ما هي مناسبات الربيع المشهورة في اليابان؟ نُقدم لكم أشهر المناسبات اليابانية في فصل الربيع الدافئ!

0

عندما تفكرون في ربيع اليابان، ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنكم؟ أعتقد أن الكثير سيقول أزهار الساكورا. وفعلاً هناك مناسبات تتعلق بالساكورا، ولكن هناك مناسبات أخرى كثيرة. فكما نرى في كل فصل من فصول السنة نجد مناسبات ومهرجانات مميز تحتفل بها اليابان في أجواء ممتعة تجذب الجميع. 

 

ولذلك قررنا هذه المرة تقديم أشهر المناسبات في اليابان التي تمتد من شهر “مارس حتى يونيو” وهي فترة الربيع، لنبدأ جولتنا في فصل الربيع الياباني!

 

مهرجان “هينا ماتسوري”

مهرجان “هينا ماتسوري” أو كما يُعرف باسم “احتفال الخوخ الموسمي”، وهو حدث يقام في يوم 3 مارس من كل عام. ويحتفل بهذا اليوم العائلات اليابانية ممن لديهم أطفال إناث، حيث يقومون بتزين المنزل بالدمى الجميلة متمنين الصحة للفتيات والنمو السليم لهن.  

 

ولكن لماذا 3 مارس؟ وفقاً لاعتقادات قديمة تأثرت بالفلسفة الصينية، كان يعتبر الرقم الفردي هو شيء جيد، حيث اعتاد اليابانيون في الماضي على تقديم القربان والصلاة في الأيام التي تتداخل فيها الأرقام الفردية من 1 و 3 و 5 و 7 و 9. وقد كان يُعتقد أن الحظ يصل ذروته عندما يكون رقم الشهر فردي مع نفس رقم اليوم الفردي، مثل 1 يناير، و3 مارس، و5 مايو، و7 يوليو، و9 سبتمبر. حيث تقام العديد من الطقوس المختلفة ويتم تحضير أطعمة خاصة في مناسبات هذه الأيام.

 

 

أما بالنسبة لأصل مهرجان “هينا ماتسوري”، فهناك العديد من النظريات حول أصله، ولكن النظرية السائدة هو أنه مشتق من مناسبة “جوشي نو سيكو” التي انتقلت من الصين إلى اليابان. حيث كان يتم صنع دمى من الورق أو القش على شكل إنسان ويستعملونها في طقوس التطهر من الذنوب برميها في النهر لتطفو فإذا غرقت الدمى أخذت معها الحظ السيء.

 

ومع مرور الوقت أصبحت هذه الدمى تزداد جمالاً حيث كان يتفنن الناس في صناعتها، فأصبح يتم عرضها في المنزل بدلاً من رميها في النهر. ويعود السبب في تمني أن تكبر الفتيات بصحة وسلام هو أن “هينا أسوبي” والتي تعني “اللعب بالدمى” قد كانت شائعة بين الأرستقراطيين، وهي في الأدب الكلاسيكي أكثر ثقافة للفتيات من الأولاد. فأصبح بعدها يتم استعمال هذه الدمى في مهرجان هينا أو كما يطلق عليه “مهرجان الخوخ الموسمي”.

 

ويعود السبب في إطلاق اسم “مهرجان الخوخ الموسمي” هذا لأن الخوخ تتفتح أزهاره في أوائل شهر مارس في التقويم القمري، كما أن هناك اعتقاد بأن الخوخ لديه قوة روحية لطرد الأرواح الشريرة. فيتم استعمال أزهاره للزينة في مهرجان هينا أو مهرجان الخوخ الموسمي. وهكذا أصبح مهرجاناً تقليدياً يعبر عن الربيع

 

 

أما بالنسبة لطرق الاحتفال، أهم ما يميز هذا المهرجان هو دمى “هينا” وهي دمى مصنوعة بدقة ومهارة عالية تحاكي ملابس الأباطرة والارستقراطيين في اليابان. وعادةً تقوم العائلات التي لديها أطفال بنات بوضع هذه الدمى للزينة قبل أيام من المهرجان، وبمجرد انتهاء المهرجان يتم إرجاع الدمى فوراً لتمني الزواج السريع للبنات.

 

وعادةً يوجد زوجين من الدمى بلباس نبلاء رفيعي المستوى، وتسمى دمية الزوج “أو دايري ساما” أما دمية الزوجة تسمى “أو هينا ساما”. وهناك من يضع بجانبهما 3 دميات خادمات يطلق عليهن “سن نين كانغو” و5 دميات أخريات لعازفي الموسيقى “غو نين باياشي”. ويتم وضعهم جميعهم على مجسم مثل الدرج مفروش بغطاء أحمر، ويطلق على هذه الزينة كلها “هينا كازاري”.

 

 ويعود أصل هذه العادة إلى تقليد داخل البلاط الإمبراطوري في كيوتو حيث كان يتم وضع الدمى للزينة، وقد انتشر بين عامة الشعب بالتدريج حتى انتشر في جميع أنحاء اليابان في القرن الثامن عشر.

 

 

ومن الشائع الاحتفال بتناول طبق “تشيراشي زوشي” وحساء البطلينوس. حيث يتم صنع تشيراشي زوشي عن طريق خلط الأرز مع جميع مكونات السوشي في طبق واحد. ويتم تناول هذا الطبق الغير منظم رغبةً في ألا تكون هناك مشاكل مستقبلية في الطعام الذي يتم تناوله.

 

أما حساء البطلينوس، فهو يعبر عن الرغبة في أن يعيش الشخص مع شريك الحياة المناسب، تماماً مثل صدفة الحساء التي تجعله لذيذ. وهناك أطعمة أخرى مثل الموتشي، وحلوى الثلاثية الألوان والخ. ويقوم الكثير من الناس بإعداد هذه الأطعمة ويجتمعون مع عائلتهم  للاستمتاع ولتمني السعادة والصحة للفتيات.

 

تشيراشي زوشي

 

“أوهانامي” مشاهدة أزهار الساكورا

أوهانامي وهو حدث يعني “مشاهدة أزهار الساكورا”، ويبدأ عندما تبدأ أزهار الساكورا بالتفتح في اليابان لتكسو بلونها الزاهي المدن والحدائق معلنةً بدأ موسم “أوهانامي”. حيث يجتمع الأصدقاء والعائلات وحتى زملاء العمل في الحدائق وحول الأنهار، لتناول الأطعمة والحلويات اللذيذة أثناء الاستمتاع بمشاهدة أزهار الساكورا بلونها الوردي والأبيض مع السماء الصافية والجو النقي.

 

وعادةً يبدأ موسم تفتح أزهار الساكورا في بداية شهر مارس لتستمر مرحلة التفتح حتى بداية شهر أبريل. وهناك أوقات يبدأ فيها تفتح أزهار الساكورا في وقت مبكر في شهر فبراير، فبمجرد بدء تفتح الساكورا يتم الإعلان عن بدأ الربيع في اليابان ويصبح الطقس أدفى من قبل بالتدريج. وقد أصبح الإعلان عن تفتح أزهار الساكورا خبراً شيقاً يتشوق له الجميع في اليابان بفارغ الصبر ليستمتعوا بـ”أوهانامي”.

 

 

لنتتبع تاريخ بداية حدث “أوهانامي”، يُقال أن الأرستقراطيين في بداية فترة نارا (710 -794 ) كانوا يستمتعون بمشاهدة أزهار المشمش والتي تم تقديمها في الأصل من الصين. ولكن في فترة هييان (794-1185) بدأ الناس بنقل أزهار الساكورا البرية إلى العاصمة للاستمتاع بمشاهدة تفتحها وازهارها. وتدريجياً بدأ العديد من النبلاء بإقامة الحفلات والولائم في موسم تفتح الساكورا. ووفقاً لـ سجلات “نيهون شوكي”، فإن أصل مشاهدة أزهار الساكورا بدأ بالوليمة التي أقامها الإمبراطور ساغا حول الساكورا.

 

وقد انتشرت هذه العادة بسرعة بين أمراء الحرب وطبقة الساموراي. ومن أشهر الأماكن التي زارها أمير الحرب تويوتومي هيديوشي وأقيم فيها حدث “أوهانامي” هي “يوشينو هانامي” و”دايغوجي نو هانامي”. سنتعرف عليهم تالياً:

 

“يوشينو هانامي” وهو حدث لمشاهدة أزهار الساكورا في جبل يوشينو الذي يقع وسط محافظة نارا. حيث حضر هذا الحدث حوالي 5000 شخص، بما في ذلك أمراء الحرب المشهورين مثل “توكوغاوا إياسو”، “وتوشي مايدا”، و”ديت ماساموني”. وهو الآن مكان مشهور كموقع مسجل ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، حيث يغطيه حوالي 30.000 شجرة من أصناف الساكورا المتنوعة لتكسوه في فصل الربيع بمنظر خيالي وجميل.

 

أما في موقع “دايغوجي نو هانامي” وهو يعني مشاهدة أزهار الساكورا حول معبد دايغوجي، تم زرع 700 شجرة ساكورا حوله ليصبح مكان مشهور لمشاهدة تفتح أزهار الساكورا، كما أقيم فيه حفل شاي وقصائد مذهلة.

 

 

أما بالنسبة لطرق الاحتفال، عادةً يقوم اليابانيون بتحديد الأماكن التي يرغبون بزيارتها سواء حول الأنهار، أو حدائق أو حول الجبال وغيرها من أماكن. فيجتمعون مع عائلاتهم وأقاربهم، أو أصداقائهم، أو أحبائهم، أو حتى زملاء العمل وهي عادة مشهورة في اليابان. فيتم توزيع مهام جلب الطعام والأوبينتو “علبة الطعام” على كل شخص، ليذهبوا مبكراً ويحجزوا مكان مناسب قبل توافد الزوار، وذلك لأن موسم مشاهدة أزهار الساكورا أصبح منذ القدم مثل عادة يتشوق لها الجميع. 

 

وفي كثير من الأحيان، يستمتع اليابانيون بتناول فول الصويا الأخضر، والدجاج المقلي، والسوشي، وكرات الأرز “الأونيغيري”، وكما يقومون بحفلات شواء اللحم، وأيضاً يعد الشاي الأخضر أو المشروبات جزء مهم في هذا الحدث. 

 

ومن أشهر الحلويات التي تؤكل في هذه الفترة هي “هانامي دانغو” وهي كرات من هريس الأرز الدبق يتم تحضيرها بغليها في المياه، وهي تتكون من 3 كرات بلون مختلف “وردي وأبيض وأخضر” مغروسة في عود رقيق.

 

 

وبالتأكيد يحب الكثير من اليابانيين والسياح القيام بالرحلات السياحية في هذه الفترة، للاستمتاع بجمال الساكورا. ومن أجمل الأنشطة التي يمكن القيام بها هو ركوب القارب في الأنهار التي تتفتح على ضفافها أشجار الساكورا.

 

 

مراسم الدخول

 

يُعد شهر أبريل هو الوقت المناسب للبدايات الجديدة في اليابان، حيث يقام فيه الكثير من مراسم الدخول في مجالات متعددة، ومن أشهرها بداية العام الدراسي الجديد للطلاب، وبداية دوام الموظفين الجدد. ومن مظاهر فترة مراسم دخول الطلبة هو امتلاء الطرقات في اليابان بالطلاب الذين يحملون حقائب مدرسية لامعة مرتدين الزي المدرسي الفضفاض الجديد. والابتسامة على وجوههم متحمسين لبداية جديدة خاصةً طلاب الابتدائي الذين سيدخلون المدرسة لأول مرة.

 

ولا يبدو أن هناك شكل محدد للاحتفال بمراسم الدخول في بداية العام الدراسي، ولكن يميل معظمها لأن تكون موحدة إلى حد ما من رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية. حيث يقف مدير المدرسة في المقدمة ليقوم بتحية الطلبة ويلقي كلمة قصيرة ويرحب بالجميع ويشجعهم. ثم يتم النداء على كل واحد من الطلاب الجدد خاصةً في المدارس الابتدائية، فيرد الجميع بكل حماس وفرحة بـ”نعم”.

 

 

 ثم يبدأ النشيد الوطني وأغنية المدرسة، وعادةً يقوم الطلاب الكبار “الغير جدد” بالقاء كلمة الترحيب وتوجيه الطلبة الجدد. ثم يذهب الطلبة الجدد إلى فصولهم الأساسية، ليقابلوا مدرسيهم ليتعرفوا عليهم. وهنا حسب المرحلة الدراسية والمدرسة يتم التقاط الصور التذكارية للطلاب، ثم يذهب الجميع خاصةً في المدارس الابتدائية للاحتفال وتناول الطعام كأسرة كبيرة واحدة.

 

 

وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك ظاهرة ذهاب الأهل مع الطلاب لحضور مراسم الدخول سواء في المدرسة أو الجامعة. فعادةً تقتصر مراسم دخول المدارس والجامعات على الطلبة فقط، ولكن رحبت الكثير من المدارس والجامعات بهذا الاسلوب الجديد.

 

 ومع ذلك يحتاج هذا الأسلوب الجديد بطبيعة الحال لترتيبات خاصة يتم دراستها وإعدادها مسبقاً، حيث يتم تفريغ مساحة للأهل في قاعة خاصة، أو خلف الطلاب في قاعة كبيرة وهذا حسب المدرسة والجامعة. في النهاية هذا الأسلوب يسعد الأهالي والطلاب ليشاركوا فرحتهم مع عائلتهم.

 

 

وبالتأكيد لاننسى فقرة الصور التذكارية، حيث يتم التقاط صور تذكارية لطلاب الجامعة والمدارس لوحدهم ومع أهلهم وأيضاً مع معلميهم، وتكون أزهار الساكورا الجميلة هي الخلفية الأساسية في معظم الصور لتمني سنة دراسية جديدة وسعيدة.

 

 

وبعد الاحتفال بمراسم دخول المدرسة، يأتي مراسم دخول الموظفين الجدد للشركات. وهذه المراسم تكون رسمية للغاية وأجوائها مشحونة بالحماس والجد، حيث يقوم الموظفون الجدد بالتعهد بالولاء للشركة ويستمعون لكلمة طويلة من قبل رئيس للشركة. ومع ذلك نوع الاحتفال بمراسم الدخول وشدة رسميته يختلف من شركة لأخرى فهناك مراسم تكون ممتعة أكثر.

 

كما ترحب بعض الشركات بمشاركة الوالدين في مراسم دخول أبنائهم للشركات، وهناك شركات تقوم بأنشطة لفعاليات يستمتع فيها الوالدين بعد مراسم الدخول مع ابنائهم. وبالتأكيد فقرة الصور التذكارية مهمة في مراسم دخول العمل أيضاً، حيث يلتقط الزملاء مع بعضهم البعض صور كثيرة ومنها مع خلفية الساكورا لبداية مشرقة وعمل مزدهر.

 

 

يوم الطفل

في الخامس من مايو كان يتم الاحتفال بمهرجان “تانغو نو سيكّو” لنمو الأولاد في اليابان. ولكن في عام 1948 تم تغيير يوم العطلة لتصبح “يوم الطفل” فقط، وذلك عندما تم سن قوانين العطلات وتعديلها لتصبح عطلة يتم فيها الاحتفال بنمو الأطفال جميعاً وليس فقط الأولاد. وأيضاً نص قانون العطلة على تقدير شخصية الأطفال وإسعادهم وشكر الأمهات على جهدهم والعناية بهم. 

 

 

في البداية لنتعرف أكثر على مهرجان “تانغو نو سيكّو”، هو من أهم خمسة مهرجانات موسمية في اليابان. ففي فترة نارا (710 -794) وصلت إلى اليابان عادة صينية في طرد الأرواح الشريرة، وذلك عن طريق تعليق نباتات طبية تُدعى “القصب العطري” و”الشيح الياباني” على أبواب المنزل، وأيضاً يغمرها في حوض الاستحمام في شهر مايو. 

 

حيث كان يعتبر شهر مايو شهر يجلب الحظ السيء وغير محبوب، وذلك لأن موسم الأمطار الذي يبدأ في بعض المناطق في بداية شهر مايو وفي مناطق أخرى في نهاية شهر مايو وبداية يونيو، كان يجلب الأمراض والكوارث للحقول والمنازل. فكان يتم استعمال تلك الأعشاب الطبية لدرء الشر والشياطين في الأيام الأولى من شهر مايو.

 

كما أن زراعة شتلات الأرز عادةً تبدأ في شهر مايو، فأصبح اليابانيون يتمنون محصولاً وفيراً دون فساده من الأمطار في مهرجان “تانغو”. وأيضاً عند النظر في لفظ كلمة نبتة “القصب العطري” في اللغة اليابانية فهو “شوبو” وهذا اللفظ هو نفس نطق كلمة “تنافس” في اللغة اليابانية، كما أنه نفس لفظ كلمة “احترام روح البوشيدو” ولكن مقاطع الكانجي مختلفة. 

 

وبهذا نجد أن هذا المهرجان أصبح  في فترة كاماكورا (1185-1333) حدث يتمنى فيه اليابانيون في منازل الساموراي بنمو الأولاد بسلام. وبعدها أصبح عطلة رسمية ليتحول إلى يوم الطفل كما وضحت مسبقاً.

 

دمية الساموراي

 

أما بالنسبة لمظاهر وفعاليات الاحتفال، فعادةً يقوم الناس بتزين المنازل بزينة تقليدية، وهي كالتالي: أدوات الساموراي مثل الدروع والخوذ والسيوف، وأيضاً يمكن تركيب هذه الأدوات لصنع هيكل الساموراي ليصبح كالدمية. وكما يتم استعمال دمى الساموراي التي تلبس الدروع التقليدية. 

 

وهذه العادة ترجع إلى مجتمع الساموراي في فترة كاماكورا. ويُطلق على هذه الدمى اسم بـ”دمى شهر مايو”، حيث يتم وضعها في الزاوية أو على الرف في الغرفة رغبةً في حماية الأطفال من كل شر مثل الحوادث أو الأمراض، لينمو بسلام كالساموراي.

 

وفي خارج المنزل، يستعمل الناس رايات “كوينوبوري”، وهي رايات على شكل سمك الشبوط للزينة حول المنازل وفي الطرقات. حيث يمثل سمك الشبوط الرغبة في تقدم الأطفال في العمل والدراسة، وذلك وفقاً إلى روايات متوارثة عن الصين تحكي أن سمك الشبوط يمكنه صعود الشلال الشديد، فيمر من أبواب النجاح، ليصعد إلى السماء ليصبح تنين.

 

 

وبالتأكيد هناك حلويات مشهورة في يوم الطفل، وهي حلوى “تشيماكي”، عبارة عن كعك الأرز الدبق ملفوفة بورق الخيزران ومثبتة بالخيط. وهذه الحلوى تعبر عن الرغبة في طرد الأمور السيئة كالكوراث. أما حلوى “كاشيوا موتشي” هي عبارة عن كعك الأرز محشوة بعجينة “أنكو” هريس الفاصوليا الحمراء الحلوة، ومغلفة بورق سنديان الأخضر، وهو يعبر عن الرغبة في ازدهار الأحفاد.

 

 

كما يقوم الكثير بجعل أطفالهم يستحمون في حوض مياه ساخن مع نبتة “القصب العطري” بداخله، ويمكن للأهل أيضاً الاستحمام فيه. وهي عادة تقليدية كما شرحت سابقاً، يتمنون بها قضاء الصيف الحار والرطب بصحة جيدة . ويقال أن لهذه النبتة تأثير مهدئ ويعزز الدورة الدموية، ولها تأثير في منع تصلب الكتفين وآلام الظهر.

 

 

وبالنسبة لزينة رايات سمك الشبوط في خارج المنزل، تقوم الكثير من المدن بفعاليات تزيين رايات الشبوط في المتنزهات والحدائق وحول ضفاف الأنهار. ويستطيع أن يشارك في هذه الفعاليات السياح والزوار الأجانب. حيث يتم استعمال عدد كبير من رايات الشبوط قد يبلغ عددها المئات والآلاف. وهناك أيضاً أحجام منها قد تصل طولها عشرات الأمتار، ليصبح المشهد وكأن سمك الشبوط خرج من النهر فعلاً ليطير في السماء بحيوية في مشهد يستحق المشاهدة مع الأطفال.

 

 

يوم الأم ويوم الأب

يُطلق على يوم الأم في اللغة اليابانية “هاها نو هي” وهو يوم للتعبير عن الامتنان لجهد الأم في رعاية الأسرة والعمل، ولتقديرها وإسعادها بشيء مختلف عن العادة. وفي اليابان يتم الاحتفال بيوم الأم في الأحد الثاني من شهر مايو، ولذلك يختلف تاريخ يوم الأم في اليابان من عام لآخر. 

 

ولكن قبل الانتقال لطرق الاحتفال، لنتعرف على أصل يوم الأم! هناك نظريات متعددة ولكن أشهرها يعود إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، وذلك عندما أقامت امرأة تدعى آن جارفيس بتكريم والدتها الراحلة في كنيسة ميثودية في فيرجينيا الغربية. وفي عام 1912م تم تأسيس جمعية يوم الأم الدولية للترويج لهذه العطلة عالمياً.

 

وفي اليابان، يعود تاريخ تقليد يوم الأم إلى عام 1931. حيث تم رسمياً اعتباره يوماً وطنياً في الأحد الثاني من شهر مايو.

 

وفي هذا اليوم المميز، يتم تشجيع الأطفال الصغار على معاملة أمهاتهم مثل الملكات وأداء الأعمال المنزلية نيابةً عنهن. وكما يتم عرض رسومات الأطفال المقدمة لأمهاتهم في الكثير من المتاجر والمحلات. حيث يذهب العديد من الأمهات والعائلات لمشاهدة رسومات أطفالهم المعروضة والتقاط الصور لها.

 

وكما يتم إرسال البطاقات والرسائل البريدية إلى الأمهات اللواتي يعشن بعيداً أو يتم زيارتهن مع الهدايا لإسعادهن في هذه العطلة. وعادةً يتم تقديم أزهار الكرنفال كهدية تقليدية، وغيرها من هدايا متنوعة يتم اختيارها حسب مايراه الشخص مناسب ويسعد الأم، مثل الشوكولاتة، والإكسسوارات، والملابس، وغيرها.

 

 

أما بالنسبة ليوم الأب، يُطلق عليه في اللغة اليابانية “تشيتشي نو هي”. وفي هذا اليوم يتم تقدير الأب على جهده وعمله، بإسعاد بشيء مختلف عن العادة. ويتم الاحتفال بيوم الأب في اليابان يوم الأحد الثالث من شهر يونيو.

 

وفي هذا اليوم المميز، يقوم الأطفال والأبناء بإظهار امتنانهم في اليابان لآبائهم من خلال تقديم الهدايا. وتميل الهدايا إلى أن تكون ذات صلة بالطعام أو الكحول، فمن أشهر وأفخر هدايا الطعام هي شرائح اللحم اليابانية ذات الجودة العالية “لحم واغيو”، والمشروبات الكحولية التقليدية مثل الساكي حيث يزداد الطلب عليه في يوم الأب. 

 

كما تتعاون الأسرة في صنع وجبة عائلية لذيذة يحبها الأب، أو الخروج معه إلى المطعم لتناول الطعام. ومازال هناك الكثير من خيارات الهدايا التي يميل الأطفال خاصةً لاختيارها مثل رسائل الشكر الملونة، والرسومات، وأشكال أوريغامي “الورق المقوى” الذي يتفنن الأطفال في صنعه، والأزهار والخ.

 

 

الخلاصة:

تعرفنا في هذه المقالة على أشهر مناسبات ومهرجانات الربيع في اليابان. والجميل في الأمر أن اليابانيون يحتفلون بشكل واضح بهذه المناسبات الجميلة، فإذا زرتم اليابان في أوقات هذه المناسبات ستجدون الزينة حول البيوت وفي المطاعم، حتى أنكم قد تجدون حلويات وأطعمة تناسب أجواء هذه المناسبات. وبالتأكيد لاننسى العروض والحفلات وهذا كله يجعل من المناسبات والمهرجانات في اليابان مميزة ولها طابع خاص. 

أتمنى أن المقالة كانت ممتعة ومفيدة، وأشكركم على القراءة!

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط