مرحباً بكم، أنا كاتب ياباني اسمي “ماشا” أقدم لكم تعريف عن نفسي!

0

مرحباً بكم، أشكركم على زيارة الموقع لقراءة مقالتي! أنا اسمي ماشا، ياباني وأعيش في اليابان، ولكن أحب الدين الإسلامي والعالم العربي وتاريخه وثقافته. وفي هذه المقالة، أود أن أكتب عن سبب امتلاك شاب ياباني مثلي، فضول قوي عن العالم العربي والعرب وعن تاريخهم وثقافتهم المميزة!

هذه المقالة عبارة عن تحية ومقدمة ذاتية لي ككاتب، لذا أتطلع إلى بداية جميلة معكم!

 

بدايتي الأولى مع التاريخ العربي والدول العربية:

 

البداية كانت عبارة عن كتاب واحد، من خلاله تعرفت على أول دولة عربية وهي مصر. فعندما كنت طفلاً اشترى لي والدي في عيد ميلادي كتاباً يتحدث عن تاريخ مصر وعن الحياة القديمة فيها. ومن خلال قراءة هذا الكتاب، تعلمت أيضاً متعة وقيمة التاريخ.

 

فالكتب المدرسية لم تكن ملهمة أبداً بالنسبة لي، وهذا الكتاب الذي أهداني إياه والدي لم يكن يدور حول الأرقام والأحداث فقط، بل كان يدور حول كيف كان أهل مصر القديمة يعيشون حياتهم، وكيف كانوا يفكرون، وماذا كانوا يأكلون، وما الذي كانوا يعتزون به؟ يمكن القول أن الكتاب كان مكتوب حرفياً كتجربة شخصية.

 

وبفضل الأشخاص الذين بنوا الحضارات منذ آلاف السنين بكل قوتهم وحكمتهم، وبفضل السجلات التي تركوها للأجيال القادمة، بدأ عندي “الفضول” الذي كنت أعتز به أكثر من أي شيء عندما كنت فتى صغير.

 

رحلتي الأولى إلى مصر وصحرائها:

مع التقدم في العمر، قد نتلقى صواعق قوية تدفع شعور الإثارة إلى الزاوية كصندوق الألعاب المنسي. وفي هذا المجتمع الحديث، حيث الانشغال والصرامة، في بيئة ضيقة وسعيدة لم أعد فتى صغير كالسابق. 

 

قضيتُ أيامي كما هي، بدون ضحكٍ من القلب أو غضب. ولكن كنتُ محظوظ بشيء واحد فقط وهو أنني ما زلت أملك ذلك الكتاب الذي أثار الفضول في أعماق قلبي، ذلك الكتاب المهترئ المغطى بالغبار، رفعته عن الرف مجدداً!

 

لنذهب إلى مصر!

 

“مصر” هذه الكلمة القصيرة المكونة من بضعة أحرف خطرت في بالي فوراً! لقد كانت أول رحلة خارجية لي من بعد ولادتي في هذا العالم. كانت الإثارة في ذلك الوقت هي بالضبط نفسها التي شعرت بها عندما كنت فتى صغير. وبالتأكيد أخذت ذلك الكتاب، كتاب الذكريات العزيزة معي وزرتُ مصر الجميلة.

 


المشكلة هو أنني إذا كتبت كل شيء رأيته وشعرت به بالترتيب، فستصبح المقالة طويلة مثل القاموس السميك. لا أريد أن أثقل كاهل الكاتبة فاطمة التي ستُترجم هذه المقالة، لذا سأقوم بتدوين النقاط المهمة.

 

أكثر ما أثار إعجابي في مصر هو المشي على قدمي في الصحراء، التي لم أراها من قبل إلا في الصور ومقاطع الفيديو.

وعند الحديث عن الصحاري في اليابان، فإن الوجهة السياحية التي تسمى “كثبان توتوري الرملية” في محافظة توتوري تحظى بشهرة كبيرة ولكنها ليست صحراء حقيقية!

 

 

ولكن تُعد كثبان توتوري الرملية وجهة سياحية جميلة جداً حيث يمكنكم ركوب الجمل أثناء التأمل في بحر اليابان. خاصةً في المساء حين ينعكس غروب الشمس الدافئ على مياه البحر ليتلألئ مثل الجوهرة.

 

 

على أية حال، إن الفرحة والفخر بتجربة الذهاب إلى الصحراء على أرض الواقع بجسدي هذا، جعلتني أبتسم بشكل طبيعي من كل قلبي. 

هذه هي أهرامات الجيزة الثلاثة الرئيسية التي سترونها في الصحراء.

 


ولكن أكثر ما أدهشني هو هرم الملك خوفو. لماذا ياترى تقرر بناء مثل هذا الهرم الضخم وتم إكماله؟ تمكنت أيضاً من رؤية معرض سفينة الملك خوفو المفضلة لدي، وبالتأكيد رأيتُ أبو الهول.

 

إن قوة الحضارة القديمة التي كانت حتى وقت سفري إلى مصر سوى رسالة في كتاب، شعرت بها أخيراً بالاقتراب منها واقعياً.

 

بالمناسبة، الفرعون المفضل لدي هو توت عنخ آمون، وأنا احترمه ليس بسبب قناعه الذهبي فحسب، بل لأنه كان ملك جيد في صغره.

 

وفي الفندق الذي كنت أقيم فيه في مصر، كان هناك أشخاص أجانب من بلدان مختلفة وأنا منهم ياباني. ولذلك كوني خارج اليابان جعلني أشعر بالانتعاش عندما أصبحت أجنبياً مثلهم. لأكون صريحاً أنا لست جيد في اللغات، ولكنني حاولت التواصل قدر الإمكان، وقد تحدث معي العديد من الأشخاص.

 

وعلى الرغم من أنني كنت أعلم أنني ياباني أعيش في اليابان، إلا أنني لم أكن أعلم أي شيء عن العرق أو الأمة الأصلية. ولذلك هنا في عالمي الأول سأقوم بالتعرف على تعقيدات العالم وعلى رأسه العرب! فكل بلد ودين مرتبطان بشكل معقد، وهذا يثير فضولي دائماً.

 

فعندما عدت من مصر إلى اليابان، قررت ما يجب عليّ القيام به، حيث رغبتُ أن يكون لدي فهم أعمق للعرب والإسلام، وليس فقط مصر القديمة.

 

ملخص:

خلال تلك الفترة الطويلة بعد عودتي إلى اليابان، تغير الوضع في العالم من جذوره. وفي الوقت الحالي، أصبح السفر إلى الخارج أمراً صعباً، ولذلك قمتُ بإنشاء حساب على إنستغرام وبدأتُ بالتفاعل مع العرب. وقد كان هذا هو التصرف الصحيح فعلاً! فالأن لدي علاقة جميلة، كما يمكنني كتابة مقالة للعرب كما أفعل الآن. إن الفضول حول تاريخ وثقافة العرب المثير للاهتمام، قد أثرى حياتي بالفعل!

 

بعد أن تهدئ أزمة كورونا، آمل أن يكون بين العرب واليابان تبادل وتفاهم أعمق يجلب السعادة وعلى رأسها “الفضول” لحياة شخص ما في اليابان أو في العالم العربي ليثري حياته مثلي.

 

وإذا كانت مقالتي قد ساهمت ولو قليلاً في تحقيق هذا الهدف فسأكون سعيد بذلك، وهنا سأنتهي من الكتابة، وشكراً لكم على القراءة حتى النهاية!

في المرة القادمة، أود أن أكتب عن تاريخ السوشي في اليابان، لذا أتمنى منكم قراءة المقالة في ذلك الوقت!

أراكم مجدداً!

 

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط