثعبان البحر”أوناغي” والأخطبوط المطهو، ومع ذلك يوجد أنواع توضع معها سمك نيء مثل السلمون وغيره.

 

 

بهذه الطريقة المميزة من نوعها، يقوم الكثير من الطهاة بالإبداع في استعمالها لإنتاج سوشي معقد التركيب وجميل يتميز عن غيره من المكونات، حيث يمكن أن يحتوي على عدة طبقات في الداخل يوضع فيها أعشاب بحرية ومكونات أخرى، أو قد يقوموا بتشكيل إبداعات دقيقة بالمكونات فوق كل قطعة يتم تقطيعها على حدة.

 

بالمناسبة، إن أوشي زوشي في وقتنا الحاضر لا يزال يرتبط بمنطقة أوساكا، حيث يتم تقديمه بكثرة ويحظى بشعبية كبيرة في العديد من مطاعم السوشي. ونظرًا لشكله المميز والمرتب، أصبح أحد أصناف السوشي الأكثر ملاءمة التي يتم تقديمها بسهولة كطبق للطلبات الخارجية.

 

 

تشيراشي زوشي

هذا النوع يوجد نوعين منه، النوع الأول يتم فيه خلط الأرز بالخل ثم يُغطى بالمكونات الرئيسية المتنوعة. أما النوع الثاني يتم فيه خلط الأرز بالخل وأيضاً بالمكونات الرئيسية جميعهم يتم خلطهم معاً. وكما يوجد أطباق كثيرة يتم فيها استعمال الطريقتين معاً أي يتم خلط الأرز بالخل وبالمكونات وأيضاً يُغطى بها.

 

والمكونات التي يتم استعمالها عادةً تكون متنوعة وتتغير حسب الرغبة، غالباً تكون شرائح سمك النيء والجمبري أو مأكولات بحرية أخرى مثل الأخطبوط المطهو وقطع رفيعة من البيض المقلي وخيار وفطر وفجل ياباني والبقدونس وبيض السمك وغيرهم.

 

 

إن طريقة إعداد تشيراشي زوشي سهلة وممتعة لا تتطلب كثيراً من الوقت والدقة، إذ تعتمد فقط على طهي الأرز، وعندما يجهز يتم خلطه بالخل وبالمكونات الأخرى في الطبق نفسه.

 

وإذا أمعنا النظر في اسم “تشيراشي زوشي” نجد أن كلمة (تشيراشي ちらし) مشتقة من الكلمة الأصلية (تشيراسُ 散らす) والتي تعني بالتحديد “مبعثر أو متناثر”. أي سوشي مبعثر ومتناثر.

 

كما يُشار بمصطلح “تشيراشي زوشي” في شرق اليابان إلى نوع من السوشي يتكون من أرز بالخل تعلوه شرائح سمك نيء أي مكونات نيغيري سوشي، بينما يشير هذا المصطلح عمومًا في غرب اليابان إلى نوع من السوشي مصنوع من أرز بالخل مخلوط أو مغطى بمكونات مفرومة ناعمة من مختلف الأنواع  من المأكولات البحرية المطهية باستثناء الأطعمة النيئة.

 

 

كاكينوها زوشي

هذا النوع عبارة عن أرز بالخل يكون بحجم القضمة، يتم تشكيله باليد ويوضع فوقه شرائح السمك النيء مثل الماكريل والسلمون، وكما يمكن استعمال الفجل أو مكونات أخرى مناسبة للحفظ، ثم يتم لفه بأوراق فاكهة الكاكا بشكل مُحكم. وفي كثير من الأحيان يتم لف أعشاب البحر حول السوشي ثم يُغلف بأوراق الكاكا. ويطلق عليه في اللغة اليابانية “كاكي نو ها زوشي” أي سوشي ورقة الكاكا.

 

ظهرت فكرة استعمال أوراق الكاكا في فترة إيدو (1603-1868م). وذلك عندما عانى اليابانيون في مدينة نارا البعيدة جداً عن البحر، والتي تقع في أعماق منطقة كانساي الداخلية. حيث استغرقت المأكولات البحرية بعض الوقت ليتم نقلها هناك، وقد أثرت طول هذه المدة على جودة الأسماك المحفوظة في الأرز والملح وأحيانًا الخل. حيث كانت تصل الأسماك مالحة جدًا وغير صالحة للأكل.

 

منذ ذلك الوقت تم البحث عن طريقة مفيدة وبالفعل تم إيجادها وهي “أوراق فاكهة الكاكا”. حتى الآن في مدينة نارا المكان الذي أتت منه فكرة أوراق فاكهة الكاكا تشتهر باستعمالها جيداً في لف السوشي والحفاظ على الطعم.

 

 

تم تداول طريقة لف الطعام بأوراق الكاكا في اليابان تدريجياً كطريقة حفظ تقليدية، ويقال أن أوراق الكاكا لها تأثير فعال، فهي مضادة للبكتيريا والجراثيم تحافظ على الطعام بداخلها. فعند تغليف السوشي بها ستحافظ عليه لعدة أيام حسب الفصل بالتأكيد. كما أن أوراق الكاكا تنقل رائحتها الجميلة إلى السوشي فتعمل على تحسين النكهة وجعلها مميزة.

 

كما يمكن تمليح أوراق الكاكا لتنعيم سطحها ولتعزيز تأثيرها في مقاومة البكتيريا. وفي الماضي تم استعمال سمك ماكريل فقط كمكون يوضع على السوشي المغلف بورق الكاكا، ولكن في عصر ميجي ازداد التنوع في وضع مكونات جديدة مثل السلمون. واليوم يعد الماكريل والسلمون هما المكون الأساسي.

 

بكل سهولة يتم نزع أوراق الكاكا ثم يتم تناول السوشي، أوراق الكاكا لا تؤكل. إن طعمه لذيذ للغاية كما وكأنه تم اعداده للتو طازج وشهي. ولذلك فهو يصلح للهدايا والطلبات الخارجية.

 

 

الخلاصة

كما رأيتم إن للسوشي أنواع كثيرة وطرق تقديم متنوعة، كما يوجد مكونات توضع معه كثيرة ومتعددة تختلف حسب المطعم ونوع الطلب بالتأكيد. وفي الواقع إن السوشي لذيذ جداً وصحي وغالباً ما ينال إعجاب الكثير من العرب والأجانب ويكون من ضمن طلباتهم الأولى عند زيارة اليابان. إذ يعد من الطعام الحلال ومناسب جداً لذوق العرب والمسلمين.

 

ومع ذلك، عند تجربة إعداد السوشي في البيت يجب الانتباه للمكونات خاصةً نوع الأرز، فكثير يخطىء ويستعمل الأرز العربي فيكون طعم السوشي غير لذيذ ومتفكك وغير مرتب. هذا لأنه يعتمد بشكل أساسي على الأرز الياباني الدبق، فعند طهيه يصبح أشبه بالعجينة ملتصق، كما أن طعمه لذيذ جداً سواء ساخن أو دافئ أو بارد. ولذلك تلاحظون وجود أطعمة في اليابان كثيرة تعتمد على تشكيل الأرز وتناوله بارداً، إذ يحافظ على شكله ويبقى متماسك بنكهة لذيذة وشهية.

 

أتمنى أن المقالة قد أفادتكم في التعرف على أنواع السوشي، عند زيارة اليابان أو عند زيارة مطعم ياباني لما لا تجربوا هذه الأنواع لمعرفة أي نوع تفضلونه! وأشكركم جزيل الشكر على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط