نُقدم لكم خمسة فنون قتالية تحظى بشهرة خاصة في اليابان!!

2

فنون القتال اليابانية (بودو 武道) تعني حرفياً “طريق المحارب”، ويمكن الرجوع بتاريخها إلى الفنون القتالية في الماضي عندما طور الساموراي فنون الدفاع عن النفس والقتال لحماية أنفسهم وهزيمة الأعداء خلال فترة النظام الإقطاعي في اليابان، حيث كان الساموراي مدربين تدريباً عالياً في القتال، وكانت ممتلكاتهم الأكثر قيمة والتي تعادل الشرف بالنسبة لهم هو السيف الياباني”كاتانا”.

 

ومع ذلك لم يستلم الساموراي ببساطة السيف حتى وإن كانوا قادرين على استعماله، بل بدلاً من ذلك كان عليهم الخضوع لتدريبات صارمة لابد من اتقانها. فقد كانت الفلسفة التي اتبعها الساموراي هي “بوشيدو” ويعني “طريق المحارب”. فكان يجب تطبيق مبادئ بوشيدو (الحياة الزهيدة، الصدق، الشرف، إتقان الفنون القتالية “بودو” التي اشُتقت من بوشيدو) في حياتهم و تدريباتهم اليومية بجدية، وذلك لتأديب أنفسهم من عدة جوانب.

 

وعلى الرغم من إلغاء فئة الساموراي خلال فترة ميجي (1868 – 1912)، ظل الاحترام اتجاه القانون الأخلاقي قائماً، حيث يمارس الكثير من الناس فنون القتال التي مارسها الساموراي حتى يومنا هذا من أجل تهذيب وثقل الروح والعقل والجسد وتطوير ذاتهم. وهذه المرة سأقدم لكم خمسة من هذه الفنون، لنبدأ جولتنا في الفنون القتالية اليابانية!

 

كيندو

كلمة (كيندو 剣道) يعني “طريق السيف” أو “مسار السيف”، وهو فن قتالي ياباني ينحدر من فن مبارزة السيف “كينجوتسو”. ويتم ممارسته باستعمال سيوف الخيزران والدروع الواقية مع ارتداء لباس واسع تقليدي يُدعى “هاكاما”. فكيندو يعتمد على القتال بتوجيه الضربات في نقاط محددة من جسم الخصم، وعلى كيفية تفادي هذه الضربات والرد عليها، وكيفية الوقوف بوضعية صحيحة.

 

كما أن كيندو نشاط يجمع بين ممارسة فنون القتال والقِيم مع نشاط بدني شبيه بالرياضة. وهدفه الأساسي هو تشكيل الإنسان وتهذيبه عن طريق التدريب الروحي من خلال المبارزة بالسيف “الخيزران”، حيث يتم تربية الطلاب على تعلم روح الساموراي من خلال التدريب الشديد في نمط الكيندو الحديث.

 

 

ويعود تاريخ التقنيات المستعملة في رياضة كيندو إلى القرن الثالث عشر. حيث فتح السيافون في اليابان عدة مدارس لتعليم “تقنيات السيف” وبعد عدة قرون تم تطوير هذه التقنيات في تمارين رسمية معروف باسم “كاتا”.

 

وخلال فترة شوتوكو (1711-1715)، طور “ناجانوما شيرووزيمون كونيساتو” تقنيات السيوف باستعمال سيوف ودروع مصنوعة من الخيزران لتجنب حدوث أضرار في التدريب.

 

وفي عشرينيات القرن التاسع عشر، قام “تشيبا شوساكو ناريماسا”، أحد أعظم الساموراي في التاريخ، بتقديم “غيككين” أي “التدريب بالسيوف والدروع المصنوعة من الخيزران” إلى مناهج الفنون التقليدية. فأصبحت مدرسته مشهورة جداً وعليها إقبال كبير. وفي نهاية فترة إيدو أصبح استعمال سيوف ودروع الخيزران ممارسة معتادة. والأن تعتمد تقنيات كيندو الحديثة في يومنا هذا على تقنيات مدرسة تشيبا شوساكو.

 

وفي عام 1876م بعدما تم تفكيك الساموراي، حظرت حكومة مييجي استعمال السيوف لتجنب أعمال الشغب والجرائم، ولكن سُمح لرجال الشرطة استعمالها. وتم تخصيص تدريبات السيوف لهم وهذا ساعد في تطوير الكيندو. وفي عام 1920م تم تغيير اسم تدريب السيف (غيككين 撃剣) إلى (كيندو 剣道) لتوحي بأنها شكل من أشكال الرياضة والتدريب.

 

وفي عام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية، تم حظر كيندو إلى جانب فنون القتال الأخرى في اليابان لقمع قوة اليابانيين. ولكن في عام 1950م سُمح بممارستها مرة أخرى. وبعد عامين تم استعادة استقلال اليابان وتم تأسيس اتحاد All Japan Kendo وتم رفع الحظر عن فنون القتال الأخرى. والآن يتم ممارسة جميع الفنون القتالية والدفاعية في اليابان وتحظى بإقبال كبير.

 

إذ يتم الآن ممارسة الكيندو ليس فقط في مدارس ومراكز متخصصة، بل أيضاً في الجامعات وفي المدارس الأكاديمية كنشاط اختياري. ويعقد لها بطولات على مستوى اليابان والعالم أيضاً.

 

 

في قواعد ممارسة كيندو، يوجد نقاط في الجسم يتم تعريفها على أنها نقاط ضعف أو مواقع دقيقة. وفيما يلي المجالات التي يمكن فيها للمنافسين الحصول على نقاط للفوز بالضرب بشكل صحيح.

 

مِن: أي عند قمة أو جوانب الرأس.

دو: الجانب الأيمن أو الأيسر من درع الجسم

تسوكي: أمام الحلق مباشرةً

عند ضرب الخصم بسيف الخيزران، يجب عليه إظهار استمرار الوعي والوقوف بثبات بشكل متقن. تماماً مثل الساموراي عندما يكون مستعد لتحمل الهجمات المفاجئة من قبل العدو. حيث يجب التركيز جيداً من خلال القوة العقلية والروحية. فكيندو لايهتم بالقوة الجسدية أو بحجم الجسد، ولا يفرق بين الذكر والأنثى ولا بين كبير وصغير.

 

وإنما يوجد به مستويات إتقان تعتمد على الروح والعقل يجب التدرب عليها جيداً، والتي تؤثر بدورها في مهارة التحرك واستعمال السيف بشكل متقن مع سرعة بديهة عالية.

 

وبالنسبة لتسجيل نقاط التقدم أو الفوز في منافسة كيندو. يتم حسبها عند اظهار تقنية جيدة في ضرب الخصم، وذلك عندما يتم توحيد جميع العناصر الأساسية وهي “الروح، والسيف، وحركات الجسد” للهجوم في لحظة واحدة. ويشار لهذه التقنية بعبارة “كي كين تاي إتشّي”.

 

والوصول لهذا المستوى ليس بتلك السهولة، وإنما يحتاج ممارسة جدية مع التعمق الداخلي في روح الساموراي، فالكيندو متجذر بعمق في عالم الفنون القتالية العريقة ولن يفهمها إلا من يمارسها بشكل جدي.

 

 

الجودو

وهو فن من الفنون القتالية اليابانية المشهورة، ظهر بواسطة “كانو جيغورو” في اليابان عام 1882م. وينصب تركيز الجودو على تدريب الجسد والروح، وليس فقط على الفوز في المعارك. كما أن الترجمة الحرفية للجودو (柔道) هي “الطريق السلس أو الناعم”، وهذا يعني أن الجودو يركز على تقنية هزيمة الخصم بسلاسة أكثر من التركيز على القوة المؤذية.

 

فالهدف من تقنيات الجودو هو رمي الخصم بخفة أو تثبيته أو السيطرة عليه. ويتم السيطرة على الخصم عن طريق الضغط على مفاصل الذراع أو الرقبة لإجباره على الاستسلام.

 

أما ملابس الجودو المتعارف عليها هي سترة فضفاضة وبنطال من قماش متين. بينما الأحزمة البيضاء يرتديها المبتدئون، أما السوداء يرتديها المتقدمون، والدرجات المتوسطة لها ألوان أخرى.

 

 

يعود أصل الجودو إلى الفن القتالي “الجيوجيتسو” الذي كان يُستعمل في المعارك، والحماية الذاتية خلال فترة الممالك المتحاربة. وقد ظهرت الجودو كما نعرفها اليوم عندما بدأ “كانو جيجورو” بإقامة مدرسته لأول مرة في معبد صغير في طوكيو. وأطلق على مدرسته اسم “كودوكان”.

 

فعمل كانو على تطوير هذه الرياضة انطلاقاً من الفن القتالي “جيوجيتسو” بعد أن حذف منه العديد من التقنيات الخطيرة، جاعلاً منه رياضة أكثر ملائمة وأماناً للممارسة سواء للصغار أو الكبار. وهذا ما فتح الباب أمام هذه الرياضة بالدخول إلى الألعاب الأولمبية. حيث يرتكز مبدأ هذه الرياضة بأن السيطرة على الخصم وشل حركته هو أفضل من إيذائه بشدة.

 

ومازالت مدرسة كودوكان حتى يومنا هذا أفضل وأعلى معهد في اليابان يقدم تعليم الجودو. وكما تنظم امتحانات لجميع المستويات وبطولات شهرية. ومن كل عام في شهر أبريل تشارك المدرسة في رعاية بطولة “جميع اليابان للجودو” وترحب أيضاً بالمتدربين من الخارج.

 

 

وبالنسبة لتقنيات الجودو، فهي تنقسم إلى ثلاثة تقنيات أساسية وهي الرمي، والقتال، والضرب. في حين أن فن إسقاط الخصم يعد عنصر مهم في هذه الرياضة. وتتنوع تقنيات الإسقاط بالتركيز على إخلال توازن الخصم، من خلال تطبيق حركات محددة تستهدف الذراع، أو الساق، أو الورك، أو من خلال اللف وغيرها.

 

أما تقنيات التي تركز على شل حركة الخصم، تتم من خلال تطبيق حركات بعد وضع الخصم على الأرض تركز على استهداف البطن، أو تقنيات الخنق باستهداف الجهاز التنفسي، أو الرقبة ولكنها أشد خطورة. وقد يستدعي الموقف استعمال بعض الضربات والحركات المرتبة وفقاً للكاتا، مثل الركلات واللكمات وضربات حافة اليد. ولكن تقنيات الكاتا لا تؤثر في النقاط.

 

وكما نرى تهدف هذه الرياضة إلى اللباقة في الممارسة والمواجهة، وإلى تعزيز الثقة والاستعداد الهادئ وسرعة البديهة عند مواجهة الخصم.

 

 

الكاراتيه

الكاراتيه (空手) وتعني حرفياً “اليد الفارغة” وهي فن قتالي غير مسلح يركز على تقنيات الركل والضرب والصد الدفاعي بالذراع والقدم. وفي هذا الفن من الرياضة يندفع تركيز قوة الجسم في نقطة ولحظة التأثير عند الضرب.

 

حيث يركز على تدريب وتقوية أسطح الأطراف في الجسم مثل “اليدين” خاصةً المفاصل، والحافة الخارجية، والكوع. و”القدم” مثل الكعب، والركبة، والمرفق. وتتم عملية تقويتهم من خلال الضربات التدريبية على الأسطح المبطنة أو الخشب.

 

حيث يتم أيضاً التدرب على كسر ألواح الصنوبر التي يصل سمكها إلى عدة بوصات بواسطة اليد أو القدم. ولاسيما أن التوقيت والتكتيكات والروح تعتبر بنفس أهمية التقوية البدنية.

 

 

ويعود تاريخ الكاراتيه إلى القرن الرابع عشر، عندما وصلت من الصين تقنيات قتالية إلى أوكيناوا باليابان كفن قتالي. وقد انتشرت ممارسة هذا الفن في عهد الملك شوو شين وفترة حكم مقاطعة ساتسوما، حين تم منع حمل السلاح من قبل السكان المحليين تنفيذاً لسياسة تحريم السلاح في أوكيناوا.

 

وفي ذلك الوقت، يقال أنه تم تنظيم الفنون القتالية الأصلية لأوكيناوا وتم العمل على دمجها مع التقنيات القتالية التي أتت من الصين، لينتج فن مميز من نوعه عُرف بـ “القتال الأعزل” أي هزيمة الخصم دون استعمال أسلحة.

 

وكان هذا الفن يُسمى “تودي” بلغة أوكيناوا، ولكن تم تعديل الاسم في وقت لاحق ليتناسب مع النطق الياباني. ليتشكل اسم “كاراتيه”، حيث تم اقتراح استعمال رمز الكانجي (كارا空) والذي يعني خالٍ أو فارغ، مع رمز الكانجي (تي 手) والذي يعني يد. وهكذا تكونت كلمة (كاراتيه 空手) للقتال بالأطراف الفارغة من الأسلحة.

 

وبالمناسبة لقد تم إدراج رياضة الكاراتيه باعتبارها رياضة إضافية إلى دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020. وهي المرة الأولى التي يصبح فيها الكاراتيه أحد رياضات الألعاب الأولمبية، والتي تعتبر رياضة محبوبة ومشهورة في معظم دول العالم.

 

 

وبالنسبة لممارسة الكاراتيه يوجد نوعين من الممارسة والمنافسة وهما “الكاراتيه الكاتا” و”الكاراتيه الكوميتيه”.

 

لنبدأ بـ”الكارتيه الكاتا”، وهي مجموعة من الحركات العامة المقررة مسبقاً، وتُعتبر أيضاً أساسيات الكارتيه. ويتم ممارستها من غير وجود خصم في الواقع، بل من خلال تخيل مواجهته. ويبلغ عدد الكاتا المقررة في قائمة اتحاد الكاراتيه الدولي 91 كاتا. ويتم استعمال الكاتا في التنبؤ بحركات الخصم من هجوم ودفاع، مثل الركل واللكم بطرق وتقنيات عديدة.

 

أما “الكاراتيه الكوميتيه” وهو هجوم ودفاع ضد الخصم، تتم فقط بالضربات الفنية وتقنياتها العديدة من لكمات وركلات وضربات. وفي هذا النوع يجب التدرب على التحكم بمقدار القوة الموجهة للخصم، بحيث لا تسبب في أذيته، وإن تم إلحاق إصابة وضرر بالخصم، فسيتم احتسابها مخالفة لقوانين اللعب.

 

 

كيودو “الرماية”

كيودو هو فن الرماية الياباني، ويعتبر أحد فنون القتال اليابانية الحديثة. حيث اجتمع فن الرماية بالقوس والسهم التي كانت في الماضي أحد المهارات المهمة سواء في الصيد أو الحرب، واندمجت مع فن تهذيب العقل والروح. فنتج فن رياضي تنافسي يُطلق عليه “كيودو” ويعني حرفياً “طريق القوس”.

 

ويرتدي لاعبي الكيودو اللباس الخاص والمكون من قميص أبيض واسع في الجزء الأعلى من الجسم يُدعى “تسوتسوسودي”، مع سروال أسود واسع  تقليدي يُدعى “هاكاما”، وجوارب بيضاء تقليدية تُدعى “تابي”. بينما يتم ارتداء قفازات خاصة من الجلد لحماية اليدين، وبالنسبة للفتيات يتم وضع شيء سميك يشبه الدرع لونه أسود فوق القميص لحماية منطقة الصدر.

 

وأما الهدف الرئيسي من الكيودو هو تمرين العقل والجسد وتعزيز القدرة على التركيز في وضعية ثابتة، من خلال عملية رمي الأسهم في اللحظة المناسبة للنفس مع إصابة الهدف. وهذا النوع من الفنون يمكن ممارسته في المدارس الأكاديمية والجامعات، وفي مراكز ومدارس مخصصة له، ويعقد له بطولات ومنافسات عديدة.

 

وقد ازداد في السنوات الأخيرة عدد المعجبين والمحبين لممارسة فن الكيودو، نتيجة لظهوره في العديد من الأنمي والمانغا والألعاب اليابانية، حيث يتم نقل ماهية الكيودو وروح المنافسة فيه. خاصةً من خلال إظهار جمال الوضعية بلباس تقليدي أثناء إمساك القوس والسهم بالدقة مع نفس ثابت وتركيز عالي، فجميع هذه المواصفات تلعب دور في جذب الناس لممارستها.

 

 

يُعتقد أن اكتشاف القوس في اليابان يرجع إلى العصر الحجري، وقد تطور القوس بعدها تدريجياً. فأصبح يتم إقامة مراسم وطقوس مختلفة، ومناسبات يُستعمل فيها القوس للمنافسات والاحتفالات في القصر الإمبراطوري وفي منازل الساموراي. وبحلول فترة كاماكورا (1185-1333) ظهرت تدريبات على قواعد الرماية بالقوس وركوب الخيل.

 

عُرفت فيما بعد برياضة وطقوس “يابوسامي” وهي نوع من الفنون القتالية وتمارين العقل والجسم الخاصة بالساموراي، حيث يركب رامي السهم على حصان يركض بسرعة فيقوم بوضع السهم ورفع القوس الكبير للأعلى مع التركيز في وضعية ثابتة لإطلاق السهم نحو الهدف من مسافة بعيدة.

 

وبعد القرن الـ16 ومع تزامن انتشار بندقية الفتيل، أصبح يتم ممارسة الرماية بالقوس والسهم كتمارين روحية أكثر من كونها تمارين للمعارك. وفي فترة إيدو (1163-1878) تم إصدار قائمة تضم 18 فن من فنون القتال الأساسية اللازمة على الساموراي تعلمها ومن أهمها كان فن الرماية بالقوس والسهم.

 

 

عند ممارسة الكيودو لابد من اتباع مجموعة من الحركات بدقة وتسلسل دون نسيان واحدة منها، فهذه الحركات مثل خشبات متصلة في جسر لا يمكن الوصول للهدف إلا من خلال المرور عبرها. فهي أساسية لعملية الرمي بالسهام ويطلق عليها “شاهو هاسيتسو” وهي كالتالي بالترتيب:

 

أشي بومي: وتعني حرفياً “خطوة القدم،” وهذا يعني التباعد بين القدمين وتحديد مكان الوقوف بثبات.

 

دو زوكوري:  ويعني اتخاذ الوضعية، أي جعل وزن الجسم متساوٍ على كلا القدمين واتخاذ الوضعية السليمة والصحيحة للوقوف.

يومي غامايه: ويعني تجهيز القوس بالسهم ووضع الأصابع على وتر القوس.

أوتش أوكوشي: ويعني رفع القوس والسهم إلى الأعلى.

هيكي واكي: ويعني دفع القوس إلى الأمام وسحب الوتر إلى الخلف بشكل متماثل.

كاي: ويعني قياس مدى التناغم والتوحد بين العقل والجسد وانتظار لحظة الإطلاق.

هاناري: ويعني التجهيز للحظة المناسبة، وهي إطلاق السهم تلقائياً عند وصول الروح والقوة إلى قمة الاستعداد.

 

زانشين: ويعني الروح والجسم المتبقي، أي وضعية الجسم بعد إطلاق السهم.

 

ويوجد نوعين من المنافسات في رياضة الكيودو، وهما “تحدي المسافات القريبة” و”تحدي المسافات البعيدة”. وفي تحدي المسافات القريبة يتم إصابة الهدف من على مسافة 28 متر. أما في تحدي المسافات البعيدة يكون إصابة الهدف من على مسافة 60 متر.

 

ويتم احتساب النقاط الأعلى كلما كانت الإصابة أقرب من نقطة “المركز” في منتصف الهدف. ولكن إذا تم تحقيق حمل القوس بسلاسة مع القيام بالحركات السليمة مع الحفاظ على الهدوء والرزانة، وتنفيذ آداب الرمي والتقيد بها، فإن السهم سيصيب الهدف المراد في اللحظة المناسبة وبشكل مذهل.

 

 

 أيكيدو

الأيكيدو الياباني ويعني حرفياً “طريقة تنسيق الطاقة”، أو “طريق التحام الروح”، وهو فن من الفنون القتالية والدفاع عن النفس. والذي يشبه أساليب القتال الجيوجيتسو والجودو في استعماله لتقنيات الالتواء والرمي، وفي هدفه المتمثل في تحويل قوة المهاجم وصدها ضده. وكما يركز هذا الفن على الضغط على المراكز العصبية والحيوية، حيث يتدرب ممارسو أيكيدو على الإخضاع بدلاً من التشويه أو القتل، ومع ذلك هناك العديد من الحركات التي يمكن أن تكون مميتة.

 

ويركز أيكيدو بشكل خاص على أهمية تحقيق الهدوء العقلي الكامل والسيطرة على الجسد، لإتقان الهجوم وصد الخصم. كما هو الحال في فنون القتال والدفاع عن النفس اليابانية، تهذيب الروح والجسد أمران مهمان لإتقان هذا الفن.

 

 

يبدو أن المهارات الأساسية للأيكيدو قد نشأت في اليابان في حوالي القرن الرابع عشر. وفي أوائل القرن العشرين تم تأسيس وتشكيل هذا الفن في شكله الحديث من خلال خبير الفنون القتالية الياباني “أوشيبا موريهي”. في ذلك الوقت كان لديه المهارات العالية والدراية المتقنة للقتال بإتقان. فقد كان معروفاً أنه اكتسب خبرات في العديد من ممارسات الفنون القتالية مثل تقنية القوس والأسهم، والجيوجيتسو، وكاتا والسومو وغيرهم خلال فترة شبابه.

 

ولكنه أراد البحث في طريقة أخرى تكون لها القدرة على “إيقاف القتال بين الخصمين دون نزاع”.  فقام أوشيبا بتشكيل فن إيكيدو باعتباره ليس فقط بمثابة تركيبة من فنون أوشيبا القتالية، ولكن كتعبير عن فلسفته الشخصية عن السلام والمصالحة في العالم.

 

فكان أيكيدو فناً دفاعياً لا توجد فيه حركات هجومية لدرجة أنه لا توجد منافسة مباشرة بين الخصمين. ولكن في وقت لاحق، طور تلميذ وابن أوشيبا “كيسهومارو أوشيبا” أسلوب المنافسة المعروف باسم “تومويكو ايكيدو” ودمج فيه تقنيات أيكيدو. وفيه يقوم أحد المنافسين بتسجيل نقاط عن طريق لمس الخصم بسرعة بسكين مطاطي أو خشبي، بينما يحاول الآخر تجنب المهاجم ونزع سلاحه.

 

وقام كيسهومارو بعد انتهاء الحرب بإنشاء منظمة غير هادفة للربح تُسمى منظمة أكيكاي هونبو (Aikikai Honbu)، تم الاعتراف بها من قبل الحكومة وهي جزء رئيسي ساهم في انتشار أيكيدو إلى العالم الغربي. كما قام كيسهومارو أيضاً بالعمل على العديد من المنشورات التي توضح بالتفصيل التقنيات الأساسية وفلسفة هذا الفن. حيث كان حلم والده أن تصبح فنون الدفاع عن النفس فنون قتالية تتم ممارستها دولياً، واستطاع كيسوهومار فعلاً أن يحقق هذا الحلم.

 

عندما توفي كيسهومارو في عام 1999، أكمل ابنه “موريتيرو أوشيبا” الطريق في نشر فن أيكيدو وتعليمه. وحتى الآن قام بتدريس أيكيدو في كل من أيرلندا وأستراليا وأصدر أيضاً كتاباً “شارك كتابته مع والده” بعنوان “أيكيدو: الأساسيات”. ونظراً لأنه يشغل حالياً منصب المعلم الثالث، يعتقد الكثيرون أنه سيأخذ أيكيدو إلى آفاق جديدة على المستوى الدولي.

 

 

يُطلق على التقنيات الأساسية في ممارسة أيكيدو كلمة “وازا”. ويفترض الممارسون أيضاً اسماً اعتماداً على الدور الذي يلعبونه في المنافسة. فمثلاً اسم “أوكي” هو الشخص أو الطرف المتلقي للتقنية ويجب أن يبدأ الهجوم ضد “توري” وهو الشخص الذي يطبق التقنية. ويتم تحديد الهجوم من خلال استعمال تقنيات أيكيدو المحددة مسبقاً.

 

وتتضمن التقنيات حركات رمي وتحريك وضرب مختلفة. حيث يتعلم جميع الطلاب لعب دور كل من أوكي وتوري حتى يتمكنوا من تعلم فن المزج والتكيف في ممارسة أيكيدو. بينما الأسلوب الأول الذي يتعلمه طالب أيكيدو هو فن السقوط دون التعرض للأذى.

والسبب وراء تعلم هذه التقنيات هو أن الطلاب يمكنهم تعلم طرق فعالة وسريعة لإيقاف هجوم عنيف بدلاً من زيادة العنف وإحداث أضرار وأذى بالقتال بطرق مؤذية.

 

 

الخلاصة:

في هذه المقالة قدمتُ لكم أشهر أنواع الفنون القتالية في اليابان والتي تحظى بإقبال عالٍ على ممارستها سواء في المدارس والمراكز المتخصصة لها، أو في المدرسة العادية والجامعات. حيث يقوم الطلاب بتشكيل نوادٍ للممارسة هذه الفنون ثم التحضير للمشاركة في منافسات على مستوى المدارس وبعدها ينتقل الفائزون للمشاركة في بطولات وطنية.

 

فمثلاً فن كيودو “فن الرماية” يتم عرضه في مهرجانات ومنافسات حيث يرتدي الجميع ملابس تقليدية، وترتدي الفتيات كيمونو مزخرف وجميل. في الواقع جمال وضعية وقوف وتركيز المنافسين في إطلاق السهم هي من أجمل اللحظات التي تمثل الساموراي الحقيقي.

 

في النهاية مهما تقدمنا وتطورنا، فإن هذه الفنون تمثل روح المحاربين والساموراي في الماضي، وتحمل في أعماقها حضارة وتاريخ اليابان العريقة. أعتقد إنه لأمر مهم ويجب نشر الوعي حول تعلم فنون كهذه، من أجل تمرين وتهذيب عقلنا وجسدنا وتعزيز التفكير بحكمة والصبر والتعمق، مع الشعور بروح الساموراي والثقة، لحماية غيرنا وأحبائنا وأنفسنا بطرق سلسة وغير قاتلة. وأشكركم على القراءة.

2 تعليقات
  1. هشام هنداوي يقول

    مقال رائع جدا …. بس فن الكندو فى شى ناقص اهداف الضرب المان والدو وتساكمى و كونيه وهى اليد ….شكرا لمقال الرأئع

    1. فاطمة يقول

      شكراً جزيلاً لك على المعلومات القيمة. هدف هذه المقالة هو تقديم الفنون القتالية بشكل عام دون التدقيق في التفاصيل كلها. ولكن نود تقديم هذه الفنون بالتفصيل وبالتصوير الحصري في المستقبل القريب إن شاء الله. ونحن نشكرك على القراءة واخبارنا هذه المعلومات القيمة!

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط