هل يوجد براكين في اليابان؟ نُقدم لكم أسباب تكون البراكين وأشهرها في اليابان!

0

هذه المرة سنتحدث في موضوع يتعلق بطبيعة وأرض اليابان وهي البراكين، هل لديكم معرفة كافية عن أسباب تكون البراكين في اليابان؟ أو ما هو عددها؟ في الواقع 7% من البراكين النشطة في العالم موجودة في اليابان. 

 

ووفقاً لوكالة الأرصاد الجوية اليابانية، فإن “البراكين النشطة” هي براكين اندلعت خلال العشرة آلاف عام الماضية أو ما زالت نشطة. وبالتأكيد تُعد البراكين التي أظهرت نشاطاً مؤخراً من ضمن الـ”براكين النشطة”، وأيضاً البراكين التي قد تثور في المستقبل حتى لو لم تكن نشطة لفترة طويلة في الماضي هي أيضاً “براكين نشطة”.

 

وبهذا تم تصنيف 108 بركان في جميع أنحاء اليابان على أنه نشط، وهو ما يمثل 7% من البراكين النشطة في العالم. وفي هذه المقالة سنتعرف معاً على سبب تكون الكثير من البراكين في اليابان، وسأقدم لكم أشهرها. لنبدأ جولتنا في جغرافيا اليابان!

 

تقع اليابان مباشرة على قمة العديد من هذه الصفائح: صفيحة أوخوتسك، والصفيحة القارية الأوروبية الآسيوية، وصفيحة بحر الفلبين، وصفيحة المحيط الهادئ.

 

أسباب وجود الكثير من البراكين في اليابان

تعد اليابان واحدة من أكثر مناطق الكوكب تعقيداً من الناحية الجيولوجية. ويرجع هذا التعقيد إلى حلقة النار حيث تلتقي الصفائح التكتونية داخل قشرة الأرض وهو موقع الأرخبيل الياباني. 

 

وقد تم تشكيل حزام النار على مر القرون من خلال نشاط الصفائح التكتونية “أجزاء من قشرة الأرض والغطاء العلوي”. حيث يوجد عدة صفائح رئيسية وأخرى ثانوية تكون في حركة مستمرة بسبب النشاط العالي لكوكب الأرض. وعندما تصطدم هذه الصفائح فإنها تخلق مناطق اندساس “بمعنى تتداخل إحدى الصفائح مع الأخرى”، وهذا يؤدي إلى حدوث تغييرات في السطح مثل الزلازل، وتكون الصهارة وتشكل البراكين، وحتى تكون خنادق المحيط.

 

والسبب في وجود العديد من البراكين في اليابان هو وجود الكثير من الصهارة التي تتكون تحت الأرض في الأرخبيل الياباني. وكمية هذه الصهارة المنتجة لا تساوي كمية الصهارة التي تنتج في مناطق أخرى في العالم إذ تعد مرتفعة جداً. 

 

ومع ذلك نلاحظ وجود براكين في دول محيطة، على سبيل المثال، في الساحل الغربي للأمريكتين، وفي المناطق الواقعة على أطراف المحيط الهادئ، مثل ألاسكا وجزر الكوريل والفلبين وإندونيسيا، يكون إنتاج الصهارة فيهم مرتفع فتتشكل العديد من البراكين. 

 

جبل فوجي

 

سأقدم لكم تالياً سبب ارتفاع إنتاج الصهارة في هذه المناطق:

يتكون سطح الأرض الذي نعيش عليه من طبقات تُسمى صفائح يبلغ سمكها عدة عشرات من الكيلومترات. ويبلغ نصف قطر الأرض حوالي 6400 كم، وبذلك فإن الصفيحة عبارة عن طبقة رقيقة. وتنقسم هذه الصفيحة إلى أكثر من 10 صفائح لتغطي الأرض، وكل كتلة تطفو تبعاً للحركة الحملية في مناطق معينة.

 

قد يبدو الأمر مثل طبقات من الدهون تتشكل عند تسخين الحليب! حيث يوجد الأرخبيل الياباني في المنطقة التي تتصادم فيها الصفائح مع بعضها البعض.

 

 وعندما تتسلل الصفيحة الموجودة في قاع البحر إلى الداخل وتُحمل في عمق الأرض بهذه الطريقة التي شرحتها، سينتج عن ذلك ضغط مياه البحر الموجودة في صخور الصفيحة عندما تصل إلى عمق معين “يُقال أن العمق قد يصل إلى مائة وعدة عشرات من الكيلومترات” لتصل المياه المضغوطة إلى الخارج حيث الصخور الصلبة في طبقة الأرض العليا والتي تُعرف باسم “بريدوتيت”.

 

وتعد صخور بريدوتيت صلبة حتى في الظروف العادية، وعند خروج المياه المضغوطة على هذه الصخور ستنخفض درجة الانصهار، حيث يُعتقد أن هذه الصخور تمتص الحرارة ويذوب جزء منها على الفور.

 

هذه هي عملية تكون الصهارة نظراً لاستمرار حركة الصفائح لسنوات عديدة، ومع استمرار تحرك هذه الصفائح على مدار التاريخ تكونت العديد من البراكين في اليابان.

 

جبل فوجي

 

البركان الشهير: جبل فوجي

بلا شك أن البركان الأكثر شهرة في اليابان هو جبل فوجي الذي يقع بين محافظة شيزوكا وياماناشي. ونعم إنه بركان أيضاً وهو الأكبر في اليابان. وأيضاً هو أعلى نقطة في البلاد بارتفاع 3776 متراً. وقد أصبح بركان خامد منذ عام 1707.

 

في الماضي كانت المنطقة المحيطة بجبل فوجي نشطة بركانياً لملايين من السنين. وقبل حوالي 700 ألف عام، كان يوجد في محل جبل فوجي الحالي، ما يطلق عليه الآن بركان “كوماتاكي”. وتقع قمة كوماتاكي الآن عند المنحدر الشمالي لجبل فوجي.

 

وقبل 100 ألف عام، أصبح الجبل يشار إليه باسم بركان كوفوجي. وتتميز تلك الفترة بالانفجارات البركانية التي أفرغت كميات كبيرة من الرماد والأحجار والحمم البركانية. وفي النهاية تشكلت قمة جبل فوجي عند ارتفاع 3000 متر فوق سطح البحر. 

 

وبعدها حدثت الكثير من الانفجارات من أشهرها، انفجار “جوغان” 866-864 في شمال غرب فوجي، ونتج عنه تدفق الحمم البركانية التي دفنت العديد من المنازل.

 

وتسببت هذه الحمم البركانية المتدفقة في تشقق بحيرة ضخمة تعرف باسم “سينومي”، ونتج عنها بحيرتا شوجي وساي الحاليتين. وكما ظهرت غابة أوكيغاهارا، التي نمت على حقول الحمم البركانية طوال الألف سنة التالية. واستمر الانفجار البركاني دون توقف عند القمة لمدة شهرين.

 

 

وهناك انفجار آخر كبير يُدعى “هوئي” حيث أطلق دخاناً أسود، ورماداً، وحدثت اهتزازات جوية، وبرق بركاني، وتساقط الرماد وغيره من الجسيمات كالحمم. وكما سقطت كميات ضخمة من الرماد البركاني على إيدو “طوكيو” البعيدة في نفس اليوم.

 

 وقد امتد الدمار الناتج عن ثوران البركان إلى شبه جزيرة بوسو، خارج المدينة وما يعرف الآن بخليج طوكيو. وقد استمرت الانفجارات على فترات متقطعة لمدة أسبوعين لتدفن العديد من المنازل، والحقول في القرى الواقعة على سفح الجبل. ومات الكثير من الناس بسبب الجوع آنذاك. 

 

ويبدو أن هذا الثوران كان نتيجة تأثر جبل فوجي بزلزال هوئي (8.6 درجة على مقياس ريختر) الذي حدث قبل 49 يوماً من الثوران. ويعتقد أن نشاط البركان توقف في ستينات القرن الماضي إذ لايوجد نشاط حتى يومنا هذا.

 

 

وبالتأكيد جبل فوجي المهيب الذي يُعتبر جبل مقدس يتميز بجمال ساحر وخلاب يدهش كل من يراه. حيث يحتل مكانة في قلوب اليابانيين وأصبح رمز اليابان منذ القدم. والآن يعد جبل فوجي وجهة سياحية وهدف أساسي لكل من يزور اليابان.

 

ويمكن زيارة الجبل في جميع الفصول حيث يتغير لون الطبيعة من حوله وجماله يتغير من فصل لآخر، ولكن إذا كنتم من محبي التسلق فإن زيارة جبل فوجي في الصيف والربيع هو وقت مناسب لتسلقه.

 

وكما يعد فصل الخريف والربيع فصلان مثاليان للاستمتاع بجمال الطبيعة والحدائق الكبيرة حول فوجي سان. 

 

أما فصل الشتاء مناسب أيضاً لمشاهدة جبل فوجي حيث تكسو قمته الثلوج وتعلو قمته الغيوم البيضاء، وبالتأكيد لا ننسى التزلج في منتجع “فوجيتن سنو للتزلج”. وبهذا يمكنكم زيارة جبل فوجي في أي وقت تفضلونه.

 

 

البركان الشهير: ساكوراجيما

يقع بركان ساكوراجيما بالتحديد عبر خليج كاجوشيما على بعد 8 كيلومترات شرق مدينة كاجوشيما التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة. ويعد بركان ساكوراجيما أحد أكثر البراكين نشاطاً في العالم وأحد البراكين القليلة التي هي في حالة نشاط مستمر.

 

ويتراوح نشاط بركان ساكوراجيما المعتاد من انفجارات رماد صغيرة إلى انفجارات رماد كبيرة كل 4 أو 24 ساعة.

 

وقد تم تسجيل تاريخ ساكوراجيما البركاني منذ القرن الثامن، فعادةً ما يخرج الرماد على خليج كاغوشيما كنشاط بركاني معتاد. ولكن بسبب إمكاناته المتفجرة فإنه يُعتبر بركاناً خطيراً للغاية ويتم مراقبته عن كثب. 

 

وتعد أكبر الانفجارات التاريخية لساكوراجيما هي الانفجارات التي حدثت خلال الفترة 1471 و1776، وأيضاً في عام 1914.

 

 

إذا كنتم ترغبون في مشاهدة ظاهرة طبيعية قوية فإن جبل ساكوراجيما في كاغوشيما هو مكان مناسب. وكما أنه يعتبر رمز لمحافظة كاغوشيما. حيث يمكن التجول حول حقول الحمم البركانية التي تتميز بأجوائها الهادئة والتي ستساعدكم على تخيل ثورانات البركان في الماضي.

 

وكما يوجد منصة مشاهدة تُدعى يونوهيرا تتيح لكم فرصة الاقتراب من البركان ومشاهدة فوهته، وقد يحالفكم الحظ وتشاهدون أعمدة ضخمة من الرماد البركاني الذي ينفثه لتتصاعد آلاف الكيلومترات في السماء ناشرةً معها رائحة الكبريت.

 

 

أما بالنسبة لمحبي المشي وركوب الدراجات الهوائية، يمكنكم استئجار دراجات هوائية من مركز زوار ساكوراجيما، للتجول في طريق تبلغ مسافة الجولة الكاملة فيه حول البركان 36 كيلومتر. ويوفر لكم هذا الطريق إطلالات خلابة لجبل ساكوراجيما، وخيلج كينكو، وشبه جزيرة أوسومي وجبل كايمونداكه.

 

التجول بالدراجة الهوائية على طول الطريق السهل، ومشاهدة أعمدة البركان الرمادية والدلافين في خليج كينكو، تعد من أجمل التجارب الممتعة أثناء الاستمتاع باستنشاق الهواء النقي ونسيم البحر.

 

ولكن أفضل طريقة لاختتام الرحلة حول جبل ساكوراجيما هو الاسترخاء في الينابيع الساخنة الطبيعية. لذا أوصي بالذهاب إلى متنزه ناغيسا لنقع أقدامكم في مياه الجبل الساخنة لإراحتها من تعب المشي والتجول. 

 

 

البركان الشهير: جبل أسو

جبل أسو هو بركان نشط في وسط كيوشو، يقع في حديقة أسو كوجو الوطنية بمحافظة كوماموتو. ويبلغ ارتفاعه 1592 متر فوق مستوى سطح البحر، وقد ثار البركان مؤخراً في عام 2016 ولكنه هدأ مرة أخرى منذ ذلك الحين.  

 

ويوجد لجبل آسو مجموعة مخروطية مركزية تتكون من خمس قمم: جبل نيكو، جبل تاكاو، جبل ناكا، جبل إبوشي، وجبل كيشيما. وأعلى نقطة هي قمة جبل تاكاو، الذي يقع على ارتفاع 1592م فوق مستوى سطح البحر.

 

 

ويحتوي جبل أسو على بحيرة بركانية تُدعى “كالديرا” كبيرة نسبياً يصل قطرها إلى 25 كيلومتر، ومحيطها يزيد عن 100 كيلومتر.

 

وقد تشكلت هذه الفوهة نتيجة حدوث أربعة ثورانات بركانية من كالديرا في الماضي. وعند النظر جيداً نلاحظ وجود نشاط واضح للحمم للبركان في وسط كالديرا من خلال مشاهدة المياه.

 

ومع ذلك غالباً ما تكون منطقة فوهة البركان مغلقة جزئياً وأحياناً تكون مغلقة بالكامل أمام الزوار، وذلك بسبب الغازات البركانية السامة التي تكون مرتفعة في بعض الأوقات، أو بسبب سوء الأحوال الجوية أو ارتفاع خطر النشاط البركاني. لذا يجب التحقق من حالة البركان الحالية قبل السفر إليه.

 

وحتى وإن كانت المنطقة المحيطة بالقمة مفتوحة، فيمكن أن تؤذي غازاتها الشديدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، ولذلك في مثل هذه الحالات يفضل عدم الاقتراب من فوهة البركان.

 

 

وأود أن أقدم لكم الطبيعة الخصبة والمذهلة المحيطة بجبل أسو، وهي منطقة “كوساسنري”، وهي عبارة سهل مغطى بالعشب مع أبقار وخيول يتم رعايتهم هناك. وكما يمكن ركوب الخيول في فترة أوائل مارس حتى منتصف ديسمبر للسياح.

 

وعلى الجانب الآخر من الطريق يوجد متحف “بركان أسو” الذي يقدم معلومات عن بركان أسو وثورناته على مدار التاريخ وكيفية تكون الفوهات والأراضي حوله.

 

 

موقع آخر وهو “كوميزوكا: وهو عبارة عن مخروط بركاني صغير جميل الشكل يقع على المنحدرات الشمالية لنكاداكى. في الواقع بركان مغطى باللون الأخضر وتحيط به أرض خضراء وكأنها ملونة بالألوان منظر كهذا لم أتوقع تواجده، إنه مكان خيالي يستحق الزيارة!

 

 

الخلاصة:

في هذه المقالة تعرفنا بشكل عام عن أسباب تكون البراكين وكثرتها في اليابان، وقدمتُ لكم بعض من أشهر البراكين في اليابان. ومع ذلك على الرغم من كثرة البراكين والزلازل في اليابان، إلا أنهم بذلوا جهدهم من أجل التعايش مع الطبيعة وعملوا على التقدم في كثير من المجالات للتنبؤ والوقاية من الكوارث الطبيعية.

 

ولذلك هذه الظواهر لا تسبب قلق أو خوف عند العيش في اليابان أو عند زيارتها، وإنما يُفضل دائماً الاطلاع على آخر الأخبار والالتزام بالتعليمات في حالة حدوث شيء ما. وبهذه الطريقة يمكن للجميع العيش بسلام مع الطبيعة. وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط