هل هناك تاريخ طويل للإسلام في اليابان؟ نُقدم لكم تاريخ الإسلام وأشهر المساجد في اليابان!

2

عند البحث عن تاريخ الإسلام في اليابان، هل تتوقعون وجود تاريخ طويل ظهرت فيه أحداث أو احتكاك بين اليابان والمسلمين؟ في الواقع، لا يوجد تاريخ طويل عن الإسلام في اليابان، حيث بدأ الإسلام بالانتشار من شبه الجزيرة العربية إلى الشرق وامتد إلى العراق، وإيران، وأفغانستان، وشبه القارة الهندية، وأفريقيا، وماليزيا، والصين، والفلبين.

 

ولكن مع مرور الوقت ازداد تمدد الإسلام حتى وصل إلى مناطق بعيدة مثل الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، يبدو أن المسلمون وصلوا إلى اليابان في نهاية القرن التاسع عشر. أي أنهم وصلوا إلى اليابان في وقت متأخر مقارنةً مع الدول الأخرى.

 

 إذاً كيف بدأ الإسلام بالوصول إلى اليابان؟ وكيف كان تعامل اليابانيون معه؟ وهل يوجد حقاً مساجد كثيرة في اليابان؟ في هذه المقالة سأشرح لكم كل شيء بوضوح، لنبدأ رحلتنا في تاريخ الإسلام في اليابان!

 

تاريخ الإسلام في اليابان

كانت معرفة اليابانيون عن الإسلام في الماضي قليلة جداً أو تكاد لاتُذكر، فقد اقتصرت معلوماتهم على الترجمات القادمة من الكتب الصينية وغيرها من الكتب الأوروبية. ولم يصل لها المسلمون ولم يحتكوا مع اليابانيين حتى بداية العصر الحديث. وكانت مراحل تعرفهم على الإسلام كالتالي:

 

السجلات الحديثة

كان أول تعامل لليابانيين مع المسلمين في العصر الحديث هو اتصالهم مع الإندونيسيين على متن السفن البريطانية والهولندية في النصف الأخير من القرن التاسع عشر. وفي أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، تُرجمت سيرة النبي محمد (صل الله عليه وسلم) إلى اللغة اليابانية. وهذا كان له دور في نقل الإسلام إلى اليابانيين. ومع ذلك لقد كانت تلك الترجمة جزء فقط من تاريخ وثقافة الإسلام.

 

الاتصال العام بين اليابان والعالم الإسلامي

كانت تركيا أول اتصال عام ومباشر بين اليابان والعالم الإسلامي خلال فترة الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، أي  خلال فترة مييجي في اليابان. ففي عام 1980 قام عبد الحميد الثاني بإرسال سفينة تركية على متنها 600 بحار وجندي، من أجل تقديم عرض وتحية عسكرية للأمير أكيهيتو الذي قام بزيارة الأستانة “إسطنبول” في وقت سابق. ولكن في طريق العودة ضرب تيار عنيف مياه اليابان، مما أدى إلى انقلاب السفينة وخسارة 550 شخص، بمن فيهم شقيق السلطان.

 

كان للحادث صدمة وتأثير عميق لكلا البلدين، ولكن قامت اليابان بإرسال الناجين إلى تركيا بواسطة سفينتين يابانيتين. ودفنوا العديد من الضحايا في مكان الحادث وتم وضع نصب تذكاري في مكان قريب.

 

وهذا كان أول اتصال عام رسمي بين اليابان والعالم الإسلامي، حيث تعلموا وتعرفوا على الإسلام جيداً خلال تعاملهم واحتكاكهم مع الأتراك. وعلى الرغم من التغيرات في العلاقات الثنائية، إلا أن الشعب الياباني والتركي يقومان بمراسم تأبين كل خمس سنوات للذين خسروا حياتهم في تلك الحادثة. 

 

 

القرن العشرين

كانت السنوات العشرين من عام 1900 فترة مهمة للتفاعل العميق بين اليابانيين والمسلمين. فقد كان كوتارو ياماوكا أول ياباني يحج إلى مكة. حيث التقى بالصحفي الروسي عبد الله بن علي الرشيد عام 1909، وتعلم منه الكثير فقرر اعتناق الإسلام بينما كان في بومباي، وأُطلق عليه اسم “ياماوكا عمر”.

 

وفي عام 1921 شهدت اليابان وصول نحو 600 لاجئ من مسلمي تركستان إثر اندلاع الثورة الروسية عام 1917م. وقد كان هذا أول وصول جماعي للمسلمين في اليابان، حيث ساهموا في تأسيس مدرسة للأطفال، وعملوا على تأسيس أول مسجد في اليابان يدعى كوبيه تم بناءه عام 1935. وثم تم التخطيط لبناء مسجد طوكيو واكتمل في عام 1938. والأئمة الأوائل المعروفين في اليابان هم عبد الله بن علي الرشيد (1857-1944) وعبد الحي كولبانجاري (1889-1972).

 

ويبدو أن للحرب العالمية الثانية تأثير كبير في ازدهار وانتشار الإسلام في اليابان، حيث قام بعض الجنود اليابانيين باعتناق الإسلام قبل عودتهم من البلاد الإسلامية في جنوب شرقي آسيا. وبعدها بذلوا جهدهم لنشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في بقاع مختلفة في اليابان باللغة اليابانية، ووحدوا جهودهم وأسسوا الجمعية الإسلامية عام 1960. 

 

 

استمرار تقدم الإسلام في اليابان

بدأ عام 1980 ولم يكن هناك سوى مسجدين في اليابان. مسجد كوبيه ومسجد الجمعية العربية الإسلامية في طوكيو. ومع ذلك لقد تضرر مسجد طوكيو بسبب الزلزال ولم يعد مبنى صالحاً وآمناً. فتم إغلاق المسجد ليتم هدمه في عام 1986، وأعيد إنشاءه ليتم افتتاحه في عام 2000.

 

وفي تلك الفترة ازداد عدد اليابانيين المسلمين، فحاولوا البحث عن مكان للعبادة ولتناول الطعام في الأعياد الإسلامية وفي يوم الجمعة على سبيل المثال. فقاموا باستئجار غرف للعبادة في يوم الجمعة، وكانوا يستعملون الحدائق للاحتفال في الأعياد.

 

وكما ازداد عدد المسلمين المتزوجين من يابانيات، فازداد الطلب على بناء المساجد. ونتيجة لذلك على مدى السنوات الـ 25 التاليات، زاد عدد المساجد اليابانية من مسجدين إلى 70 مسجد.

 

وتنتشر حالياً المساجد في جميع أنحاء اليابان مثل (طوكيو، سايتاما، تشيبا، جونما، ناغانو، إيباراكي، توشيغي، فوكوشيما، مياجي، إيواتي، كاناغاوا، شيزوكا، آيتشي، فوكوي، كيوتو، ميه، هيوغو، أوساكا، هيروشيما، نييغاتا، توياما، هوكايدو، أوكيناوا، فوكوكا، كوموماتو، كاغوشيما، توكوشيما، وأويتا والعديد من المحافظات الأخرى)

 

 

السكان المسلمون اليابانيون

لا تقوم الحكومة اليابانية بجمع البيانات السكانية على أساس الدين، لذلك لا يوجد رقم دقيق للسكان المسلمين في اليابان. وعلى الرغم من وجود العديد من المسلمين والمنظمات الإسلامية، فلا يوجد بيانات كاملة عن المسلمين اليابانيين والأجانب.

 

ولكن يقال أن تعداد المسلمين اليابانيين يزيد عن 150.000 ويبلغ عدد المسلمين الأجانب أكثر من 250.000 في اليابان. بينما يوجد العديد من اليابانيين متزوجين من مسلمين في خارج اليابان في (ماليزيا، إندونيسيا، الصين، باكستان، الهند، بنغلاديش، تركيا، مصر، الأردن، فلسطين، لبنان، السودان، السنغال، إلخ). أما بالنسبة لعدد الأطفال اليابانيين المسلمين فهو يزيد عن 100.000 طفل ويستمر العدد في النمو. ويُعتقد أن عدد اليابانيين المسلمين قد ازداد بسرعة في الثمانينيات عندما جاء المسلمون إلى اليابان بحثاً عن العمل.

 

وبالنسبة للجاليات الإسلامية، فإن أكبر جالية إسلامية في اليابان تقع في منطقة كانتو. خاصةً طوكيو، وسايتاما، وتشيبا، وكاناغاوا، وآيتشي. ومنطقة كانساي مثل أوساكا.

 

 

أشهر المساجد في اليابان

يوجد حالياً حوالي 90 مسجد في العديد من محافظات اليابان، وهنا سأقدم لكم بعض من أشهر هذه المساجد.

 

مسجد طوكيو كامي

أو كما يطلق عليه “جامع طوكيو” وهو أكبر مسجد في اليابان، يقع في حي شيبويا في طوكيو. وقد تم بناءه على الطراز العثماني القديم. فتحول هذا المسجد بجماله وزخارفه الدقيقة إلى تحفة فنية تجذب الكثير من اليابانيين والزوار للإطلاع على هذا الطراز المميز وللتعرف عن قرب على الإسلام والمسلمين. 

 

وقد ظهر جامع طوكيو في العديد من وسائل الإعلام كالمجلات والصحف، ومؤخراً أصبح معلماً شهيراً للعديد من المسلمين في آسيا الوسطى. وحتى الآن يحظى جامع طوكيو بشعبية كبيرة بين السياح العرب والأجانب وكذلك بين السكان المحليين، بسبب أهميته الدينية وجماله الساحر، وأيضاً لوجود المتحف التركي المجاور. 

 

وكما قلتُ مسبقاً يعود تاريخ هذا المسجد إلى عام 1938م ولكن تم هدم المبنى الأصلي في عام 1986 وبدأ بناء جديد في عام 1998 وتم الانتهاء منه في عام 2000 بإجمالي أربعة طوابق.

 

وفي كل طابق وفي كل زاوية، ستندهشون بجمال ودقة التصميم والزخرفة العثمانية، ولاسيما الآيات القرآنية المرسومة على الحائط في كل مكان. كما ترون في الصورة التالية  توضح مدخل الجامع وتصميمه المبهر.

 

تم استعارة الصورة من صديقتي التركية durmaz.zeynep96@

 

وإلى جانب الصلاة، يقدم المسجد أيضاً دروس تعليمية عن الإسلام للأطفال وللكبار ولكل من يعتنق الإسلام من اليابانيون. وكما يتم تقديم الخدمات باللغة الأردية والإنجليزية واليابانية أيضاً. وفيه قاعات للمناسبات الدينية ولإلقاء المحاضرات، وقاعة للتسوق لكل ما يتعلق بالإسلام من كتب تفسير وقرآن وترجمات وحجاب والخ. 

 

فمثلاً يقيم المركز الثقافي التركي في المسجد العديد من النشاطات كمعارض للصور، ودورات متخصصة في فن الخط العربي والطبخ التركي، والتي من شأنها أن تجذب العديد من اليابانيين لزيارة المسجد للتعرف على الإسلام.

 

وفي الطابق الأرضي يمكنكم شرب الشاي والتحدث والاسترخاء، أو حتى تناول وجبة تركية لذيذة يقدمها المسجد لمن يرغب حسب الميزانية التي تحددوها. وكما يمكن شراء بعض الهدايا التذكارية الجميلة من المسجد لمن يرغب في تذكر الذكريات الجميلة التي قضاها في المسجد.

 

الصورة توضح المنبر وزخرفة السقف وتفاصيله، تصوير durmaz.zeynep96@

 

 

مسجد كوبيه

يقع مسجد كوبيه في مدينة كوبيه في محافظة هيوغو، وهو أول مسجد بُني في اليابان ويعود تاريخه إلى عام 1935. حيث مولت اللجنة الإسلامية في كوبيه بناء هذا المسجد من خلال جمع التبرعات لفترة طويلة ابتداءاً من عام 1928. ولكن خلال الحرب العالمية الثانية استولت البحرية اليابانية على مكان المسجد عام 1943، حيث كان ملجأ آمن لليابانيين احتموا فيه إبان القصف الأمريكي على مدينة كوبيه، ثم تحول بعد ذلك إلى مكان لتخزين الأسلحة وملجأ لضحايا الحرب والمصابين. 

 

حيث نجا المسجد بأعجوبة من غارات الحرب العالمية الثانية عام 1945 والتي تم فيها القضاء على مدينة كوبي بأكملها تقريباً. وكذلك لاننسى الدمار الذي أحدثه زلزال هانشين الهائل عام 1995. حيث يعتقد الكثير من الناس أن هذا لا يمكن إلا أن يكون معجزة، والبعض الآخر يعتقد أن السبب وراء صمود المسجد هو البناء والأساس القوي. 

 

وبعد هذا الدور الكبير الذي لعبه المسجد في اليابان، فإنه مازال حتى الآن يقدم خدماته للصلاة والعبادة للمسلمين ولغير المسلمين للتعرف على الإسلام ودراسته. وبالنسبة للهندسة المعمارية في مسجد كوبيه فهي مشابهة للمساجد ذات الطراز التركي.

 

تم استعارة الصورة من صديقتي اليابانية @NENA Hitomi 

 

وبالنسبة لموقع مسجد كوبيه فهو يقع في أكثر المناطق السياحية ازدحاماً في كوبيه، حيث يوجد العديد من المباني الشهيرة ذات الطراز القديم والتي تتميز بشكل أساسي بالنمط الغربي للعمارة. أما المسجد نفسه عبارة عن تحفة فنية جميلة من الداخل والخارج، حيث تم تزيين الديكورات الداخلية بلوحات ذهبية وجدران بيضاء ناصعة مصنوعة من الرخام. وينقسم المسجد من الداخل إلى طابق أول للرجال والثاني للنساء، هذا إلى جانب مراكز تعليم القرآن وتحفيظه والندوات الاسلامية والخ.

 

أما شكله الخارجي وحده يوحي بقدمه وصموده طول هذه السنين، إذا كنتم من محبي التاريخ وترغبون في معرفة المزيد عن النمو التدريجي للإسلام وعن وعلاقته بالتقاليد والثقافة في اليابان، فإن هذا المكان يستحق الزيارة.

 

تصوير NENA Hitomi@

 

 

مسجد ناغويا

يقع مسجد ناغويا بالقرب من مقر خط مترو الأنفاق هيغاشياما، في ناغويا بمحافظة آيتشي. وقد قام السكان المسلمون في محافظة آيتشي في الماضي بجمع التبرعات حتى استطاعوا بناء مسجد ناغويا ليتم افتتاحه عام 1998. وبعدها قام السكان بتشكيل منظمة تسمى جمعية ناغويا الإسلامية المسؤولة عن أعمال مسجد ناغويا. وقاموا أيضاً ببناء مسجد آخر يسمى مسجد جيفو في محافظة جيفو عام 2008.

 

كما تشاهدون المسجد يقع بين الأبنية بتصميم بسيط وجميل، وهو يتكون من عدة طوابق كالتالي:

 الطابق الأول: للوضوء والمكاتب .

الطابق الثاني: مكان العبادة للنساء .

الطابق الثالث: مكان العبادة للرجال .

الطابق الرابع: مكان العبادة للرجال 

 

تم استعارة الصور من صديقتي اليابانية nn00mm7oo3@

 

قامت صديقتي ناومي سان بالتعاون معي من خلال زيارة مسجد ناغويا لالتقاط بعض الصور الجميلة والحصرية. وقد قالت لي ناومي سان أن أصحاب المسجد كانوا لطيفين جداً وقد أرشدوها في كل ركن من أركان المسجد وعرفوها عليه جيداً. ولأنها زارت المسجد في وقت العصر، فقد حظيت بتجربة جميلة في الاستماع لصوت الأذان.

 

وقد عبرت لي عن مدى جمال الصوت، فتعرفت على صاحب صوت الآذان. وأخبرتني أنه طالب جامعة ياباني وأباه باكستاني، وهو يتعلم اللغة العربية الآن. هذه هي شخصية الإمام وراء ذلك الصوت العميق والجميل!

 

الصورة التالية، توضح قاعة مصلى الرجال والمنبر، التصاميم بسيطة ويوجد كتب ولوائح عن تعليمات إسلامية. 

 

تصوير nn00mm7oo3@

 

أما الصورة التالية توضح قاعة مصلى النساء، هنا يمكن لجميع النساء الصلاة والعبادة، وأيضاً تعلم القرآن وقضاء الوقت كما يرغبن في العبادة. كما نرى يوجد كتب وزينة بسيطة والتصميم بسيط. إنه مكان بسيط وجميل للتعبد والاستراحة في بيت الله.

 

تصوير  nn00mm7oo3@

 

مسجد دار الأرقم

ويُعرف أيضاً باسم مسجد أساكوسا، ويديره معهد الدائرة الإسلامية في اليابان. هذا المسجد الذي يتكون من مبنى طويل مرتفع من أربعة طوابق، تم بناءه عام 1998. ومنذ ذلك الحين أصبح المسجد مشهور ويزوره السكان المحليين وكذلك السياح أيضاً. 

 

أما موقع المسجد فهو ملائم للغاية حيث يقع بالقرب من برج طوكيو سكاي تري ومعبد أساكوسا سينسوجي الشهير. وكما يقدم المسجد إلى جانب الصلاة والعبادة، عدداً من الخدمات المجتمعية والخيرية أيضاً.

 

 

مسجد أوكاتشيماتشي

يُعرف هذا المسجد أيضاً باسم مسجد السلام. ويقع في منطقة أوينو في طوكيو وهي وجهة سياحية شهيرة وتستقبل عدداً كبيراً من السياح من جميع أنحاء العالم. وينتمي هذا المسجد إلى مؤسسة السلام وهي منظمة غير ربحية تشارك في مختلف الأنشطة التعليمية والدينية في اليابان. وفي عام 2012 تم تجديد المسجد وتم إنشاء مركز مجتمعي إضافي إلى جانب المسجد الحالي. ويوجد فيه أيضاً مكتبة بها غرفة دراسة ومجموعة من الكتب عن الإسلام. 

 

مسجد أوتسوكا

وهو يقع في منطقة اوتسوكا في العاصمة طوكيو. وقد تأسس هذا المسجد الذي يديره الصندوق الياباني الإسلامي، لتثقيف الشباب المسلمين المقيمين في اليابان بتاريخ وتقاليد الإسلام في الثمانينيات، وتم افتتاحه عام 1999. ومنذ ذلك الوقت يشارك المسجد باستمرار في جميع أنواع الخدمات المجتمعية مثل حصص التدريس المنتظمة والاسلامية والثقافية، وحفلات النكاح وما إلى ذلك. ويوجد بالمسجد أربع قاعات للصلاة من بينها قاعة للنساء والأطفال.

 

مسجد هيرو

يتم إدارة هذا المسجد من قبل المعهد العربي الإسلامي. وتم بدأ هذا المشروع كمبادرة لتعزيز الثقافة والتقاليد العربية والتعليم في اليابان. ويحتوي المسجد على غرفة صلاة منفصلة للنساء، كما يقدمون دروساً منتظمة في اللغة العربية والقرآن. أما موقع هذا المسجد مناسب جداً ومتصل بشكل ملائم بالمناطق الرئيسية في طوكيو. وهو يقع على مسافة قريبة من محطة قطار هيرو.

 

مسجد ماكّي

يُعرف أيضاً باسم مسجد أوهانا تشايا. ويقع هذا المكان في منطقة يوتسوجي بطوكيو، على بعد دقائق من محطة قطار أوهانا تشايا، بالتحديد على بعد 10 دقائق سيراً على الأقدام من الحديقة الشهيرة في أوهانا تشايا. ويمكن للسياح الاستمتاع بنزهة استرخاء في الحديقة الجميلة ثم الذهاب إلى المسجد لأداء صلاتهم وقضاء بعض اللحظات الهادئة في بيئة هادئة.

 

مسجد يوكوهاما جامع

وهو المكان الوحيد للعبادة في مدينة يوكوهاما. وتم افتتاح هذا المسجد في اليابان في عام 2006 إلى جانب مرافق خدمات الصلاة اليومية. ويشارك المسجد أيضاً في أنشطة مجتمعية متنوعة مثل تعليم الأطفال، وبرامج خاصة بالمرأة، وكذلك يقوم بتنظيم بعض الفعاليات على فترات منتظمة. ويحتوي المسجد على غرف صلاة مختلفة للرجال والنساء ومطبخ كامل.

 

مسجد فوكوكا

وهو أول مسجد يتم بناؤه في جزيرة كيوشو في اليابان ويقع بالتحديد في فوكوكا. تم افتتاحه في عام 2009 لتلبية احتياجات حوالي 1000 عائلة مسلمة تعيش في المنطقة. وإلى جانب الصلاة والعبادة، يستقبل المسجد المناسبات الاجتماعية والدينية والثقافية المختلفة. ويحرص المسجد على إفادة الغير مسلمين المهتمين بالتعرف على تاريخ الإسلام وقوانينه. 

 

ويدير المسجد مركز النور للثقافة الإسلامية، ويتم تقديم دروس أسبوعية في اللغة العربية لمختلف الفئات العمرية، ودروساً في الطبخ مرة كل ثلاثة أشهر، وينظمون أيضاً ندوات ومحاضرات على فترات منتظمة.

 

الخلاصة:

على الرغم من وصول الإسلام حديثاً إلى اليابان، وبناء كثير من المساجد فيها، والعديد من المصليات داخل المراكز التجارية والمحطات. وعلى الرغم من انتشار الكتب الاسلامية والمحاضرات والدروس، إلا أن دين الإسلام مازال غير مفهوم جيداً وبعيد عن الشعب الياباني بشكل عام.

 

ولكن الذين يزورون المساجد، ويقرأون عن الدين الإسلامي في الكتب ويحضرون المحاضرات، والذين يسألون المسلمين عن الإسلام، فهم على الأقل سيفهمون الإسلام بشكل عام، وتدريجياً يعتنق الكثير منهم الإسلام. والجميل في الأمر أن عدد اليابانيين المهتمين والذين يرغبون في التعرف على الإسلام وثقافة العرب آخذ في ازدياد. 

 

ولاسيما أن لهم حرية اعتناق الديانات ولايوجد مخاوف أو ضغط في اليابان تتعلق بالدين. “كل شخص مسؤول عن حياته وعليه احترام قرارات غيره”. هذه هي طريقة تفكير المجتمع الياباني. وهذا يفسر تقدم انتشار الإسلام في اليابان، واعتناق اليابانيين له دون قلق كبير. وأيضاً هذا يفسر احترامهم للمسلمين وزيادة اهتمامهم في توفير الراحة لهم في جميع المجالات. 

 

في النهاية أشكر أصدقائي على التعاون في تزويد المقالة بصور حصرية وجميلة، وأتمنى أنها كانت مقالة مفيدة وممتعة، وأشكركم على القراءة حتى النهاية.

2 تعليقات
  1. محمد عبدالله يقول

    مهتم بالثقافة اليابانيه

    1. فاطمة يقول

      شكراً لك على اهتمامك بالثقافة اليابانية. نحن سنقوم دائماً بنشر مقالات ومعلومات عن الثقافة اليابانية وكل ما يتعلق باليابان. نتمنى لك الاستمتاع والاستفادة معنا.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط