ما هو طبق “دونبوري” الذي يحبه اليابانيون؟ نقدم لكم خمسة أصناف لذيذة من “دونبوري” نوصي بها!

0

هل سمعتم بكلمة “دونبوري” من قبل؟ إن هذه الكلمة تعني حرفياً “وعاء” وفي نفس الوقت يتم استعمال هذه الكلمة للإشارة إلى طبق من الأرز المطبوخ توضع فوقه مكونات متنوعة مثل السمك أو اللحم أو الخضار وغيرها من المكونات حسب الرغبة. وعادًة ما يتم تقديم وجبات الدونبوري في أوعية أرز كبيرة عميقة.

 

وهناك مجموعة متنوعة من أطباق الدونبوري تتنوع باختلاف المكونات والنكهات، وفي هذه المقالة سنتعرف على أشهرهم في اليابان. لنبدأ جولتنا في عالم الطعام الياباني!

 

كاتسودون

كاتسودون وهو طبق ياباني تقليدي يتكون من الأرز المطبوخ وفوقه مكونات بسيطة تتحد معاً فتكون نكهة غنية ومحبوبة. وهذه المكونات عبارة عن قطع من لحم الخنزير المقلي بالبقسماط والمرق اللذيذ، هذا إلى جانب المكونات الإضافية التي تُضاف حسب الرغبة مثل البصل الأخضر والملفوف والصلصة. وبالتأكيد يمكن استبدال قطع لحم الخنزير بقطع من لحم الدجاج أو البقر لتناول طبق حلال.

 

وعلى الرغم من بساطة الطبق إلا أنه في الواقع يُعد جزء كبير من ثقافة الطعام الياباني وتقاليده لفترة طويلة جدًا. وكلمة “كاتسودون” هي في الواقع مزيج من الكلمات اليابانية. فمقطع “كاتسو” مشتق من “تونكاتسو” وتعني شريحة لحم الخنزير، ومقطع “دون” مشتق من “دونبوري” وتعني وعاء كبير.

 

كما يُعد هذا الطبق مشهور خاصةً لطلاب الثانوية، حيث يأكلونه قبل الأحداث المهمة مثل الامتحانات والأحداث الرياضية والمسابقات. هذا لأن أول مقطع من اسم الطبق “كاتسو” يتجانس لفظه مع كلمة (كاتسو 勝つ) والتي تعني الفوز والانتصار.

 

 

وبالنسبة لطريقة التحضير، عادةً يتم استعمال قطع اللحم المرغوب بها، ثم تُغمس في البيض ثم تغُلف بالبقسماط ويتم قليها في الزيت. بعد القلي تُقطع شرائح اللحم وُتوضع فوق وعاء من الأرز مع المرق.

 

أما المرق فهو عادةً مصنوع من الداشي “نوع من أنواع المرق المطبوخ” و “الميرين”، مع تتبيلة بصلصة الصويا المزينة بشرائح البصل الأخضر. وعادةً ما يتم تقليب البيض المخفوق قليلاً في المرق أو سكبه على شرائح قبل التقديم.

 

هذه الطريقة التقليدية مشهورة في طوكيو لإعداد الكاتسودون. ومع ذلك، فإن العديد من المناطق الأخرى في اليابان لديها أنواع من كاتسودون تُقدم بطرق مختلفة.

 

 

سأذكر لكم الآن بعض الأنواع الأخرى المشهورة من طبق كاتسودون في عدة محافظات وهي:

 

– طبق يوفو كاتسودون: وهو طبق مشهور في “نييغاتا” ومنطقة “ناغاوكا”، وفيه يتم تقديم لحم الخنزير مع بعض الكاتشب أو صلصة ذات نكهة مماثلة.

 

– تاري كاتسودون: طبق مشهور في محافظة نييغاتا باليابان، وفيه يتم تقديم قطع لحم الخنزير الرقيقة المنقوعة في صلصة الصويا.

 

– أنكاكي كاتسودون: طبق مشهور في مدينة”ميزونامي” ومحافظة “جيفو”، وفيه يتم تكثيف البيض باستعمال النشا ليصبح مثل الشراب الحلو، وثم يتم صبه على الجزء العلوي من قطع اللحم.

 

– ميسو كاتسودون: وهو طبق مشهور في منطقة “ناغويا”، حيث يتم تقديمه مع وعاء جانبي مليء بصلصة “ميسو”.

 

– صلصة كاتسودون: وهو مشهور في مناطق متعددة في اليابان، مثل “فوكوشيما” و “ناغانو”. وهي صلصة قوية و شبيهة إلى حد ما بصلصة لحم حلوة ولذيذة.

 

 

كايسن دون

كايسن دون هو طبق ياباني تقليدي يتكون من وعاء من الأرز مغطى بقطع من المأكولات البحرية النيئة تُسمى “ساشيمي”. وبالنسبة لمعنى الاسم، فإن كلمة “كايسن” تعني المأكولات البحرية الطازجة، وقلتُ سابقاً “دون” تعني وعاء أرز.

 

وبشكل عام يحتوي كايسن دون على العديد من المأكولات البحرية المتنوعة في طبق واحد مثل التونة، والسلمون، والأخطبوط، وسرطان البحر، والإسكالوب، وبطارخ السمك، والأعشاب البحرية، وغيرهم.

 

وعادةً يتم تقديم صلصة الصويا في طبق جانبي، والفجل الياباني “الوسابي” فوق المأكولات البحرية. وبالنسبة لصلصة الطبق، فهي قد يختلف طعمها وطرق تصنيعها من مطعم لآخر. فمثلاً قد يتم صُنع صلصة الصويا من الصويا و “الميرين” و “الساكي” والثوم والزنجبيل. ومازال هناك مكونات ونكهات مميزة خاصة لكل مطعم يجعل من تجربة كايسن دون ممتعة.

 

 

بالمناسبة هناك أطباق كايسن دون تُقدم بنوع واحد أو نوعان إلى ثلاثة من المأكولات البحرية. مثلاً طبق أرز مُغطى بشرائح التونة، أو مغطى فقط بقنافذ البحر، بينما يوجد طبق يُدعى “إيكورادون” مُغطى فقط ببطارخ السلمون.

 

وهناك نوع يُدعى “توموي دون” يحتوي على ثلاث مكونات، قنافذ البحر وبطارخ السلمون والاسكالوب. ونوع آخر يُدعى “باكودان دون” يحتوي على قطع التونة والبيض والبامية والناتو (فول الصويا المخمر). وغالباً يتم تناولهم مع صلصة الصويا والفجل الياباني “الوسابي”.

 

 

ولكن من الجدير بالذكر، أن هناك فرق بين طبق “كايسن دون” وطبق “تشيراشي زوشي”، فكلاهما قريبان من الشكل ولكن طبق تشيراشي زوشي هو أحد أنواع السوشي ولكن بشكل مفكك، حيث يتكون من طبق مليء بالأرز وفوقه العديد من المأكولات البحرية النيئة، والفرق هو أن الأرز يحتوي على خل بينما كايسن دون لا يحتوي أرزه على خل.

 

ومع ذلك يبدو أن أطباق كايسن دون المُحضرة بأرز مطهو بالخل أصبحت منتشرة  في جميع أنحاء اليابان. وفي النهاية أطباق كايسن دون تُباع في العديد من المطاعم اليابانية وخاصةً في “هوكايدو” التي تشتهر بأطباق كايسن دون المميزة والطازجة.

 

 

تيندون

وهو طبق ياباني تقليدي يتكون من وعاء من الأرز يعلوه المأكولات البحرية والخضار المقلية في خليط “تيمبورا” وعادةً يكون مغطى بصلصة “تينتسويو”. والتيمبورا هو عبارة عن طبق من المأكولات البحرية مثل الجمبري والأسماك أو الخضروات يتم تغليفها بدقيق القمح والبيض المخفوق والماء ثم يتم قليها.

 

وعند النظر في اسم الطبق، فإن كلمة “تين” هي مشتقة من اسم “تيمبورا” فتمت إضافتها لكلمة “دون” لتعني تيمبورا فوق الأرز. ولطبق تيندون مكونات متنوعة وهي كالتالي:

 

المكونات الرئيسية: هي الجمبري المقلي أو الحبار.

المكونات الجانبية: عبارة عن مزيج مقلي من الخضار والروبيان الصغير والقشور.

مكونات التلوين: وهي الفاصوليا الخضراء المقلية، والفلفل الأخضر “الشيشيتو”، والباذنجان، واليقطين أو جذر اللوتس اعتماداً على المواسم.

 

 

وبالنسبة لطريقة التحضير، يتم تحضير صلصة تينتسويو عن طريق غليان مرق السمك الياباني مع الميرين، وصلصة الصويا، والسكر. ويتم طهيها على نار خفيفة حتى تتكاثف قليلاً.

 

الخطوة الأخيرة والأكثر حساسية هي تيمبورا. يتم تقشير الجمبري أو القريدس، بينما يتم تقطيع الخضار إلى شرائح رقيقة. وبعدها يتم تغطيتهم بالدقيق، ثم تُغمس جميع المكونات في خليط التيمبورا الذي يتكون عادةً من دقيق التيمبورا والماء وأحيانًا البيض. ومن الضروري أن تكون مكونات التيمبورا والعجينة باردة قبل القلي، حتى ينتج قوام مقرمش ومميز. وعادةً يتم القلي في زيت نباتي ساخن وبسرعة على دفعات صغيرة، فالنتيجة المرادة هي لون ذهبي فاتح.

 

يُقترح صنع العجين فقط بدقيق تيمبورا خاص يتم شراؤه وماء، مما يجعل التيمبورا خفيفًا ومقرمشًا. هذه الخطوة مهمة إن أردتم تحضير تيمبورا مثالية.

 

وعادةً يتم تقديم تيندون مع صلصة الصويا، حيث يتم غمس القطع المقلية بها قبل التناول للحصول على مزيج لذيذ. وهناك من يفضل غمس قطع التيمبورا بشكل منفصل في الصلصة مثل الصويا ثم يتم ترتيبها فوق طبقة أرز مشبعة وتُقدم.

 

 

غيودون

ويعني حرفياً “وعاء لحم البقر” وهو طبق ياباني يتكون من وعاء من الأرز يعلوه شرائح رفيعة من لحم البقر والبصل المطبوخ في صلصة حلوة ممزوجة مع الداشي أي “مرق السمك والأعشاب البحرية”، هذا إلى جانب مكونات إضافية مثل صلصة الصويا والميرين “أرز نبيذ حلو”. وفي بعض الأحيان يتم تغطية الطبق بالبيض النيئ أو البيض المسلوق الطري.

 

ويمكن اعتبار طبق غيودون من الوصفات السريعة أي يمكن تجهيزه بسرعة وبسهولة فهو مناسب وسهل التحضير في البيت. ولهذا يُعد من أكثر الأطباق اليابانية شعبية.

 

 

وبالنسبة لطريقة التحضير، يتم طهي لحم البقر الطازج الرقيق في ماء مالح مصنوع من صلصة الصويا والساكي والميرين والسكر والبصل. والنتيجة هي قطع لحم بقري طرية صغيرة الحجم تُغطي الأرز الأبيض المنقوع في صلصة حلوة ولذيذة.

 

أما الصلصة تُحضر أحيانًا من الزنجبيل والداشي “مرق بسيط مصنوع من الماء” ومن “الكومبو” المجفف “عشب البحر” مما ينتج نكهة غنية مميزة في هذا الطبق.

 

ونظرًا لأن حساء ميسو جزء مهم في هذا الطبق، فإن العديد من مطاعم غيودون تُقدم طبقًا مجانيًا من الميسو مع كل طبق من الغيودون، أو يبيعونه بسعر معقول جدًا. وعادة ً يتم تقديمه أيضاً مع “بيني شوجا” مخلل الزنجبيل، و”شيتشيمي” الفلفل الحار المطحون.

 

 

وفي مطاعم غيودون، يمكن للزبائن اختيار طبق غيودون بين أربعة أحجام: صغير، وعادي، وكبير، كبير جدًا. وهناك نوعان إقليميان رئيسيان من هذا الطبق: منهم أسلوب “كانساي” وفيه يتم قلي اللحم أولاً قبل وضع المكونات السائلة، بينما أسلوب “كانتو” يعمل على طهي اللحم بالمكونات سائلة. كما يتميز أسلوب كانتو بتتبيل اللحم بمعجون فول الصويا المخمر، ولكن يبدو أن أسلوب “كانساي” حظي بشهرة كبيرة، لذا فإن التوابل الأساسية الآن هي صلصة الصويا الممزوجة بالساكي والميرين.

 

 

تشوكادون

كلمة “تشوكا” في اللغة اليابانية تعني صيني، ولذا فإن اسم الطبق يعني حرفياً “وعاء الأرز الصيني”. وهو عبارة عن وعاء أرز مطهو ومغطى بمكونات متنوعة من الخضروات والبصل والفطر والمأكولات البحرية واللحوم المقطعة والتي يتم قليها في صلصة الصويا الكثيفة والنشوية.

 

وبالنسبة لأنواع المكونات التي تُضاف فوق الأرز، يمكن استعمال المكونات المرغوبة والمتوافرة. كما يوجد مزيج مشهور يُستعمل في هذا الطبق وهو مزيج من الزنجبيل والثوم ومرق الدجاج وصلصة المحار.

 

 

وبالنسبة لطريقة التحضير بشكل عام، يتم في البداية قلي المأكولات البحرية واللحوم المقطعة قطع صغيرة، مثل الجمبري ولحم الدجاج. بعد أن يتغير لون الجمبري ولحم الدجاج يتم إضافة إلى نفس المقلاة الخضار المقطعة مثل الجزر والكراث والفطر والبازيلاء والذرة.

 

بعد إضافة الخضار يتم إضافة مرق الدجاج فوق المكونات. “يجب الانتباه أن عملية قلي الخضار لا يأخذ وقت طويل، حيث يجب الحفاظ على لونها كما هو”.

 

بعدها يتم إضافة خليط من نشا الذرة والمياه الباردة في المقلاة لتكثيف خليط المكونات. ثم يتم تحريكهم جيداً وتنُقل المكونات مع خليطها السائل كلها من المقلاة فوق طبق الأرز. وهكذا يصبح طبق تشوكادون جاهز. لابد من الانتباه أن هذه طريقة ذكرتها بشكل عام دون الدخول في التفاصيل وهي تتغير من شخص لآخر من ناحية المكونات والتوابل.

 

كما تلاحظون إنه من السهل تحضير هذا الطبق، ويُقدم في كثير من المطاعم خاصةً مطاعم الوجبات السريعة اليابانية.

 

 

الخلاصة:

كما رأيتم جميع أصناف الدونبوري تعتمد على وجود أرز في الطبق مع مكونات موضوعة فوقه. فبشكل عام أطباق طعام الدونبوري تمتاز بليونة التحضير والمكونات البسيطة وسهلة الطهي، ولاسيما أنها تناسب الأشخاص المنشغلين أو محبي تناول المكونات معاً في طبق واحد.

 

ولأن أطباق دونبوري تُقدم في طبق واحد بشكل أساسي فهذا لا يعني أنها ليست بتلك اللذة، بل العكس أنها لذيذة ومحبوبة ومشبعة. ولكن يجب الانتباه أن هناك أطباق يتم استعمال مكونات غير حلال فيها، لذا يفضل الانتباه والذهاب إلى مطاعم ومتاجر حلال أو طلب صنف معروف بمكوناته أنها حلال والسؤال أيضاً قبل الطلب للاحتياط.

 

عند زيارتكم لليابان جربوا تناول أحد الأصناف التي أوصينا بها في هذه المقالة، للتعرف على نكهاتهم والاستمتاع بالذوق الياباني. نتمنى لكم تجربة ممتعة وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط