هل معدل الجريمة في اليابان منخفض أم مرتفع؟ نُقدم لكم مقارنة بين أمن وجرائم اليابان والدول الأخرى

0

عند التحدث عن اليابان وموضوع الجريمة، الجميع يتبادر في ذهنه الأمان والسلام السائد في اليابان، حيث يعتبر الجميع أن اليابان هي بلد الأمان والسلام. وهذا اعتقاد صحيح، فإذا قارنا معدل الجريمة في اليابان مع غيرها من دول متقدمة، فنجد معدل الجريمة منخفض للغاية سواء أكان سرقة أو قتل وغيرهم من أمور غير جيدة. 

 

ولكن مع التقدم قد يكون هناك جرائم أخرى مختلفة مثل الاحتيال على الإنترنت والحسابات البنكية والتجسس والخ، ولذلك في هذه المقالة سنتحدث عن موضوع الجرائم في اليابان على مر السنوات الأخيرة.

 

معدل الجريمة في اليابان وإحصائيات الجرائم

معدل الجريمة في اليابان منخفض بشكل عام مقارنةً بالدول الأخرى، حيث يتم ترتيبها من منخفض إلى متوسط في معظم المدن والبلدات. ومع ذلك لا تزال القضايا قائمة، وتتجلى العديد من الجرائم في عدة أشكال، خاصةً فيما يتعلق بالجرائم المنظمة والمجازر.

 

في عام 1989 شهدت اليابان 1.3 عملية سطو و1.1 جريمة قتل لكل 100.000 نسمة. وفي نفس العام حلت السلطات اليابانية 75.9% من السرقات و95.9% من جرائم القتل.

 

وفي عام 1990 حددت الشرطة أكثر من 2.2 مليون انتهاك لقانون العقوبات. ونوعان من الانتهاكات وهي السرقة (65.1 في المائة من إجمالي الانتهاك) والقتل بسبب الإهمال أو الإصابة نتيجةً للحوادث (26.2 في المائة) وهما يمثلان أكثر من 90 في المائة من الجرائم الجنائية.

 

وفي عام 2002 بلغ عدد الجرائم المسجلة 2.853.739 جريمة. وقد انخفض هذا العدد إلى أقل من الثلث بحلول عام 2017 حيث تم تسجيل 915.042 جريمة. وفي عام 2013 انخفض معدل الجريمة الإجمالي في اليابان للعام الحادي عشر على التوالي وانخفض أيضاً عدد جرائم القتل ومحاولات القتل إلى أدنى مستوى له بعد الحرب.

 

 

وفي عام 2015 كان لدى اليابان أحد أدنى معدلات القتل في العالم، ولكنها كانت أعلى من سنغافورة. ويظهر تقرير صادر عن وزارة العدل اليابانية عام 2019 أن اليابانيين قد أبلغوا الشرطة عما يزيد عن 817.000 جريمة في عام 2018، بانخفاض 11% عن العام السابق وعن أدنى عدد مبلغ عنه في فترة ما بعد الحرب. وتمثل السرقة غالبية هذه الحالات بما يعادل 582.000.

 

وانخفضت إحصاءات الجريمة بشكل مطرد على مدار الـ 16 عاماً الماضية بعد أن بلغت الجريمة ذروتها 2.854.000 حالة في عام 2002.

 

كما انخفض عدد المقبوض عليهم من عدد يبلغ 215.000 في عام 2017 إلى 206.000 في عام 2018. ومن بين هؤلاء المقبوض عليهم، يوجد ما يزيد عن 105.000 منهم من مرتكبي الجرائم لأول مرة. 

 

وانخفض عدد المجرمين الذين يكررون ارتكاب الجرائم من 104.700 إلى 100.600.

 

 

الجرائم والمجازر في اليابان

في حين أن معدل جرائم القتل في اليابان منخفض جداً بشكل عام، إلا أنها أصبحت تزداد قليلاً في السنوات الأخيرة، مع ما لا يقل عن 80 حالة وفاة خلال العقد الماضي.

 

والجدير بالذكر أن هجوم “كيوتو أنيميشن” 2019 المتعمد أودى بحياة 36 شخصاً على الأقل وإصابة 33 آخرين. وهذا الهجوم من أكثر المجازر دموية في اليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تم حرق المبنى بشكل مريع. وقد اعتبر أستاذ علم الجريمة في جامعة “ريشو” أن هذا الهجوم هو “انتحار إرهابي” حيث قيل إن الهجوم كان يهدف إلى أن يكون مهمة انتحارية من قبل المشتبه به.

 

وفي عام 2016 تعرض 19 شخص من سكان دار رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية للطعن حتى الموت وتم القبض على القاتل فوراً. أما في عام 2008 قام رجل عاطل عن العمل يبلغ من العمر 24 عاماً أراد “إنهاء حياته المملة” في عملية طعن في “إيباراكي”، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة سبعة.

 

وفي نفس العام طعن رجل يبلغ من العمر 25 عاماً سبعة أشخاص وقتلهم وأصاب عشرة في “أكيهابارا”، مركز التسوق المزدحم في طوكيو. وقبل شهر من الحادث كتب المهاجم على منصة على الإنترنت: “ليس لدي صديق واحد ولن أحصل على واحد في المستقبل، يتجاهلوني لأنني قبيح”.

 

كما وقع الأطفال ضحايا لاعتداءات عشوائية، ففي عام 2001 قتل رجل يبلغ من العمر 37 عاماً ثمانية أطفال في مدرسة في أوساكا. واعترف للشرطة فيما بعد: أنه يكره كل شيء، وقد حاول الانتحار عدة مرات ولكن لم يستطع الموت، فأصبح يرغب في أن يتم اعتقاله وتنفيذ عقوبة الإعدام.

 

يبدو أن هناك الكثير من المجرمين لديهم حياة قاسية وتجارب مؤلمة في الحياة، ولكن استمرار هذا الألم وتراكم الأفكار السلبية جعلهم ينسون الفرق بين الخير والشر، لدرجة أنهم قد يفكرون أن ارتكاب جريمة قد يساعدهم في الحصول على الإعدام والتخلص من هذه الحياة البائسة، أو في تلبية رغبتهم الخاصة مهما كانت تاركين ورائهم الإنسانية والرحمة.

 

 

في النهاية يبدو أن الجريمة في اليابان لا تزال منخفضة للغاية، فإن خوف الجمهور الياباني من الجريمة آخذ في الازدياد. حيث تظهر الدراسات الاستقصائية الحكومية ونتائج المسح الاجتماعي العام في اليابان أن الجمهور الياباني أكثر خوفاً من الوقوع ضحية للجريمة، ويعتقدون أن جرائم العنف آخذة في الازدياد. 

 

الخوف من تزايد الجرائم في عالم الإنترنت والتكنولوجيا

تشكل الجرائم المرتبطة بالتقدم مصدر قلق خاص للشرطة، حيث جلبت الثروة المتزايدة والتطور التكنولوجي جرائم جديدة بأنواع متعددة، مثل الاحتيال على الكمبيوتر وبطاقات الائتمان، والسرقة التي تنطوي على موزعات العملات، والاحتيال في التأمين. 

 

أما بالنسبة لمعدل حدوث تعاطي المخدرات فهو ضئيل للغاية مقارنة بالدول الصناعية الأخرى ويقتصر بشكل أساسي على المنشطات. وتسعى سلطات القانون اليابانية إلى السيطرة على هذه المشكلة من خلال التنسيق المكثف مع منظمات التحقيق الدولية والعقوبات الصارمة للمجرمين اليابانيين والأجانب. 

 

كما أن هناك أدلة على مجرمين أجانب يسافرون من الخارج للاستفادة من التراخي الأمني ​​لليابان. وذلك لأن الشعب الياباني والأمن لا يتوقعون حدوث جريمة غير مستعدين لها، فقد يكون الأمن غير شديد فينتهزون مثل هذه الفرص للاحتيال وفعل ما يرغبون به.

 

 

عصابات مشهورة في اليابان

ياكوزا

الياكوزا وهو اسم عام يشمل عصابات تعمل تحت اسمها وقد كانت الياكوزا موجودة في اليابان قبل وقت طويل من القرن التاسع عشر وهي عصابة تتبع مبادئ مشابهة للساموراي. كانت عملياتهم في الماضي مترابطة، وقد كانت العلاقة بين القائد ومرؤوسيه مثل علاقات الأب بالابن. وعلى الرغم من استمرار هذا النظام التقليدي تم استبدال أنشطة الياكوزا بشكل متزايد بأنواع حديثة من العصابات التي تعتمد على القوة والمال كمفاهيم تنظيمية. 

 

ومع ذلك غالباً ما يتم تصور الياكوزا نفسها على أنها منقذة للفضائل والمبادئ اليابانية التقليدية في مجتمع عصري ما بعد الحرب، كما تشكل أحياناً روابط مع الجماعات التقليدية التي تتبنى نفس الآراء وتجذب المواطنين غير الراضين عن المجتمع الحديث، إلا أن الانضمام لهذه العصابات ليس بالأمر السهل.

 

وقد قُدر عدد مجموعات ياكوزا في عام 1990 بأكثر من 3.300 وتضم معاً أكثر من 88.000 عضو. وعلى الرغم من أنها تتركز في أكبر المحافظات الحضرية، إلا أن الياكوزا تعمل في معظم المدن وغالباً ما تتلقى الحماية من المسؤولين رفيعي المستوى. ولكن بعد ضغوط الشرطة المنسقة في الستينيات، اختفت العصابات الأصغر أو بدأت في الاندماج في منظمات من النوع النقابي.

 

وفي عام 1990 سيطرت ثلاث عصابات كبيرة وهي “ياماغوتشي غومي، سوميوشي كاي، إيناغاوا كاي” على الجريمة المنظمة في البلاد وسيطرت على أكثر من 1.600 عصابة و42.000 من رجال العصابات. ومنذ ذلك الحين، تضخم عددهم تزامناً مع الوضع الاقتصادي.

 

وقد انتشر تقليد الياكوزا أيضاً إلى جزيرة “أوكيناوا” في القرن العشرين. وتعد “كيوكوريو-كاي، وأوكيناوا كيوكوريو-كاي” أكبر مجموعتين معروفتين من الياكوزا في محافظة أوكيناوا، وكلاهما تم تسجيلهما بموجب قانون مكافحة الجريمة المنظمة منذ عام 1992.

 

ياكوزا زائفة

وابتداءً من عام 2013 أعادت وكالة الشرطة الوطنية تصنيف عصابات التنين الصيني، و “كانتو رينغو”، وعصابات راكبي الدراجات النارية على أنها منظمات “ياكوزا زائفة”. 

 

أفراد من الياكوزا “وشم الظهر يميزهم”

 

الخلاصة:

في هذه المقالة قدمتُ لكم معلومات عامة عن الجريمة في اليابان وعن أشهر عصابات المافيا فيها. فعند التحدث عن الأمن فلا يوجد مكان مثالي بشكل متكامل. ولكن تعمل اليابان دائماً على مراقبة الأعمال الغير قانونية والمؤذية التي تدخل في نطاق الجريمة وما إلى ذلك، فلا بد دائماً الأخذ بالأسباب والعمل على تنظيم وتحسين البلاد.

 

أتمنى أن المقالة كانت مفيدة، وانتبهوا على أنفسكم أينما ذهبتم، وأتمنى لكم السلامة في كل مكان.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط