هل يوجد خبز مميز في اليابان؟ !! نقدم لكم خمسة أنواع للخبز يجب أن تأكلوها في اليابان!

0

عند التفكير في الأطعمة المشهورة في اليابان فغالباً ما يتبادر إلى الذهن الأرز وأنواع السمك. ومع ذلك يحظى الخبز والمعروف باسم “بّان” بشعبية وشهرة كبيرة في اليابان. حيث يوجد العديد من الأنواع المميزة بنكهات وحشوات متنوعة تميزت بها اليابان عن باقي العالم. حيث عمل الخبازون اليابانيون على مدى التاريخ منذ ظهور الخبز في اليابان في القرن السادس عشر حتى يومنا هذا على الإبداع في تطوير منتجات الخبز.

 

قد يعتقد البعض أن اليابانيون لا يستهلكون الخبز ومنتجاته كثيراً ويعتمدون فقط على الأرز، ولكن في الواقع أصبح الخبز منافساً للأرز. حيث انتشرت متاجر ومخابز مخصصة للخبز. هذا إلى جانب المقاهي التي تقدمه مع المشروبات والقهوة، والمحلات الصغيرة والكبيرة. حيث يمكن شراؤه في أي مكان في اليابان.

 

وإذا نظرنا إلى الذوق الياباني في الطعام، نلاحظ أنه يعتمد على الأرز اللين المطهو جيدًا الملتصق ببعضه البعض وكأنه عجينة، ولهذا قد لا يناسبهم الخبز الغربي المحمص والمقرمش، ستلاحظون أنهم لا يعتمدون على صنعه بل يعتمدون على صنع خبز أقرب للذوق الياباني وهو الخبز الناعم والطري.

 

وفي هذه المقالة، سأقدم لكم خمسة من أشهر أنواع الخبز الياباني المميز. لنبدأ جولتنا في عالم الطعام الياباني.

 

آنبّان

وهو خبز حلو المذاق ويحشى عادةً بمعجون “الأنكو” هريس الفاصوليا الحمراء المحلاة. وقد ظهر هذا النوع من الخبز في البداية في طوكيو عام 1874م. وهو مشهور كثيراً في اليابان ومن العوامل التي ساهمت في زيادة شهرته وبيعه في اليابان هو ظهور خبز “آنبّان” في الأنمي المشهور “الرغيف العجيب” حيث كان رأس البطل مصنوع من خبز آنبّان. وهذا ما دفع الجيمع والأطفال خاصةً إلى حب تناوله وشرائه.

 

يباع آنبّان في العديد من المخابز والمتاجر والمقاهي أيضاً، ويتوفر هذه الأيام بحشوات أخرى مثل الكستناء وغيرها من الحشوات الحلوة. ويتم تزيينه ببذور الخشخاش السوداء كما تشاهدون في الصورة. ويتميز الآنبّان بقوام طري جداً ولبه ناعم واسفنجي حلو المذاق مع حشوة حلوة فينتج مزيج حلو وناعم مناسب مع كأس شاي أو قهوة.

 

 

لنرجع إلى تاريخ بداية خبز “آنبّان”. حيث تعود بدايته إلى فترة ميجي عام 1875م. في هذه الفترة انتهى نظام الساموراي وحظر استعمال السيف وبدأت حكومة جديدة وبدأت اليابان تتعلم بعض العادات من ثقافة الغرب، والتي كانت كشيء جديد فكانوا مهتمين بالتعرف على العالم أكثر.

 

وفي تلك الفترة بدأ طرق طهي الطعام الغربي يدخل اليابان، ومنه الخبز المالح والحامض والمحمص وكان اليابانيون مهتمين كثيراً بهذه الأشياء الجديدة. وفي يوم من الأيام كان هناك رجل ساموراي يُدعى “ياسوبي كيمورا” فقد عمله كاسامواري في القلعة كغيره من الساموراي في هذه الفترة. كان هذا الساموراي يتجول بين المتاجر الجديدة حتى رأى خباز أجنبي يصنع الخبز.

 

فقرر كيمورا أن يجرب صنع خبز مختلف بطعم ألذ غير مألوف كمهنة قد يعتمدها إن نجحت، وبعد عدة محاولات توصل لطريقة مميزة وهي استعمال الخميرة السائلة لجعل الخبز ينفش مثل الاسفنج، ثم حشاه من الداخل بعجينة “الأنكو”. وقد نجح بالفعل وجذب اهتمام اليابانيون وأقبلوا عليه كثيراً. فأنشأ مخبزاً باسم “بونيدو” وبعدها انتقل إلى غينزا وسمى المخبز باسم “كيمورايا”. ولحتى يومنا هذا له شعبية كبيرة ومحبوب للغاية.

 

 

ميرون بّان “خبز الشمام”

وهو نوع من الخبز الحلو في اليابان مصنوع من عجينة اسفنجية يوضع فوقها عجينة البسكويت الحلوة وطبقته الخارجية مقرمشة. وقد اكتسب هذا الخبز اسمه من شكله الذي يشبه الشمام ولكن طعمه التقليدي ليس بنكهة الشمام. ومع ذلك في الآونة الأخيرة أصبح من الشائع إضافة الشمام ونكهته إلى خبز الشمام حيث يمكنكم شم رائحته المميزة من بعيد.

 

وغالباً ما يكون مذاق هذا النوع من الخبز حلو وبطعم الزبدة، مقرمشاً هشاً بطبقة لامعة من الخارج وطرياً ناعماً مثل الاسفنج من الداخل.

 

 

وهذه الأيام يوجد نكهات متعددة لخبز ميرون بّان، فمنها ما يتم حشيه بالشوكولاتة أو الكريمة وتحظى هذه النكهات بشعبية كبيرة بين الناس، أو يتم خلط العجينة برقائق الشوكلاتة أو حتى يمكن صنع العجينة كلها بنكهة الشوكولاتة أو حتى شاي الماتّشا أو مشروب القيقب والشمام وغيرهم من نكهات.

 

هذا النوع من الخبز محبوب جداً في اليابان خاصةً بين طلاب المدارس والجماعات، ربما قد رأيتم مثله في الأنمي. إن منظره لطيف في الواقع ويبدو مثل كرة اسفنجية كبيرة منفوخة. ويقدم ايضاً مع القهوة أو الشاي وغيرهم من مشروبات في المقاهي.

 

 

ياكيسوبا بّان

وهو عبارة عن خبز كوبّي محشو بمعكرونة ياكيسوبا، وهي معكرونة مقلية. ومن الشائع قطع الخبز بالسكين بشكل طولي ثم فتح الخبز على شكل حرف V ثم يتم وضع الحشوة. ولكن من أجل منع الرطوبة في الخبز خاصةً عندما يتم إعداده لنزهة أو من أجل تناوله في وقت آخر، يتم عادةً استعمال ياكيسوبا التي تحتوي على نسبة منخفضة من الماء نسبيًا، وذلك لأن الخبز يصبح رطبًا أو قد يسوء طعمه إن تُرك لفترة. ويمكن أيضاً وضع الزبدة أو السمن النباتي على الخبز من الجانبين في الداخل.

 

وبالتأكيد من أجل زيادة نكهة وحِدة الشطيرة، يمكن إضافة كمية صغيرة من الزنجبيل الأحمر والمايونيز والوسابي والبقدونس والملفوف وغيرهم. ولذلك يتغير طعم الشطيرة تبعاً لاختلاف التوابل المستعملة وقوة الصلصة، ووجود أو عدم وجود الملفوف حيث يعتبر مكون قياسي لياكيسوبا. هذا إلى جانب اختلاف نكهة الياكيسوبا تبعاً للشركة المصنعة.

 

 

ويعد ياكيسوبا بّان من الأطعمة المشهورة التي تُباع في المدارس اليابانية وفي المتاجر. فهو يتميز بسعر منخفض ومناسب وهذا لأنه لا يوجد فيه مكونات باهظة الثمن، كما لا يتطلب أدوات مائدة للجلوس على الطاولة. ولاسيما أنه متبل بشكل جيد.

 

وقد يميل الياكيسوبا إلى الوقوع من الشطيرة، ولذلك يتم تغليفه بإحكام بلفائف شفافة وقد تجدونه مغلف مرتين مصطفاً بشكل جميل في المتجر. إنه وجبة مثالية إن كنتم من محبي الشطائر الغير مألوفة فستحبونه بالتأكيد فطعمه مميز ولذيذ، ولاسيما أنه يمثل وجبة كاملة ومشبعة مناسبة السعر عندما تكونوا مشغولين أو خارج المنزل.

 

 

خبز التونة

وهو عبارة عن خبز محشي بالتونة أو خبز مع تونة على سطحه. حيث يوجد عدة طرق لصنع خبز التونة في اليابان، ومن هذه الطرق صنع العجينة على شكل دوائر صغيرة ويتم تشكيلها حسب الرغبة وتوضع بداخلها أو على سطحها التونة. وهناك أشكال خبز متعددة منها الطويل والمحشو من الداخل أو المسطح مع طبقة تونة على السطح.

 

أو يمكن صنع خبز بشكل جميل، مثل وردة بسيطة وذلك بقص سطح العجينة المدورة برقة وباتجاهين متعاكسين مثل علامة (الزائد+)  فتتمدد أطراف العجينة لتصبح أشبه بالوردة وتوضع الحشوة بداخلها. حشوة التونة يمكن تتبيلها حسب الرغبة مثلاً يمكن وضع المايونيز الياباني والبصل المفروم والقليل من الملح والبقدونس والخ.

 

 

ويحظى خبز التونة بشكل عام بشعبية كبيرة بين اليابانيون ولذلك هناك أشكال عديدة له. مثلاً تشاهدون في الصورة التالية حشوة التونة مع المايونيز الياباني تم وضعها داخل عجينة الخبز ثم تم دهنها بطبقة لامعة وخُبزت في الفرن. ومازال هناك أنواع كثيرة.

 

 

كاري بّان

وهو عبارة عن خليط من الكاري الياباني الملفوف في قطعة من العجين، ثم يتم تغطيتها بالبيض ثم بفتات الخبز “البقسماط” ويتم قليها، وفي بعض الأحيان يتم خبزها بدلاً من القلي. ومع ذلك إن طريقة القلي هي أكثر طرق الطهي شيوعًا. ويتميز هذا الخبز بقشرة ذهبية مقرمشة ولذيذة وطرية من الداخل. إذا كنتم من محبي الكاري الياباني فستحبونه بالتأكيد.

 

 

أما بالنسبة للكاري الياباني فهو يباع جاهزاً في المتاجر على شكل مكعبات أو مسحوق جامد. ويعتبر عنصر أساسي في الأسر اليابانية. أعتقد أنه من الأفضل استعمال الكاري الياباني الجاهز المعبأ مسبقًا فهو مصنوع من كل النكهات الضرورية وهو أكثر أمانًا لإنتاج نكهة أصلية. ما عليكم سوى طهي الخضار واللحوم في الماء وبعدها يتم إضافة قطع الكاري إلى المرق.

 

بالمناسبة يوجد ثلاثة مستويات تعتمد على حدة البهارات في علب الكاري الياباني في المتاجر، وهي خفيفة ومتوسطة وقوية. وهذا يساعدكم على اختيار ما يناسبكم.

 

تشاهدون في الصورة التالية خبز الكاري بالطريقة اليابانية مليئ بالعصارة والخضراوات من الداخل ولبه طري، بينما قشرته ذهبية وناعمة إنه مناسب كوجبة خفيفة.

 

 

الخلاصة

لقد قدمت لكم أكثر أنواع الخبز الياباني شيوعاً ومحبةً في اليابان. ومع ذلك بقي الكثير من أنواع الخبز الشهية والتي توضع بها حشوات مختلفة ولذيذة. مثلاً في موسم الفراولة يكثر بيع شطيرة الفراولة وهي عبارة عن طبقتين من خبز حلو المذاق بداخله كريمة مع قطع فراولة أو حتى يتم أحياناً وضع قطع الكيوي أو البرتقال. عادةً ما يباع في المقاهي مع القهوة والمشروبات الأخرى.

 

وبالمناسبة إن طريقة عجن الخبز في كل نوع تختلف بعض الشيء من نوع لآخر، وتتغير النكهة وقوام اللب. ولذلك لا بد من تجربتهم جميعاً لمعرفة ما هو أقرب لمذاقكم. أتمنى أن تجربوا الخبز الياباني يوماً ما وتخبرونا رأيكم. وأشكركم على القراءة.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط