نقدم لكم عشرة من أشهر الخرافات اليابانية القديمة التي تشير إلى الحظ السيء!

0

هناك العديد من الخرافات القديمة التي تم توارثها حتى يومنا هذا في اليابان. وعلى الرغم من افتقارها إلى الأسس العلمية، فهي تعد جزء من الثقافة اليابانية اليوم وتم دمجها في الحياة اليومية على مدار تاريخ توارثها. حيث يمكن القول أنها تعبر عن حكمة الأجداد في الماضي، الذين حاولوا التنبؤ بالمستقبل من خلال التعلم من الأخطاء والظواهر غير العادية.

 

وفي هذه المقالة، سأقدم لكم بعض من الخرافات اليابانية المشهورة، والتي تم تداولها عبر التاريخ العريق. حتى وإن كنتم لاتؤمنون بالخرافات، فإن معرفة أصل التقاليد اليابانية سيزيد من تعمقكم في الثقافة والتاريخ الياباني، وربما قد تجدوا ارتباط غامض في بعض هذه الأساطير بحياة الناس؟ إذاً لنبدأ جولتنا في عالم الخرافات اليابانية!

 

إذا قصصت أظافرك في الليل، فلن تستطيع حضور جنازة والديك

أظافر الليل، وهي خرافة تعني أن من يقوم بقص أظافره ليلاً، سيموت مبكراً. أي أنه سيموت قبل والديه. بمعنى آخر قص أظافر الليل سيعمل على “تقصير العمر”.

 

وأيضاً في الماضي، لم تكن معدات الإضاءة تُستعمل على نطاق واسع، وكان من الخطير للغاية حمل سكين وقطع الأظافر في الظلام ليلاً، فقد يتم جرح أو قطع الأصبع وهذا قد يؤدي إلى الوفاة إن لم يكن هناك رعاية سريعة.

 

 

النوم بالجوارب يجلب سوء الحظ

وهذا السبب يأتي من التقليد في تغطية أقدام الميت بالغطاء الأبيض. فالموتى هم من ينامون بالجوارب، وإذا قام الشخص بتقليدهم بارتداء الجوارب أثناء النوم، فإنه يعجل من موته. ولذلك تُستعمل هذه الخرافة لتشير إلى أن الشخص لن يعيش طويلاً إذا نام بالجوارب.

 

ويقال أيضاً أن النوم بالجوارب لتحسين حرارة القدم بسبب البرودة، قد يسبب ضعف الدورة الدموية ويسبب ضغطاً على الجسم.

 

 

التقاط الصور قد تسحب روحك معها

وصل التصوير الفوتوغرافي لأول مرة إلى اليابان في أواخر فترة حكم توكوغاوا، وفي ذلك الوقت كانت آلية التصوير غير مفهومة للناس وتبدو مخيفة. هذا إلى جانب وجود خرافة قديمة تقول أنه من السهل على الروح أن تدخل إلى كل شيء يشبه الإنسان.

 

فكان يُعتقد أن الكاميرا ذات الشكل الصندوقي تمتص روح الإنسان معها، فإلى جانب شكلها المريب، فإن الصورة التي تلتقطها يوجد بداخلها الشخص “شخصية بلا روح”. وكما يقال أن الكاميرا القديمة في الماضي كانت تستغرق وقتاً طويلاً في التصوير، وعند الانتهاء يكون الشخص منهكاً فيُعتقد أن روحه قد خرجت. ولذلك كانت تعتبر شيء يجلب الحظ السيء.

 

 

إذا حدثت الحازوقة 100 مرة، سوف تموت

في الماضي لم يكن التعليم منتشراً ولم يكن بالإمكان الحساب، ولذلك فإن الرقم 100 يعني عدداً لا يحصى. وأيضاً نلاحظ أنه في الماضي لم تكن الرعاية الطبية متطورة بشكل جيد، وكانت أسباب الوفاة غير واضحة في كثير من الأحيان، فكان يُنظر إلى ظاهرة “الحازوقة” على أنها شيء مخيف غامض وغير مفهوم.

 

وكان كثير من الناس في الماضي تعتبر الحازوقة علامة على وجود أو سيحصل مرض مُميت. ولذلك كانت الحازوقة ظاهرة مُقلقة.

 

 

لا تشرب الشاي في المساء

من المعروف أن اليابان مشهورة بالشاي الأخضر منذ القدم، ولكن هناك خرافة تقول “لا تشرب الشاي في المساء”. حيث قيل أن الشاي الأخضر الذي يفترض أن يكون مفيد للجسم قد يصبح ساماً بين عشية وضحاها للأسباب التالية.

 

أولاً: في كل مرة يتم فيها تحضير الشاي، تتدفق مادة الكاتشين من أوراق الشاي، وهي مادة لها مفعول مبيد للجراثيم، وستتحلل أوراق الشاي التي تحتوي على البروتين.

 

ومع مرور الوقت سيتأكسد الكاتشين ويتحول إلى مادة التانين، وهي مكون يحفز الجهاز الهضمي وتسبب ضرراً للجسم. ويُقال أن الشاي قابل للتلف وقد يسبب تسمماً غذائياً، لأن طرق التخزين الصحيحة في الماضي لم تكن معروفة جيداً.

 

 

عندما تضرب الوعاء، ستتجمع الشياطين الجائعة

الشياطين الجائعة هي شخصيات ارتكبت معاصي في حياتها وسقطت في طريق الجوع، ولذلك هذه الشياطين تعاني من الجوع والعطش بشكل دائم. وإذا وجدت الفرصة مثل ضرب أو طرق الوعاء من قبل الإنسان، فإنها سوف تتشبث به وتأكل طعام المنزل كله. ولذلك يُعتقد أن المنزل الذي تتشبث به هذه الشياطين، سوف ينفذ منه الطعام وتملأه التعاسة.

 

ولقد انتشرت هذه الخرافة على نطاق واسع في جميع أنحاء اليابان خاصةً بين الأطفال، كطريقة لتصحيح السلوك أثناء تناول الطعام. وذلك عن طريق إخافة الأطفال بقول “إذا ضربتم الوعاء سوف تتجمع الشياطين الجائعة” وبهذا سيتناولون الطعام بهدوء دون “ضرب” أو طرق الوعاء بقوة.

 

 

إن تجفيف الغسيل في الليل يجلب الحظ السيء

يوجد في اليابان خرافة تقول أن روح المتوفي تسكن في الكيمونو الخاص به، وقد كان من المعتاد تجفيف كيمونو الموتى في الليل. ولذلك إن القيام بغسل الملابس وتجفيفها في الليل يذكر الناس بكيمونو الموتى وهذا يشعرهم بعدم الارتياح. هذا إلى جانب الاعتقاد أن طاقة الظل قوية في الليل، حيث يمتص الغسيل المجفف هذه الطاقة السوداء ليلاً، وارتداء هذه الملابس قد يجلب الحظ السيء. 

 

 

رقم 4 “الموت” ورقم 9 “المرارة” هي أرقام تجلب الحظ السيء

في اليابان يرتبط رقم 4 بـ “الموت” ورقم 9 بـ “المرارة”، لذلك قيل إنها أرقام تجلب الحظ بالسوء. أو كما يقال عنها “أرقام تنذر بالشؤم”. وذلك لأنه في اللغة اليابانية رقم 4 يتم نطقه في بعض الأحيان بلفظ “شي” وهو مماثل للفظ كلمة موت “شي”.  

 

ولهذا السبب يتم تجنب الرقم 4 في كثير من الأحيان في غرف الفنادق وأرقام الاختبارات وغرف المستشفيات والخ. أما رقم 9 يتم لفظه أحياناً “كو” وهو نفس لفظ كلمة معاناة أو حزن “كو” أي أنه يدل على المرارة. ولذلك يقال أيضاً أنه يفضل تجنب اختيار مشط “كوشي” كهدية، لأنه يملك نفس لفظ “كو”.

 

كما نرى لا تقتصر هذه الخرافات على الأرقام في اليابان فقط، ولكن هناك أرقام يتم تجنبها في الخارج. حتى في كوريا الجنوبية، يميل الرقم 4 إلى أن يكون مكروهاً لأنه يشبه نطق الموت أيضاً.

 

 

التقاط زنبق العنكبوت الحمراء، يؤدي إلى الموت

عندما أصبح الدفن شائعاً في اليابان، تم زرع العديد من زنابق العنكبوت الحمراء والتي تعرف باسم “هيجانبانا” السامة حول المقابر، بغرض إبادة الفئران والجرذان التي تدمر القبر. ويقال إذا تم التقاط أحد زنابق العنكبوت الحمراء دون قصد، فستقوم الحيوانات بتدمير القبر والحفر حتى تصل للميت. وهذا ينذر بالشؤوم لما تقوله الخرافة “قطف هيجانبنانا يؤدي للموت”.

 

كما تقول خرافات أخرى، أن زنبق العنكبوت الحمراء أصبح لونها أحمر، لأنها امتصت دماء الجثث مثل المتوفين في القبور، والمقتولين في المعارك والخ. ولذلك يفضل عدم استعمالها في الهدايا، حتى وإن كانت الناس لاتؤمن بالخرافات ولكن يبقى معناها “الموت” له تأثير قوي.

 

 

تهرب السعادة عندما تتنهد

يقصد بالتنهد هنا هو زفير المشاعر السيئة التي تراكمت في الجسم، مثل التعب أو التوتر. أو يمكن مقارنتها مع تعبير “أوفٌ” في اللغة العربية. ونظراً لأن التنهدات أيضاً تجعل الناس من حولنا غير مرتاحين، يُقال أن الناس في الماضي شجعوا بعضهم بقول أمور مثل “إذا تنهدت فإن السعادة ستهرب، لذا حاولوا التوقف عن التنهد”.

 

 فأصبح الأمر كاللغز لأنه تقريباً يتحقق، بمعنى عند التوقف عن التنهد تتيسر الأمور ويكون الشخص إيجابي، والعكس عند القيام بالتنهد تتعقد الأمور أكثر وتتراكم المشاعر السلبية في الشخص.

 

وأيضاً يُقال إذا استمر التوتر وكانت الحالة العقلية سيئة، فإن الزفير سيكون ثقيل ومليء بالطاقة السلبية. فإذا تنهد الشخص من غير وعي دفعة واحدة، في محاولة لإخراج المشاعر السلبية التي تراكمت في جميع أنحاء جسده. قد تؤدي هذه المشاعر السلبية المتراكمة إلى الإضرار بالصحة البدنية للشخص. ولذلك يفضل عدم التنهد قدر الإمكان.

 

 

الخلاصة:

في هذه المقالة تعرفنا معاً على بعض من أشهر الخرافات اليابانية عن الحظ السيء. كما نرى لكل دولة خرافات مميزة وقديمة كانت الناس تؤمن بها في الماضي. وقد نجد أن الخرافات اليابانية تشترك مع الخرافات الآسيوية بشكل عام، بينما قد نجد خرافات مختلفة في الغرب. ومع ذلك التعرف على هذه الخرافات لهو أمر ممتع ومفيد للتعرف على ثقافة البلاد في الماضي وتقاليده.

 

وبالتأكيد هناك الكثير من الخرافات التي لا يتم أخذها على محمل الجد، وإنما يتم تداولها للمتعة وللتعرف ولتعلم السلوك الصحيح. وفي الواقع، مازال هناك الكثير من الخرافات اليابانية عن الحظ السيء، وهناك أيضاً خرافات عن الحظ السعيد. في المرة القادمة سأقدم لكم خرافات مميزة ومشهورة في اليابان عن الحظ السعيد. انتظروني بتشوق وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط